الصيام و كورونا و أشياء أخرى
بقلم : أميرة محمد حسن
ربما يكون من الطبيعى أن يدور الجدل الذى دار بشأن فريضة الصوم فى زمن الوباء ، و من الطبيعى أيضاً أن يتم طرح أسئلة مثل هل يجوز الصيام فى زمن الوباء ؟ و ما هو تأثير كورونا أو تأثرها بالصيام ؟
لكن ما ليس طبعياً أن يعطى هذا الجدل الحق لكل من هب ودب بأن يفتى .. وكأن كورونا ما جاءت إلا لتغير عبادات الناس وكأنها عادات أو تلغى الفرائض وكأن كل الفرائض ما هى إلا وسيلة لنشر الوباء
لا خلاف على أن الصيام فريضة وقتية ترتبط بشهر رمضان كتبها الله على عبادة من المسلمين حيث قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 183)من سوره البقره...أمر من الله وتكليف بالصيام وإن كان فالطلب ود ومحبه لقبول أمر فيه مشقه رحمه بعباده..ولعلكم تتقون هنا بقصد تهذيب النفس بترك المعاصى و الاقبال على الله .. ، و الصوم فرض عين على كل عاقل.. بالغ... قادر....
فقبل أن يكون الصوم إمساكاً عن الطعام والشراب فأنه إمساك عن قول الباطل والتشدق بيه على الفضائيات وإحداث فتنة بين الناس البسيطة التى لا تفهم فى الفقة ..أو حتى الفئه التى تحلل كل شئ حسب هواها ورأيها الشخصى
من المعلوم أن الله عز وجل اعطى رخصة للافطار فى رمضان لحالات بعينها لظروف خاصة حددها على سبيل الحصر فى قوله تعالى (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خيرا لكم ان كنتم تعلمون) سورة البقرة
إذن هى قضية حسمها القرأن قولاً وتفصيلاً.. فى حكم الصيام و حكم الإفطار ومن له الرخصة ليفطر وكذلك وجوب القضاء بعد إنقضاء السبب..وهذا هو انسب رد لكل من اعطى رأى بالإفطار فى زمن الكورونا...واذا تطرقنا لرأى منظمه الصحه العالمية فسنجد أن المنظمة تركت الأمر لأهله يقرروا بحسب المعلومات الصحيحة ما يفعلوه و ما يتأخذوه من قرارات وهذا أمر كلفت اللجان الدينية أهل العلم بدراسته و تبين أنه لا علاقة للصيام باحتمالات الإصابة بفيرس كورونا بل على العكس ربما يسهم فى تثوية جهاز المناعة بحسب أهل الاختصاص من علماء الطب ، و قد حسم الأزهر ولجنه البحوث الفقهية هذا الجدل من خلال بيان ملخصه :
( لا رخصه للإفطار بسبب فيرس كورونا المستجد كوفيد-19 )
وذلك بعد الرجوع الى نخبه من المتخصصين فى مجال الفيروسات والعدوى.. و يظل الأمر متروكا لكل مسلم عاقل قادر على الصوم..دون إعطاء رخصة عامة لا مبرر لها .
.الصوم عيادة ندعو الله أن لا يحرمنا منها ومن التقرب بها إليه إنه واسع الرحمة وواسع المغفرة
و كل عام و الأمة الإسلامية بخير وستر وصحة وكل رمضان وكلنا بخير نستمتع فى رحاب الطاعة بأداء فريضة الصوم اللهم آمين