النهار
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 10:23 مـ 6 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

مصر قبلة الحضارة والأحرار

الكاتبة السورية : وليدة عتو
الكاتبة السورية : وليدة عتو
الكاتبة السورية : وليدة عتوعندما انطلق شعب تونس بثورتة العظيم التي هزمت واقتلعت جذور نظام فاسد ديكتاتوري وظالم ، وحققت انتصارا باهرا وقالت لإخوتها من الشعوب العربية انفضوا عنكم رداء الخوف اتبعوني ، تطلعت اليها هذه الشعوب بعين الإكبار والفخر وكثير من الاماني والتمني ان يمتد هذا الانتصار الي بلادها وتنال حريتها وتحررها ، ولم أكن اتصور _ وانا اتابع واترقب نتائج هذه الثورة انها سوف تمتد الي دول عربية اخري ، ولكنها ايقظت في نفسي احلاما واماني كنت قد حملتها منذ طفولتي وارهقتني وانا شابة ومزقت قلبي واقضت مضجعي طيلة سنين طوال ، ليس علي المستوي الداخلي فحسب ، وانما بين الشعوب العربية كلها والانظمة التي باعت القضية وتفرقت ، وانشغل كل حاكم بكرسيه المقدس ، يحارب شعبه بقوته ويحتضن لصوصا وفاسدين ، ينهبون ثروات البلد ويعيثون في ارضها فسادا ، مقابل ان يحموا كرسي ، الحاكم المؤله الذي يقول لشعبه انا ربكم الأعلي فاعبدوني ، نسي الحكام جميعهم قضية الأمة ومعاركها مع العدو ، بل فتحوا له العمق الامة ينفذ خططه التي يرسمها لهذه الشعوب التي تآمرت عليها حكامها.اعود الي الثورة التونسية التي فتحت نافذة نور وأمل أمام الشعوب العربية ، والتي ادهشتني في نتائجها المهلة ، والتي لم يكن يتوقعها احد ، ولم اصح دهشتي وذهولي الا علي صوت الشعب المصري ، وهو ينطلق مدويا يعلن للعالم اجمع انه لايقل عن شعب تونس شجاعة وبطولة ، ورحت اتابع هذه الثورة الاسطورية التي كانت مختلفة من حيث الياتها وانطلاقتها وتفاصيلها ، مما أبهرني وأبهر العالم ، بما ابتكرته من اساليب راقية وحضارية لم تصل اليها اية ثورة في التاريخ القديم او المعاصر ، ولاحتي قبل التاريخ ، واستشهد بهذا التاريخ العظيم ابتداءا من ابو الهول مرورا بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال يكفيني ان تفتح مصر ، الي أم كلثوم ...يقف هذا التاريخ بكل عظمته أمام ثورة شباب مصر ، صانعين تاريخا جديدا يفوق كل ما يمر من عصور علي الشعوب بإجلال وإكبار ليسجل أجمل وأرقي ثورة قام بها شعب ، والتي بدأت من الخضراء تونس ورسمت جمالها بمصر ملكة علي كل ماحدث من ثورات في العالم العربي والعالمي ، وعدت بالذكري الي منتصف السبعينيات عندما بدأت حملة منهجية لخروج مصر من عروبتها وسلخها عن أشقائها ، ولكنني لا أظن بأن الله بكل مجبته لأمته العربية والإسلامية ألا يكون لمصر نصيب الأسد من هذه المحبة.وأطلقت قصص وروايات بأن مصر هي فرعونية وهذا الشعب ينسب لأصل فرعوني ، وصاحب هذه المنهجية لم يكذب ورب الكعبة ولكنه أخفي حقيقة أن الفراعنة أنفسهم عرب أقحاح فتاهت مصر بقوة إعلام كاذب يطاقه مغرضون ، وتهنا نحن العرب عندما شعرنا باليتم بعد فقدان الأم ، فأراد الله ألا يبقي هذه الأمة العربية يتيمية فأعاد إليها أمها ، فدمت خالد يا أمي.أعود إلي ثورة العودة المجيدة التي ردت روح الواقع العربي ، ولعلي ألمس المستقبل ، وارتقي بخيالي الي مستقبل مصر والمنطقة العربية من تقدم وازدهار وتحضر وتحرر يتناسب مع عظمة هذه الشعوب وان هذه الثورة هي نقطة تحول سوف ترفع شعوب المنطقة من شعوب هامشية الي شعوب مؤثرة في العالم ، بعد أن بدأت فيه تونس وفرضه شعب مصر ، وسوف يشمل المنطقة كلها ويحولها الي دول ديمقراطية حرة ، فإذا إحتاجت أوروبا وأمريكا عشرات السنين كي تنشر الديموقراطية وتكون فعالة في العالم فأظن بأنه لاتحتاج الشعوب العربية سوي سنوات قليلة تعد علي أصابع اليد حتي تنطلق عجلة البناء والتحرر والفاعلية ، فإعجابي وثقتي بالشعوب العربية هي أكبر وأعظم من أعجابي بالشعوب الاوروبيىة وغيرها من الشعوب.وهذا ليس بالعنصرية مني بشئ أو الغرور ، وإنما هو الواقع والحق ، فأنا لدي إيمان قوي وقاطع بهذه الشعوب العربية التي استطاعت أن تلقن شعوب العالم دروسا في الجحضارة والتحضر ، وتعلمها كيف تكون الأمم ، ومؤكدة بأن هذه الشعوب غير العربية سوف تأخذ ثورة مصر مثالا يحتذي بها ، وسوف تكون هذه الثورة مدرية ومعلمة لشعوب العالم.وبثورة مصر يكون التاريخ قد أنزل ستاره علي ثورات أوروبا لتبقي هي القنبلة والمثال لشعوب الأرض ، ولابد لخيالي أن يستحضر اغنية شادية (اصلوا ماعداش علي مصر) فمن اراد الحرية فلابد ان يمر علي مصر ، فيا شعوب الارض مروا علي مصر لتتحرروا ، فالله سباحنه قال في كتابه العزيز يقول :ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.