فقه الإعلام في علوم الإلحاد
بقلم : محمود حسن
كثيراً ما يتم تناول ملف الإلحاد عبر برامج التوك شو ويتم المتاجرة به من وقت لأخر و سيظل وصمة عار على جبين مقدمي البرامج و من يتم استضافتهم في مثل هذه الحلقات لان الهدف منها هو الشو واحداث فرقعة دون مناقشة يستفيد منها المشاهد وغالبا المذيع او مدعي امتهان الاعلام يقوم باستضافة الشاب الملحد من اجل ان يتم طرده من اول الحلقة "على اساس انه مش عارف انه ملحد" لإحداث شو إعلام و رفع نسب المشاهدة.
الأصل في الموضوع ان الملحد هو شخص يرتكن الى تحكيم العقل في كل شىء وتنحية الايمان الاعمى واستخدام خاطئ لمفهوم العلم المتعقل الذي يؤدي به الى انكار وجود إله وكذلك انكار كافة الثوابت الدينية والرسالات السماوية بيقابله من المشايخ شخص وجد نفسه مسلم بالوراثة مفتقداً لعلوم الدين الأصلية مع امتلاك بعض من الشهادات وكذلك تجده قليل العلم مما يؤدي بنتيجة سلبية والتباس الامر لدى المشاهد فتجد مردود عكسي.
الشاهد في الامر ان تجد تحكيم مطلق للعقل في ضلال من جانب الملحد وتغييب تام للعقل في حق مثبت بالأدلة والبراهين من جانب مدعي العلم
ودا بيخلينا نروح لشئء مهم جدا وهو تحكيم العقل الحكيم في وجود رب الكون والعالمين وبطريقة اظنها الأسهل على الإطلاق في اثبات وجود الله الذى يدير هذا الكون بنظرية الحركة اللي عرفت عن الفيلسوف اليوناني ارسطو اللي مختصرها المفيد
ان اي حركة أو حدث لابد له من محرك او محدث وتوافر ثلاثة أركان " المُحرِك والمُحرَك والحركة " اي فعل وفاعل ومفعول به وكذلك على سبيل المثال ان سيارتك التي تذهب بها الى عملك لن تتحرك بمفردها دون ان تقوم بإحداث ما يحركها اذا فقد توافرت أركان الحركة مما ادى الى حدوث فعل ما وحدوث الأشياء يحتاج إلى أسباب فالحركة من المقوّمات الضَّروريَّة لحدوث الأشياء، وبالتَّالي كان لكلّ جسم محرّك وبالنظر في الكون وعظمته ستجد ان به اشياء عظيمة مثل الشمس التي تأتي من مشرقها الى مغربها بصورة منتظمة كل يوم ووكذلك تعاقب الليل والنهار وتلك الأفعال أو الأحداث أو الحركات العظيمة او مثلها في عظمة الكون لن يكن بمقدور بشر أو حتى ملوك الملائكة والجن ان يحدث بها حركة أو يحرك سكنتها حين تسكن او ترتكن في مكانها اي اننا امام نظرية مكتملة الأركان في وجود اله عظيم يكمل النظرية من خلال تواجد متحرك وحركة واله عظيم يحرك هذه الأشياء التي يعجز البشر عن احداث اي شئ بها ...
لابد من تحيكم العقل الرشيد ومواجهة الفكر بالفكر دون انكار الأخر وشيطنته والدعوة الى محاربته مما يزيد الفرقة والإحتراب داخل المجتمع ..
على الرغم من الإستخدام السئ لألة الإعلام والعمل على توجيهه وكبح جماح العملية الإبداعية فيه وتغيير وجهته وأصله في التوجيه والتعليم والإرشاد يظل الإعلام هو المعلم والموجه لعقول العامة من الناس ...