النهار
الخميس 4 يوليو 2024 10:49 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

اتفاقية ”الفنكوش” التعامل بالعملة المحلية بين مصر وروسيا ”حبر على ورق”

جاء تراجع الحركة السياحية إلى مصر خلال شهر فبراير الماضى وخلال أول أسبوعين من شهر مارس الجارى ليؤكد أن اتفاقية "الفنكوش " كما يطلق عليها العديد من خبراء السياحة و التى تم الاعلان عنها خلال زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتن إلى القاهرة الشهر الماضى والمعروفة اعلاميا  باسم "الجنيه والروبل أساس التعاون بين مصر وروسيا" (وهى الممهد الرئيسى لتطبيق نظام المقايضة السلعية بين مصر وروسيا أو "السياح مقابل المواد البترولية والتموينية)،  ما هى إلا حبر على ورق، وكشف سامح سعد مستشار وزير السياحة  لشئون السياحة الخارجية أن وكلاء السياحة الروس أخبروهم رسميا  أن الحكومة الروسية ترفض مبادرة وزارة السياحة المصرية والتى أطلقها فى وقت سابق هشام زعزوع وزير السياحة السابق والخاصة بتطبيق نظام المقايضة السلعية مع مصر المعروف اعلاميا باسم  "السياح مقابل المواد التموينية والبترولية " ، لافتا إلى أن روسيا بحاجة إلى عملات أجنبية خاصة الدولار واليورو للخروج من عثرتها الاقتصادية، مشيرا  إلى أنه رغم اعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى اثناء زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتن للقاهرة الشهر الماضى اعتماد الروبل والجنيه كأساس للتعامل بين روسيا ومصر وهو ما يعد موافقة ضمنية من الحكومة المصرية على اتفاق المقايضة السلعية بين البلدين الا أن الأعداد الوافدة من السوق الروسية تراجعت حاليا بنسبة 70%، موضحا  أن الحكومة الروسية أصدرت تعليمات لضباط الجيش والشرطة والعاملين بالمصالح الحكومية بعدم قضاء إجازاتهم خارج روسيا توفيرا للنفقات، وأضاف أن روسيا تضع العديد من الاعتبارات قبل موافقتها على نظام المقايضة أهمها مدى حاجة روسيا للدولار فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها، موضحا ان مصر تستحوذ على 1/6( سدس) الحركة السياحية من روسيا إلى العالم والبالغة 18 مليون سائح حيث زار مصر العام الماضى 3.1 مليون سائح أنفقوا ما يقرب من 2 مليار دولار، مشيرا إلى أن الحركة السياحية الوافدة من روسيا إلى مصر تراجعت بنحو 60% خلال الأشهرالـ 4 الماضية، لافتا إلى أنه حال تمت الموافقة على مطالب وكلاء السياحة الروس من الدخول لمصر بجواز السفر المحلى والتى يتم مناقشتها حاليا مع بعض الجهات السيادية فضلا عن عودة تحفيز الطيران العارض للمقاعد الشاغرة على الرحلات القادمة من روسيا ، فإن الأعداد النهائية المتوقع قدومها إلى مصر نهاية العام الجارى لن تتعدى المليون سائح وفقا لمؤشرات السوق الحالية بما يمثل تراجعا بنسبة 66% عن الأعداد التى زارت مصر من روسيا العام الماضى.

وأشار الهامى الزيات عضو  اتحاد الغرف السياحية إلى  ان   زيارة الرئيس بوتن إلى القاهرة  الشهر الماضى  لم تقدم اية حلول لأزمة تراجع الحركة السياحية من السوق المصرى والتى تعتبر المنفذ الوحيد للتجارة من روسيا إلى مصر والتى بلغت العام الماضى 2 مليار دولار، لافتا إلى  ان القطاع السياحى لم يستفد إلى الآن من زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتن إلى مصر فبراير  الماضى، وأضاف أن الإعلان عن اعتماد الروبل والجنيه كعملتي صرف بين البلدين مع استبعاد الدولار ليس  له مردود إيجابى على الحركة السياحية من السوق الروسى إلى مصر حتى الآن، خاصة ان الوكلاء الروس اعلنوا تقليل رحلاتهم للغردقة وشرم الشيخ بصورة كبيرة، موضحا أن البنك المركزى المصرى لم يعتمد إلى الآن الروبل كعملة صرف معتمدة، موضحا  أن وكلاء السياحة الروس يعلمون جيدا مدى أهمية السياح الروس بالنسبة لمصر خاصة انها تمثل 33% من الحركة الوافدة إلى مصر و60% من الحركة الوافدة إلى شرم الشيخ، لذا أملوا شروطهم لإرسال سائحيهم إلى مصر وأهمها السماح للروس بدخول مصر بجواز السفر المحلى وبدون تأشيرة.

من جهته قال هشام على رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ان مديونيات الروس للفنادق وصلت فى شرم الشيخ وحدها إلى ما يقرب من 200 مليون جنيه، مشيرا إلى ان هناك العديد من الصعوبات تواجه تواجدهم حاليا اهمها انهيار أسعار الروبل مقابل الدولار فضلا عن استحالة  تطبيق نظام المقايضة السلعية مع روسيا أو ما يعرف بالسياح مقابل السلع التموينية والبترولية، إضافة إلى غموض موقف البنوك المصرية التى تمتلك مديونيات على الفنادق بالدولار ومدى امكانية قبولها بأن تدفع الفنادق الفوائد المستحقة والديون بالجنيه المصرى حال تم مبادلة الروبل بالجنيه . .

فيما قال محمد على رضا رئيس  جمعية مستثمرى السياحة بالبحر الأحمر أن مديونيات الروس لفنادق الغردقة بلغت ما يقرب من 200 مليون جنيه  خلال الشهور الـ 3 الماضية، موضحا أن أزمة السياحة الروسية إلى مصر "اقتصادية " بحتة، فالمواطن الروسى لا يجد أموالا لينفقها على السفر للخارج، خاصة ان الروس القادمين لمصر من ذوى الانفاق المنخفض، مشيرا إلى اغلاق العديد من الكيانات الاقتصادية الكبرى بروسيا نتيجة الأزمة المالية التى تضرب روسيا، موضحا أن الحكومة الروسية لا تعطى حاليا امتيازات لسفر مواطنيها للخارج بل تضع قيودا على سفرهم، وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ حاليا بمستقبل السياحة المصرية فى ظل عدم توقيع اية اتفاقات تعاون بين مصر وروسيا خلال زيارة بوتن ومصر وغموض اقتراح المقايضة ووجود صعوبات على أرض الواقع فى تطبيقه.