النهار
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 11:25 مـ 22 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رئيس ”استئناف القاهرة” يبحث مع ”التجارية الألمانية” إجراءات التحكيم الدولي بوتين: إسهام بريكس في الاقتصاد العالمي يتجاوز مؤشرات مجموعة السبع بايدن يرجح اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ويتحدث عن تغيير جذري في المنطقة أول تعليق من محمود حميدة على منع عرض فيلم ”الملحد” من أرضية الملعب.. جوميز يحاضر لاعبي الزمالك قبل السوبر الإفريقي فيدرا تكشف تفاصيل تصالحها مع دينا وعلاقة أكرم حسني بالموضوع الأمم المتحدة: أكثر من 90 ألف شخص في لبنان أجبروا خلال 5 أيام على النزوح ”الميني فوتبول” يهزم غانا ويواجه جنوب أفريقيا صاحب الأرض في نصف نهائي الأمم الأفريقية إلهام شاهين تعلن موعد استئناف تصوير فيلم ”الحب كله” السوداني يؤكد لميقاتي وقوف العراق إلى جانب لبنان في محنته تركيا: لن ندعم العقوبات الغربية ضد روسيا ونتشارك معها نفس الموقف من القضية الفلسطينية أردوغان: لا إجماع على انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ويجب التروي بهذا الصدد

تقارير ومتابعات

«النهار» تكشف العالم السري لـ«مافيا» توكيلات «رئاسة الجمهورية»

اشهر مرشحى الرئاسة
اشهر مرشحى الرئاسة
سماسرة الانتخابات مصطلح إعتدنا علي سماعه في كل انتخابات برلمانية وبالأخص انتخابات مجلس الشعب، السماسرة هم من يقوموا باستغلال غياب الوعي السياسي للبسطاء والذين يسعون وراء أي أموال لمواجهة لعنة الفقر والغلاء، حيث يستغلونهم ويقوموا بالحصول علي أصواتهم، وتوجيههم لصالح مرشح محدد مقابل مبالغ مالية، الجديد أن هؤلاء السماسرة ظهروا مجددا هذه الأيام، ولكن هذه المرة سماسرة من نوع جديد.والإقبال غير المسبوق للمواطنين الذين تقدموا بسحب أوراق ترشحهم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة والذي تجاوز 500مرشح خلال أول يومين فقط، وتجاوز بعدها العدد ليصل قرب 1500مرشح خلال الفترة السابقة، دفع عددا من سماسرة الانتخابات الدخول في اللعبة.وأمام مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بشارع صلاح سالم تقاطع شارع العروبة ظهروا للمرة الأولي مساء 12مارس الجاري، لكن هذه المرة من نوع جديد تخصصوا في جمع توكيلات الترشح لانتخابات الرئاسة، وكشف عن بورصة جديدة لسعر توكيل الترشيح تبدأ من 20جنيها حتي 50جنيها في متوسطها، وتتجاوز ذلك الرقم في بعض الأحيان لتصل إلي نحو 300جنيه للتوكيل.وخلال تواجد جريدة النهار أمام مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة لرصد ما يدور هناك، وخلال حديثها إلي أحد المواطنين الذين سحبوا أوراق ترشحهم للانتخابات تمهيدا لخوضها ويدعي محمد إبراهيم، ظهر شخص وبدأ التحدث مع المرشح بعد أن شاهده يحمل في يده أوراق الترشح، تحدث السمسار في البداية عن مسألة الترشح للانتخابات ليبدوا حديثا عاديا، ثم تطرق إلي مسألة الانتهاء من جمع التوكيلات الانتخابية المطلوبة كشرط لخوض العملية الانتخابية والبالغة 30ألف توكيل، فأخبره المرشح أنه ما زال في مرحلة جمع التوكيلات.وهنا بدأ هذا الشخص بتعريف نفسه بأنه المهندس أحمد صالح، و لديه مكتب بمنطقة جسر السويس يتخصص في تقديم الخدمات لمرشحي الرئاسة من جمع التوكيلات المطلوبة كشرط لخوض الانتخابات، والحملات الانتخابية من دعاية ومؤتمرات ووسائل إعلام.وأخرج كارت شخصي، يماثل كروت التعريف بالشخصية، مكتوب عليه حرفيا، مكتب المهندس أحمد صالح لخدمات مرشحي الرئاسة .. نساعدك في تحقيق هدفك لرئاسة مصر .. معنا إجمع توكيلاتك لانتخابات الرئاسة في أسرع وقت .. أسعار مغرية، ومذكور في نهاية الكارت رقمي موبايل للتواصل مع صاحب المكتب.حصلت النهار علي أحد هذه الكروت، وأظهرت الموافقة علي الخدمات المعروضة، بعد أن عرفت نفسي لصاحب الكارت بأنني مدير الحملة الخاصة بالمرشح الذي أقنعته بأن نأخذ فكرة عن الأمر، وبالفعل توجهنا إلي أحد المقاهي بأحد الشوارع بجوار مقر اللجنة، والذي يبعد عنها نحو 400متر، وبدأت التحدث عن كيفية تقديم المساعدة.أكد صاحب الكارت أن بإمكانه أن يجمع توكيلات الترشح للرئاسة كاملة في غضون 15يوما علي الأكثر، وأن لديه اتصالات بعدد من شيوخ الحارات، الذين سيساعدوه علي جمع هذه التوكيلات خلال هذه الفترة، أما عن المقابل المادي فإنه سيحصل علي مبلغ 12ألف جنيه عن كل 5آلاف صوت يستطيع أن يوفرها، وأن ثمن التوكيل الخاص بالمرشح يتراوح بين 20جنيها إلي 30جنيها، وأنه يمكن أن يوفر عرضا بأسعار أقل في حالة جمع الـ 30الف توكيل.وعن طريقة السداد ذكر أنه سيتم التعامل عن كل 5آلاف توكيل، وأن المقدم سيكون 2000 جنيه فقط كعربون، وأن بقية المبلغ المتفق عليه سيكون وقت حشد المواطنين، وتجميعهم وإرسالهم إلي مكاتب الشهر العقاري لعمل التوكيلات للمرشح.لم تكن هذه الحالة هي الوحيدة لظهور السماسرة الجدد، حيث أكد حازم سعيد مدير الحملة الانتخابية لأحد المرشحين الذين سحبوا أوراق ترشحهم للرئاسة ويدعي أحمد محمود، أنه خلال حملته لجمع التوكيلات إلتقي بأحد هؤلاء السماسرة الذي عرض عليه أن يوفر له التوكيلات للترشح مقابل مبلغ مالي قدره 25جنيه للتوكيل، مضيفا أنه أيضا قدم عرضا بتوفير كافة التوكيلات مقابل مبلغ 500ألف جنيه.وذكر مدير الحملة أن هذا الشخص يدعي محمد علي، وأنه معروف بالاسم في منطقة شبرا الخيمة بأنه سمسار انتخابات، ويعمل في العلن ويحمل كروت شخصية تحمل أرقام هاتفه، وكانت تعرفه سابقا بأنه سمسار انتخابات برلمانية، ثم أصبحت انتخابات رئاسية، ومعروف في المنطقة بأنه كان له تعاون مع رجال الحزب الوطني المنحل، وسبق له مشاركتهم وحشد لهم الأصوت في انتخابات 2005 و2010.وأضاف إن هناك سمسار أخر بالاسكندرية قدم عروضا مختلفة للتوكيلات تصل الي جمع 30ألف توكيل مقابل مليون جنيه، وتتفاوت الأسعار حسب عدد التوكيلات المطلوبة.وأكد عبدالرحمن هجرس منسق حملة دعم الدكتور سليم العوا رئيسا للجمهورية، أن ظهور سماسرة التوكيلات والانتخابات هو أمر معروف ومنتشر بمصر، وكان معروف في الانتخابات البرلمانية، إلا أنه يظهر بشكله الجديد في انتخابات الرئاسة التي تحدث لأول مرة بشكل نزيه، فسابقا لم يكن هناك سماسرة لهذا المنصب نظرا لعدم وجود منافسة أساسا.وأضاف هجرس أنه بشكل شخصي تلقي عرضا من أحد الأشخاص أن يقوم باستقدام 120شخصا لعمل توكيلات للعوا مقابل مبلغ مالي، وهو ما تم رفضه، تنفيذا للالتزام بالقواعد والقوانين التي وضعتها اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة والتي شدد العوا لأعضاء الحملة بالالتزام بها.وفي ذات السياق كشف الناشط السياسي جرجس وهيب، أن هناك عددا من سماسرة توكيلات مرشحي رئاسة يعرضون التوكيلات علي حملات مرشحي الرئاسة، وخاصة في مدينة المنيا والتي شاهدها بنفسه، بأسعار وصلت إلي 250 و300جنيه، وأن هؤلاء السماسرة يعملون تحديدا في الأماكن الفقيرة والعشوائية لاستغلال فقر المواطنين وحاجتهم لأموال.ومن جانبه قال بركات الضمراني عضو سكرتارية لجنة التنسيق للحقوق والحريات النقابية والعمالية، أن حملات المرشحين التي تنشط هي حملات الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد عمرو موسي والفريق أحمد شفيق والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والمحامي الحقوقي خالد علي، ورغم ظهور سماسرة الانتخابات بشدة هذه الأيام إلا أن هذه الحملات تراهن علي العلاقات القبائلية لإنهاءعدد التوكيلات المطلوبة.وكانت أبرز الحملات التي واجهت اتهامات بشراء التوكيلات وتزويرها هي حملة دعم عمرو موسي مرشحا للرئاسة، والتي حرر ضدها بالفعل محاضر بذلك وبتزوير التوكيلات، للدرجة التي دفعت الحملة للخروج وإصدار بيان رسمي تطالب فيه بالتحقيق في هذه الاتهامات.ونفي أحمد السيد عوف عضو حملة ترشح موسي للرئاسة قيام أي من أعضاء حملة عمرو موسي بدفع أموال لشراء الأصوات، واستبعد أيضا في ذات الوقت أن يكون أي من مرشحي الرئاسة البارزين قد قام بذلك، مؤكدا أن من يقوم بذلك أجدر له أن لا يترشح للرئاسة، متسائلا أنه إذا لم يستطع جمع 30ألف توكيل لتأييده وترشحه رسميا للرئاسة، فكيف له أن يخوض الانتخابات ليحصد ملايين الأصوات.وبذات السياق، أكد عدد من المنسقين العامين لحملة عدد من المرشحين المحتملين للرئاسة أبرزهم هشام البسطويسي، وعمرو موسي، وأحمد شفيق، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحي، وحازم صلاح أبو إسماعيل، أنهم رصدوا حالات عدة بمحافظات مختلفة، بدفع مبالغ مالية وصلت إلي 50جنيها ببعض المحافظات مقابل شراء توكيل الترشيح