النهار
السبت 19 أكتوبر 2024 08:19 مـ 16 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«شرشر» يهنئ الأستاذ مجدي البربري والحاج السيد التركي بزفاف النقيب مهندس أمير على الآنسة دينا مسرحية أنا والعذاب وهواك للمخرج هاني يوسف.. تدهش الجمهور محافظ الدقهلية يستقبل رئيس قطاع تطوير الرى لتفعيل بروتوكول تعاون لاستغلال أصول الري الغير مستغلة في مشروعات قومية هارب من 150 سنة سجن.. القبض على عنصر إجرامي خطير بتهمة القتل والسرقة بالإكراه في قنا محافظ الدقهلية يعلن عن استمرار بيع اللحوم 185 جنيه للكيلو و الفرخة بـ85 جنيه وكيل صحة الدقهلية : مناظرة 3آلاف حالة من خلال التشخيص ”عن بعد” تامر حسني:زيارتي لإسكندرية حدث عظيم وأهلي وحبايبي بالصور..”تامر حسني” يشعل الإسكندرية بحفل تاريخي وحضور جماهيري هائل ثاني أكبر حدث أممي.. آخر استعدادات القاهرة للمنتدى الحضرى العالمي إلغاء ترخيص mbc العراق.. أعرف السبب وزير الاتصالات يفتتح مقر جديد لشركة هواوى HUAWEI ضمن استراتيجيتها فى مصر ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي يكرم أحمد صيام وعايدة فهمي.. اليوم

مقالات

أحمد الصراف يكتب: الأرمن وأنا والمذبحة

أحمد الصراف- مصدر الصورة "القبس الكويتية"
أحمد الصراف- مصدر الصورة "القبس الكويتية"

أعترف، وأنا أكتب هذا المقال، بأنني منحاز ومغلوب عاطفياً على أمري، فأنا أحب الأرمن، وهي محبة بدأت مع منتصف ستينات القرن الماضي، من خلال زمالتي في بنك الخليج مع سركيس جيدجيان، وصداقتي مع المعلم أكوب مصلح مكيفات السيارات، اللذين كانا يشاركانني، بكل كرم ومحبة، ما كانا يحصلان عليه من «راشن كري ميكنزي»، دون مقابل.

ومع الوقت، ترسخت تلك العلاقة، من خلال شخصيات أرمنية جميلة أخرى، على مدى نصف القرن الماضي، ولم يأتني من اي منهم إلا كل جميل، فنياً وحرفياً، فهم، بشكل عام، مبدعون وفنانون ومهرة ومخلصون في عملهم، وربما كان ذلك ضمن الاسباب التي ألبت الكثيرين عليهم، وبخاصة من جماعتنا.
تمر هذه الأيام الذكرى المئوية على المذابح التي تعرض لها أرمن الإمبراطورية العثمانية المريضة. وبالرغم من أن المذابح بدأت مع نهاية القرن 19، على يد السلطان عبدالحميد الثاني، فإنها بلغت ذروتها مع بداية القرن العشرين. وتراوحت تقديرات من وقعوا صرعى تلك المذابح بين المليون والمليون ونصف المليون، وغالبيتهم العظمى من الأبرياء العزل.

كما صاحب وتبع عمليات القتل الجماعية تلك، سلب كل الممتلكات الشخصية والعقارية للضحايا، الذين رحلت أسرهم في قوافل بشرية رهيبة في الجبال والصحارى، ليتعرضوا في الطريق لأقسى أنواع المعاملة من اغتصاب وسلب وسبي، وكان الموت الرهيب مصير غالبيتهم، والمحظوظون من تمكنوا من الوصول إلى بوادي الشام. وبالرغم من تعرّض مجموعات مسيحية أخرى، كالسريان والكلدان والأشوريين واليونانيين من سكان الإمبراطورية المريضة لنفس المصير الأسود، فإن مأساة الأرمن كانت الأشد والأكثر دموية ووحشية، والسبب أن تطلعاتهم القومية كانت أقوى من غيرهم، وبخاصة بعد نجاح غيرهم في الانفصال عن الإمبراطورية العثمانية وتكوين دولتهم المستقلة. كما كان لوقوفهم مع الغزاة الروس للأراضي العثمانية ثمنه، ولكنه كان ثمناً غالياً ورهيباً، وغير مبرر، لا إنسانياً ولا عقلياً. وقد تأخر العالم كثيراً في توصيف ما تعرّض له عام 1915 من إبادة جماعية، خوفاً من غضب الأتراك، الذين يشعرون حتى اليوم بحساسية شديدة من ذكر تلك المذابح التي تعتبر الأكبر بعد الهولوكوست. وقد دان بابا الفاتيكان تلك المذابح أخيراً ووصفها بالإبادة الجماعية. كما اعترفت دول كثيرة بتلك الإبادة. وقد أبرزت الصحف الأميركية في حينها أخبار تلك المذابح على صدر صفحاتها، وتعتبر مرجعاً للكثير من أحداثها. وقد حاولت بريطانيا، التي احتلت قواتها تركيا عام 1919، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، تقديم كبار المسؤولين عن تلك المذابح للعدالة، إلا أنها لم تقبض على غير متهم واحد فقط، وتمكن البقية من الفرار.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية