في رمضان تتغير النفوس وتتجمل الأرواح
لرمضان عبق وروائح ورياحين يجب ن يشتمها كل انسان، فلا توجد شياطين في رمضان لأنها مقيدة، ولا تخرج من أبواب جهنم أية شظايا لأنها مغلقة، بينما تتدفق كل روائح الجنة وطيبها من السماء إلى الأرض لأن أبوابها مفتوحة، وباب الريان المخصص للصائمين يبعث بأطيب الروائح والأنوار، من ذاق جمال الروضة الشريفة وجلال الكعبة المكرمة يجب أن يتذوقها في رمضان، رمضان يأخذك إلى هناك فتعيش أجواء الحرمين وجمال العمرة والزيارة..
لا تستسلم لعين أصابتك، فبركات رمضان تطفئها، ولا تستسلم لابتلاء أراد الله به أن يرفعك لأن رمضان شهر الصبر والنصر، ولا تستسلم لضيق اليد وعوز الحياة فرمضان كريم، ولا تستسلم للكسل والتكاسل والإهمال والتقصير فإن رمضان أنسب أيام الله للتألق والعمل والنشاط والعبادة..
لرمضان آيات وبركات ونفحات وخوارق للعادة تحدث لكثير من العباد، تأتي للمسلم العادي وقوي الايمان، ربما يشعر بها أصحاب الحس المرهف من أخواني وأخواتي المسيحيات، هذه الآيات والمعجزات تحدث لك في البيت وفي العمل وفي قضاء الحاجات وحل المشكلات، ما لم تستطع القيام به في الأيام العادية التي تأكل فيها وتشرب تقوم به بيسر وتألق في رمضان..
في رمضان تتغير النفوس وتتجمل الأرواح وتطيب القلوب وترق المشاعر وتجيش العواطف ويحن الانسان إلى كل ما هو جميل من ذكريات وتاريخ، فإذا كنت من هؤلاء الذين أحاطتهم نفحات وبركات رمضان فأنت انسان سوي وما زلت بخير وعليك أن تحمد الله وتشكره على ذلك، أما إذا حرمت هذه الآيات والمعجزات فيجب عليك أن تنهض من غفوتك وتتصدى لنفسك وتعيد موضع روحك في مناخ وأجواء رمضان، ليبقى دوما رمضان أياما خالدة في العطاء والجهاد..
د. صابر حارص