المسحراتى .. أحد معالم التراث الرمضانى
“اصح يا نايم .. وحّد الدايم”.. يطرق على “طبلة” بجلدة وحوله الأطفال بالفوانيس المضيئة بالشموع يتهافتون حوله ليردد أسماءهم ليوعى الناس بميعاد بدء السحور، ولا يمر رمضان بدونه، إنه “المسحراتى”، المهنة التى “جار عليها الزمن” واندثرت، ودفنها رتم الحياة السريع والتطور التكنولوجى الحديث، فقديما كان للمسحراتى شأن عظيم.
فى عام 1949 كان الحاج عبد النبى “شيخ المسحراتية”، يجتمع أول أيام رمضان بكل المسحراتية من هذه الطائفة فى حى السيدة نفيسة، ويقوم بتوزيعهم على شوارع القاهرة وضواحيها حتى يرتزق كل منهم بجود أهل الخير والبركة، فالنظام كان عنوانهم، ولعل هذا هو سر تعلق أذهاننا بهم حتى الآن مع اختفائهم، ولعل السبب فى اندثار تلك المهنة هو ظهور الفضائيات التى جعلت الناس ينامون طوال النهار ويستيقظون طول الليل.
ويسأل أحد المسحراتية فى حوار أجرته مجلة الاثنين فى أول رمضان عام 1368 هجريا يدعى الشيخ حسن، مسحراتى الصنادقية بالأزهر، الذى تمنى إقامة نقابة خاصة لهم تحفظ لهم حقوقهم وتحقق لهم مطالبهم، فهل تخيلت يوما أن هذه الأمنية قد تتحقق، بالطبع لا، وذلك أيضا مع توقعه الشيخ حسن، وذلك وفقا لما ذكره كتاب ياسر قطامش “وحوى يا وحوى” .