النهار
السبت 26 أكتوبر 2024 11:36 مـ 23 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

نهاية المؤلف التليفزيونى

أعتقد أن حال الدراما التليفزيونية يهم جمهور غفير وخطير داخل مصر والعالم العربي وليس هذا الاعتقاد نابعا من كوني واحدا من كتاب الدراما التليفزوينة منذ اكثر من أربعيني عاما ولكن بحكم اهتمام جمهور البيت في العالم العربي بالمسلسل التليفزيوني الذي يشاهده الملايين وهم قاعدون هذا عندما كان المسلسل المصري.يطلقون عليه المسلسل العربي قبل أن تنتشر الدراما السورية وتلحقها الدراما الخليجية وعموما كلها عربية لا بأس ولكن الدراما ا لتركية المسطحة غالبا والمكسيكية أيضا دخلتا الحلبة واستحوذا علي اهتمام المشاهدين وأصبح مهند التركي نجم النجوم وتراجع المسلسل المصري الذي كانت له الريادة والسيادة علي الشاشات العربية وكان كتابه ومخرجوه نجوما لامعة في سماء العالم العربي ولأن الحال المايل والتدهور لحق بالدراما التي أصبحت تجارة تسعي سعيا حثيثا للإعلان الذي يدر الأموال علي المنتجين والمحطات التليفزونية الأرضية والفضائية وعندما تخلي التليفزيون المصري العربي سابقا عن عملية الانتاج الدرامي وأيضا البرامجي بل ودخل حلبة السباق لتحصيل أموال الإعلانات انقلب الحال وتكاثرت مسلسلات الثلاثين حلقة ونجوم إللي ... اللائي يجذبن المعلنين عن السمن والصابون والشامبو الذي يزيل القشرة والثلاجات التي تبرد النار والميكفات التي تبرد الهواء وغيرها من هجايص الإعلانات والتي يحشرونها داخل أحداث المسلسلات في شهر رمضان وغيره من شهور العام فتقطع سياق الأحداث وتخرج المشاهد من الحالة الوجدانية التي يعشها مع أحداث الدراما.هنا انقلب الحال وأعلن بكل فخر موت المؤلف التليفزوني واتجهت شركات الانتاج إلي المولف بدون الهمزة علي الواو الذي يسمع الكلام ولايهمه لا القرشينات وأبوك السقا مات، وكان هذا نتيجة طبيعية لتخلي الدولة عن دورها واسكنت كبار مؤلفي الدراما التليفزيونية في بيوتهم احتراما لذواتهم وفنهم، شركات الانتاج وقد يكون لها العذر لأنها تنتج أولا بغرض الربح تجري وراء النجم الذي يجلب الإعلانات أكثر فليس يهم أن يكون العمل الدرامي جيدا الأهم هو النجم ولكن الغريب والمريب أن تتجه جهات الانتاج الرسمية- مدينة الانتاج وقطاع الانتاج وصوت القاهرة- إلي تقليد الشركات وتسأل عن النجم قبل البحث عن مستوي العمل الدرامي نفسه وقبل ان استطرد في حال الدراما التليفزونية المايل أبشر جماهير المسلسلات بأن رمضان القادم بإذن الله يخلو من أسماء وأعمال كبار المؤلفين أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبدالرحمن، يسري الجندي، محمد صفاء عامر، ومجدي صابر وعاطف بشاي، وليس هذا إقلالا من جيل شباب الكتاب الذين أصبحوا يقدمون أفكار أعمالهم إلي النجوم وليس لجهات الانتاج ليصبح النجم هو الذي يختار شركة الإنتاج والمخرج الذي يجعله بطلا لكل المشاهد رغم أنف قواعد الدراما فالنجم هو الذي يتحكم ويختار ممثلي الأدوار حتي الثانوية وينسب المسلسل إلي حضرته ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة وله حق تغيراً المخرج حتي في منتصف التصوير.. زمان كان المؤلف مؤلفاً والمخرج مخرجاً والمممثل ممثلاً كل يحترم دور الآخر لأن الفن الدرامي عمل جماعي وليس عملا فرديا مهما كانت قدرات و نجومية الممثل لقد فقدت الدراما المصرية بريقها في مصر والعالم العربي أصبحت دراما الشخاليل والبلوزات العارية وأحدث موضات باريس من ملابس السهرات التي تذهب الطبيبات بها إلي المستشفيات التي يعملن بها راجع مسلسلات رمضان الماضي واتفرج يا سلام المطلوب من المؤلف اليوم أن يكون ترزي دراما ولابد أن يكون مطيعا لما يريده النجم رغم أن بديهات الدراما هي نص + متفرج+ ممثل الآن انقلبت الآية وصارت المعادلة ممثل نجم + ترزي أو مولف مسلسلات + مخرج مطيع يلغي ما يريد النجم أن يلغيه ويصوره من فوق ومن تحت ويهتم جدا بقفاه أو قفاها وبالأخص الظهور العارية مع احترامي الكامل وتقديري لنجوم لهم تاريخ عظيم أمثال يحيي الفخراني ونور الشريف وليلي علوي وإلهام شاهين الذين تدعي بعض نجمات امبارح انهم وأنهن عواجيز الدراما وأنها وبنات جيلها هم النجوم الزاهرة في دراما القاهرة هذه النجمة عفوا التي قالت في إحدي المقابلات التليفزونية لمقدمة البرنامج وهذا نص الكلام النجمة الشابة أنت الوحيدة التي عملت مها ولم تأخذ الثمن ويا حسرة علي هذا الزمان الذي جعل مثل هؤلاء نجوما واستغفر الله لي ولكم ورحمة الله علي المؤلف التليفزيوني.