في عدد ”الفكر المعاصر ” الجديد
من الفيس بوك إلى علم الاجتماع الافتراضي ..دراسة ترصد الظواهر السلبية لوسائل التواصل للدكتور حاتم الجوهري
قدم د.حاتم الجوهري دراسة جديدة بعنوان: من الفيس بوك إلى علم الاجتماع الافتراضي، نشرت في العدد الأخير من مجلة الفكر المعاصر المصرية، وفي هذه الدراسة يرصد ويؤسس لظهور مجال علم الاجتماع الافتراضي بتعريفه الذي هو "ذلك العلم الإنساني الذي يهتم برصد المنطق الحاكم لوجود الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي وأهداف هذا التواصل، وإيجابياته وسلبياته، والأهم سبل توجيهه هذا الوجود (أو المجتمع الافتراضي) للصالح العام وما فيه الأفضل للبشرية".
وتربط الدراسة ظهور ذلك المجال بعاملين مستحدثين؛ هما شيوع وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والمفتوحة عبر أجهزة الهاتف المحمول الحديثة كعامل أول، وكذلك ظهور أنماط سلوكية ارتبطت بشيوع وسائل التواصل الاجتماعي تلك بوصفه العامل الثاني، ومن ثم أعطت علم الاجتماع الافتراضي تعريفا يربطه بالبحث في المنطق الذي يحكم العلاقت الاجتماعية الجديدة في مجاله وسبل توجيهه عبر التدخل بالضبط النظري.
ومن أجل ذلك رصدت الدراسة بداية السمات السلبية التي شاعت في وسائل التواصل الاجتماعي تلك والأنماط السلوكية التي ظهرت فيها، ثم افترضت مبدأ نظريا للضبط أسمته "الترشيد والوظيفية" وعددت سماته وأدواته المقترحة، وأخير تناولت الدراسة علاقة الدولة بالمجتمع الافتراضي وتعرضت لعدة مفاهيم منها النفوذ والولاء الافتراضي، وضرورة تعريف القيم على المجتمع الافتراضي، وسبل رصف المسافة بين أبنية الدولة التقليدية واستفادتها من ذلك العالم الجديد المتنامي والمتطور باستمرار..
وتشي الدراسة بأن علم الاجتماع الافتراضي مجال بكر ومهم للغاية، يحتاج للكثير من الدراسات والاجتهادات لمحاولة جعله يصب في صالح التراكم البشري السابق له، خاصة أنه –وفق الدراسة- أظهر من علامات النضج الطبيعي ما يبشر بالخير، لكنه سيحتاج للوعي بأهمية وجود مركز يشتبك معه الناس سلبا وإيجابا، وسيحتاج جهدا في تطوير مفاهيم الضبط النظري جوار آليات النضج الطبيعي على المستوى التطبيقي..
بمعني جرأة الإشارة للأنماط الذاتية التي تشبه الهوس والحركة في دائرة عبثية مغلقة، أو مجتمعات الدعم الزائفة التي تمارس وجودها كطائفة دينية تصدق نفسها فقط وتنعزل عن العالم، المجتمع الافتراضي في حقيقة الأمر يبحث عن مظومة "قيم افتراضية جديدة" تقوم على الحوار المجتمعي المفتوح بين كافة الأطراف، تلك المنظومة تعيد التوازن والزخم والحيوية للحياة المعاصرة.
إن من المفترض في الحالة المثلى أن يكون علم الاجتماع الافتراضي هو الأداة التي يتدخل بها الفواعل الرسميين وغير الرسميين متضامنين؛ عبر صيغة مشتركة وتوافقية، لكسر الحدة في عالم ما بعد الحداثة الجامد وأفكاره النمطية والتنميطية للبشر، من المفترض أن يعيد علم الاجتماع الافتراضي الأمور لطبيعتها ويؤنسن العالم الإلكتروني (السيبراني).
.
وتتكون الدراسة من أربعة مباحث مختصرة هى أولا: العاملان المحددان لظهور علم الاجتماع الافتراضي ويتكون من: من الفئوية إلى الشيوع - ظهور الأنماط السلوكية: علم الاجتماع الافتراضي - التأسيس لمصطلح علم الاجتماع الافتراضي. ثانيا: سمات الأنماط السلوكية بالمجتمع الافتراضي ويتكون من: سمة " التلاحق والإتاحة" - سمة استشعار الوقوف الدائم على "المنبر العام" - مركزية كل ذات وتهميش كل آخر - تعدد أنماط الوجود الذاتي البحت. ثالثا: بحثا عن الضبط والنظرية في المجتمع الافتراضي وسماته ويتكون من: الفرض النظري الأساسي: "الترشيد والوظيفية" - من النقدي إلى التأسيسي - من التطهر اللحظي إلى الاحتشاد الهادف - إعادة توصيف الأخلاق في المجتمع الافتراضي - ضبط المجتمع الافتراضي باستخدام تراث المجتمع الواقعي - السعي لظهور منظومة "قيم افتراضية" جامعة- تطور الأبنية الاجتماعية الافتراضية. رابعا: وجود الدولة ودورها في المجتمع الافتراضي ويتكون من: الدولة التقليدية والبنية التحتية للمجتمع الافتراضي - النفوذ الافتراضي والولاء الافتراضي - الجمهور المستهدف من البنية التحتية الافتراضية - الأبنية الافتراضية كرافعة للدولة التقليدية - شرط تحول الأبنية إلى رافعة.
وكان الجوهري قد قدم في المجال الاجتماعي والنفسي من قبل كتابين هما: سيكولوجية الصراع السياسي، والمصريون بين التكيف والثورة.