النهار
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 10:23 مـ 6 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

وليدة عتو تكتب: المثقفون وأصحاب الأقلام

وليدة عتو
وليدة عتو
وفي هذه النقطة أسأل هذا الصحفي ومن يشاركه هذا السؤال لماذا انتوا في مصر القوية التي تمتلك جيشا جبارا لم يسترد سيناء وطابا بطلقات رصاص واكتفيتم بالاستلام وبيع مصر بجملتها إلي امريكا وإسرائيل بصك رسمي باتفاقية كامب ديفيد ورزحتم تحت وصاية وتبعية لأمريكا أربعين عاماً مضت ولا أحد يدري كم عقود سوف تمتد أيضاً أما بشأن الجولان سوف أرد علي سؤالك فأقول لأنك لم تقرأ تاريخ الحروب العربية الحديث أنت تجهل ومعك كثير لا يعلمون من تسبب في احتلال الجولان عام 1967 فأقول لك ياأيها الزميل العزيز بأن العالم كله يعترف العدو قبل الصديق ويشهد بعروبة وقومية ووطنية الخالد حافظ الأسد ونجله بشار ولأن احساسه العروبي اقوي من منصبه حين ذاك فقد اقدم علي خطوة كلفتنا الجولان وهي عندما اعتدت إسرائيل علي مصر (1967) لم تكن سوريا المستهدفة وانما كان المستهدف مصر والزعيم العربي الخالد عبد الناصر الذي كان محارب ومستهدف مثل بشار الآن لأنه عروبي ولم ينجي بل ينجي له التاريخ فكان يومها الأسد ما زال طياراً وقائد القوي الجوية فأخذ قراراً من نفسه ودون الرجوع إلي القيادة وأمر سرب طيران وهو علي رأسه وانطلق إلي إسرائيل ليفرغ قنابله فيها ويعود وبهذا ادخل سوريا العرب لأن أبت عليه عروبته أن يري مصر يعتدي عليها وسوريا تقف مكتوفة الأيدي هذا حافظ واخلاقه وعظمته وكان سبب هذه الضريبة خيانة عبد الحكيم عامر لذا جاء انتحاره أو تصفيته لا فرق وكانت ضربة قاسمة للزعيم عبد الناصر بعد اكتشافه هذه الخيانة أما عن سبب عدم اطلاق هذه الرصاصة التي تسأل عنها فهناك اسباب كثيرة حالت دون ذلك منها تدهور العلاقة السورية المصرية بعد اتفاقية كامب ديفيد التي رفضها الأسد جملة وتفصيلاً.أتعلم ايها الصحفي المجيد بأن عرض علي الأسد اضعاف ما أعطي لمصر كي يوافق فتنازلوا عن الجولان وفوقها عشرة كيلو من أرض إسرائيل وقسم من أرض لبنان ومعونة مادية أضعاف معونة مصر ومنحة شخصية له سنوية علي مدي عمر هذه الاتفاقية ورفضها لماذا؟ لأنه رجل تذوب تحت أقدامه كل الرجال وينحني له التاريخ وكان السادات علي علم بهذا السخاء وهذا الترابط الذي يقول لا حرب دون مصر ولاسلام دون سوريا لذا كان استسلامها ضربة قاسمة لسوريا فكان علي الأسد أن يبحث عن بديل لهذه القوة الهائلة التي خسرتها سوريا والمنطقة فكان من الصعب تعويضها ولكن كان لابد من أن يجد البديل فكانت عنده فكرة انشاء مقاومة وزرعها في لبنان كي يحمي البلدين ونفذت فكرته ولكن عليه الانتظار الطويل إلي أن تقوي هذه المقاومة ويستطيع دخول حرب وايضاً تحتاج هذه المقاومة إلي تجارب علي الأرض كي يطمئن إلي قوتها وبعد سيند دخلت حرباً مع إسرائيل عام (1992) مع حركة أمل وحصدت نجاحاً باهراً ونجمت عنها اتفاقية عناقيد الغضب الشهيرة ولكن بقي علي خوف فحرب الجولان غير حرب لبنان فتابع بمدها وتقويتها حتي خاضت حرب (2000) واعادت جنوب لبنان وكان تفوقها عظيماً وعندما قرر خوض معركته في الجولان سبقه الموت وكانت مكالمته التاريخية إلي الرئيس لحود قبل وفاته بأيام علي الهاتف وحين قال له لقد نجحت زرعتنا وسوف اعيدها علي حدود الجولان وعندما استلم بشار كانت سوريا تمر بأسوء الظروف ولم يكد يتسلم الحكم حتي وقع زلزال 11 ديسمبر 2001 الذي جعل أمريكا تنطلق بشرها واجرامها كالمسعورة فاحتلت افغانستان ثم عرجت علي العراق 2003 وكانت عينيها علي سوريا ثم عام 2005 قتلوا الحريري واتهموا به سوريا بعدها 2006 حرب لبنان وكانت سوريا القاسم المشترك مع حزب الله في خندق القتال فكانت الأحداث والضربات علي سوريا متلاحقة سريعة وتداعياتها تأخذ سنين وكان هناك من قبل انهيار روسيا التي كانت علي تحالف وصداقة مع سوريا وتمدها في الأسلحةفتوقفت فكان لها تأثيرها الكبير وفي الثلاث سنوات الأخيرة بدأ الدكتور بشار تقوية سوريا خارجياً واقتصادياً وقام بحراك سياسي ودبلوماسي دولي وببناء علاقات دولية واسعة وقوية مثل روسيا والصيد والهند ودول امريكا اللاتينية بكل قاراتها واقوي حليف الذي يفزع أمريكا وقوة عظمي في المنطقة العربية هي إيران بعد أن فقدوا العرب شرف العروبة ودنسوا هويتهم العروبية بتلاحمهم مع إسرائيل وأمريكا ودول اوروبا فكان هذا الحراك مقلق ومرعب إلي هؤلاء المستعمرين فكان لابد من أن تحاك هذه المؤامرة ورسم هذه الخطط فأيقظوا خلايا الإخوان في سوريا ومجموعة خارجين علي القانون هاربين إلي الخارج فأعدوهم ووعدوهم في كرسي الحكم بدلاً من بشار وسلحوهم واطلقوهم إلي اراضي سوريا متشدقين بالحرية والثورة الكذابة واتوا بكل مجرمي العالم العربي وبعض دول الغرب لمحاربة سوريا هذا استعراض سريع لأحداث كثيرة أيها الصحفي العزيز فأقول إلي الأخوة في العالم العربي ومصر رفاق النضال مع سوريا واصحاب الأقلام والمثقفون. أرجو قراءة تاريخ شعوبكم العربية ونضالها والتعمق في الأوضاع جيداً ثم اكتبوا وإذا كتبتم أنصفوا ولا تنجرون خلق مرتزقة باعوا أنفسهم إما بحفنة دولارات وإما من أجل منصب وعدوا به تحت اسم الثورة ودفاعهم عن شعب سوريا الذي هذا هو أخر شئ يفكرون به لأنهم لو كانوا يخافون عليه لما قتلوه بافظع الطرق واستنجدوا بتدخل عسكري غربي لقتل هذا الشعب واحراق بلدهم.