عمرو موسي من الأردن: مصر لن تستطيع بناء الاقتصاد بالمساعدات فقط
أكد عمرو موسي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن مصر لن تستطيع بناء الاقتصاد بالمساعدات فقط، ويجب استغلال كل الفرص الموجودة لدينا حاليا وقائلا: «إننا متفائلون، والرئيس أكد أن الخطوة الأولى ستكون الانتخابات البرلمانية، وهذا أمر لابد منه».
وأضاف «موسي»، خلال مداخلته في مناظرة سي أن بي سي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، في البحر الميت، أن مصر تتغير الآن وتقوم بالكثير الخطوات لبناء الاقتصاد بعد عقود من الحكم السيئ، وهذا تحد كبير لأننا سنصبح 100 مليون مواطن في ٢٠٢٠.
وتابع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن مما يلفت الانتباه في خطاب السيسي تأكيده على الهوية العربية والافريقية والمتوسطية لمصر، وهذا أمر مهم حيث لا بد من اعادة البناء والمشاركة مع الدول الاخرى في التغيير إلى الافضل، مؤكدا أن الفوضى والإرهاب والمنظمات الإرهابية التي ظهرت في منطقة الشرق الاوسط لم تأت بالصدفة، فهناك الكثير من السياسات الخاطئة التي نفذتها الحكومات العربية، موضحا أن تلك السياسات وخاصة السيئة هي التي أدت لما نحن فيه الآن.
وقال موسي، إن تنظيم داعش الإرهابي نتيجة للسياسات العنيفة والدموية والخاطئة للحكومة العراقية السابقة، متسائلا عن كيفية نقل المئات من المنضمين لداعش من شمال العراق إلى ليبيا، موضحا أنه لابد أن نجيب على سؤال هام أيضا وهو كيف يحصل الشباب المنضم لداعش على أفضل راتب وكيفية توفير زوجات للشباب، وشراء شقة لهم في عواصم عربية ولديهم أسلحة وسيارات جديدة، وكيف يحصلون على كل ذلك ومن أين كل تلك الأموال؟.
وأضاف الأمين العام السابق للجامعة العربية، أن السؤال الهام الذي لابد من الاجابة عنه الان وهو ماذا سنفعل وما الذي يتوقعه العراق بعد هزيمة داعش، هل سنعود لنفس النزاع الطائفي والتهميش والتميز والاقصاء، وهل سنشهد عملية رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بإستخدام أدوات جديدة بمعنى هل ستتشهد المنطقة سايكس بيكو جديدة؟، وهل سيكون للبغدادى وغيره من قادة التنظيمات الارهابية دور في رسم الخريطة الجديدة في ظل الاماكن التي يسيطرون عليها في دول المنطقة.
وأكد موسى، أن ظاهرة داعش سوف تذهب وتنتهى ولن نستمر لتحكم الشرق الأوسط، مشددا على أن المنطقة تحتاج إلى نظام إقليمي وأمني جديد وتغير بعض السياسات الحكومية لدول المنطقة حتى لا نكرر نفس الأخطاء السابقة.
ووجه موسى، حديثه لإيران قائلا: «على إيران أن ترينا أن طموحاتها ليست للسيطرة على الدول العربية، والدول العربية تمر بتغيير حقيقي علينا أن نجلس ونتحدث وألا نصدق أي وعود».
وقال موسى، أن ما يحدث في اليمن فوضى تهدد السعودية،وما نشاهده الآن بداية سياسية جديدة تقول أننا الأغلبية، ويجب أن يكون صوتتا مسموع.
وحول الدور الايرانى في المنطقة ودورها في الحرب ضد داعش قال نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، أنه من الواضح أن العراق لديه حدود مع إيران تتجاوز ١٢٠٠ كم ولا بد أن تتعايش الدولتين سويا، مضيفا أنه بعد احتلال العراق في 2003 أصبح لإيران وجود قوي إقتصادي وسياسي وكذلك على المستوى الديني.
وقال المطلك «نحن في معركة تحتاج إلى اجتماع كل الدول سويا لأننا نقاتل عدو من نوع خاص، ومحاربته تحتاج تعاون المجتمع ككل».
وطالب المطلك، من إيران أن تتعاون مع العراق في مقاتلة داعش، معرباً عن أمله في أن يكون دورها ايجابي بعد القضاء على داعش والتى ستنتهي في العراق قريبا.
وقال، إن العراق يريد أن يكون لديه جيش واحد قوى يقاتل عن كل العراقيين، ولا نريد حشد شعبي يتحول إلى جيش موازى أو ميليشيات مسلحة بجانب الجيش تؤثر على وحدة ونسيج البلد.
وأكد، أهمية الجانب العسكرى في الحرب، لافتا إلى أن أول أسلحة عسكرية دخلت العراق لمحاربة داعش كانت من إيران، كما قامت بتسليح الحشد الشعبي وتأخرت الولايات المتحدة في تسليح العراقيين، وهذا التسليح غير كافي لان المعركة بها جانب سياسى بخلاف الجانب العسكري .
وطالب المطلك، إيران أن تلعب دور ايجابي وعندما تعلب أي دور سلبى سينعكس ذلك على العراق وايران أيضاً، قائلا «نحن نحتاج حل ساسي بجانب العسكري، ويجب أن نسلح بأسلحة نوعية تتميز عما لدى داعش أو موازية لها، اليوم أسلحة داعش اقوى وافضل وداعش تدخل للمناطق عن طريق مدرعات مفخخة، ولا يستطيع الجندي العراقي تفجيرها».
من جانبه، أعرب ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني، عن قلق بلاده من قضايا كثيرة في المنطقة، لافتا إلى أن الاردن حذر أكثر من مرة من تلك التداعيات، خاصة منذ بداية الأزمة في سوريا أكدنا أنها ليست جزءاً من الربيع العربى، وأنها ستتحول إلى حرب طائفية وأهلية وتخلق التطرف والارهاب، ليس فقط في المنطقة ولكن في المنطقة ككل .
وأكد جودة، أننا أمام حرب عالمية ثالثة خاصة بعدما شاهدنا وجود شباب أكثر من 70 دولة تقاتل في صفوف داعش، و70 دولة أخرى تحارب ضد داعش، مؤكداً أن المنطقة تواجه تحديات كثيرة وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب الدول العربية.