النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:10 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

حرموا التشخيص في كلية الفنون ونسوا أن أجمل تشخيص تجريدي كان في الحضارة الاسلامية

الفنان التشكيلي محمد طه حسين الحاصل على جائزة مبارك في الآداب

كتبت رانيا علي فهميوتظلين يا مصر عامرة زاخرة بفنانين و أدباء علماء و مفكرين مثقفين استطاعوا حمل لواء الوطن على أكتافهم ليحلقوا به في سماء العالمية .استضافت قاعة 6 أكتوبر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية و الأربعون فارسا من فرسان الفنون التشكيلية الذي حمل على عاتقه مسؤلية تجميل وجه مصر كما وصفه الدكتور محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة .فحينما نتحدث عن محمد طه حسين فنحن في صدد الحديث عن فنان تشكيلي مجرد ناقش 160 رسالة في مصر فنان ينتمي لأصالة بلاده كما ان له ثقافات خارج حدودها ،حتى أصبحت له منزلة حميمية لدى التشكيلين فهو خزاف من طراز فريد له انتاج متميز في النحت و النسيج و التصوير .بروح حميمية و تلقائية مصرية رسم لنا الفنان التشكيلي محمد طه حسين الايكابي مشواره الذي بدأ أولى خطواته من حي الأزهر العريق فهو ابن لأب دمياطي كان يعمل بالتجاره و أم جائت من سمنود لتعمل في التدريس . حي ضم تركيبه اجتماعية و اقتصادية لا توجد في الأحياء الراقية الحالية فالجيران من عائلة البنا و الصدر و المهندس و الحناوي وفي الناحية المقابله حي الجمالية وعبد الرسول ، لاشين و نجيب محفوظ كان الاحتكاك مباشرا بينهم جميعا في الشارع و في ترام 19 . لم يكن هناك مكان لمدرس خصوصي فالكبير يعلم الصغير .جيلي محظوظ و مصارع في نفس الوقتاسهم حي الأزهر الزاخر بالفنون الاسلامية في توجيهي لدراسة الفنون التطبيقية سنة 1946 وكنت ألتقي باساتذتي سعيد الصدر ، عبد العزيزفهيم ، راغب عياد ومن الفنون الجميلة عبد العزيزدرويش . داخل الكلية و خارجها.وكان فندق شبرد قبل حريق يناير ملتقى كبار الدولة كما كانت تقام به معارض فنية نلتقي فيها مع أساتذتنا من فناني القاهرة و الإسكندرية . وعندما تخرجت من كلية الفنون التطبيقية بامتيازسنة 1951 كان الدكتور طه حسين وزير للمعارف قد أغلق باب التعيينات في الجامعة فظل أبي يصرف علي سنة كاملة .وفي 1952 حصلت على جائزة مختار الأولى للنحت من جمعية الفنون الجميلة برئاسة الدكتور علي كامل الديب وكان موضوعها إلغاء معاهدة 1936 وعلى الرغم من أني كنت خزاف الا أني تتلمذت على بد سعيد الصدر المصور و النحات وكان التمثال عبارة عن مصر تقف على سلم مسنودة على مسلة وتمزق معاهدة 1936 . وكانت هنا أيقنت أهمية عدم التخصص في مجال واحد .ثم أتت ثاني خطوة هامة بالنسبة لي كأكاديمي وفنان حينما أشار علي الفنان سعيد خطاب بعد عودته من انجلترا الالتحاق بالمعهد العالي للتربية الفنية في الروضه وكانت نقله فكلية الفنون الجميلة و التطبيقية كانتا تهتم اكثر بالجانب التقني وكان الفن الحديث شبه محرم وسمعت حينها بالفنون الشعبية وغيرها . وكنت أول المعهد وتعينت في مدرسة هيهيا الثانوية بالزقازيق وأقمنا بها أول معرض في نادي المهندسين مع الفنان حسين عيسى .ثم تم اختياري للتدريس في أحد المعاهد الثانوية النموذجية ولا أريد مقارنتها بمدارس الآن فقد كانت أشبه بجامعة مصغرة .وفي 56 حصلت على بعثة لجامعة أوهايو بأمريكا الا أن العدوان الثلاثي تسبب في نقلها ولأول مرة لقاريا جنوب المانيا . وهناك التحقت بأكاديمية الفنون لتعلم الحفر و الجرافيك التي لم أتعلمها في مصر كما كنت بحاجه لتعلم الكثير في تكنولوجيا الخزف . وبعد 3 سنوات قدمت اوراق جيدة عن الفن العربي و الاسلامي و النسيج وبعد عودتي فوجئت بالاستاذ shemt تحدث بشاني مع دكتور الفن في جامعة كولونيا و حصلت على دكتوراه في تاريخ الفن وكان موضوع الرسالة تأثير الفنون الاسلامية العربية على فنون الغرب خلال القرنين 13-15و أقمت أول معرض في مصر للطباعة الحجرية الملونة الجرافيك .لقد كان الغرب يعتقدون اننا حرفيين فقط ولكن بعد مشاركتي عرفوا ان الحقيقة عكس ذلك . ولا أستطيع أن أنسى اخر 18 شهر قبل طلوعي على المعاش حينما رأست الثقافة الجماهيرية .في نهاية اللقاء طلب دكتور محسن شعلان أن يدلي التشكيلي محمد طه حسين بشهادته فيما الت اليه الدراسة في كلية الفنون التطبيقية وماذا ينقصها لتستعيد مجدها من خلال الية التعليم الذي يشهدها الطلبه ؟ و الذي أكد على أن غياب روح الود و الحميمية بين الأستاذ و الطلبه و بين التلاميذ الجدد و المتقدمين عنهم له دور كبير في فقد التواصل المثمر فالطالب الان لا يشعر بمسؤلية توجيه شباب غيره .نحتاج لتغيير نظام الفن في مصر فقد تحول الفنانين الى كتبه ، كما أعترض و اتعجب على تحريم التشخيص في كلية الفنون فقد نسوا أن أجمل تشخيص تجريدي كان في الحضارة الاسلامية .كما أشار الى فقد الشباب للعناصر الجمالية الملهمة من حولهم فهم بحاجة لاحياء كالازهر و الحسين بترابطها الاجتماعي و الاقتصادي والثقافي ، فقد أسست قصرين ثقافة في 6 اكتوبر الا أني فوجئت بهما بعد فترة لا يمتان للفن بصلة . كما اعلن احترامه للتكنولوجيا الحديثة فهي لا تتنافى مع التراثوالابداع الحقيقي .