النهار
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 10:13 صـ 28 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة عالمية

مؤشرات انتهاء حكم يانوكوفيتش في أوكرانيا: هروب الرئيس .. استقالة رئيس البرلمان

سجلت اليوم السبت في أوكرانيا، مؤشرات عدة الى انتهاء حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مع دعوة المعارضة البرلمان الى البدء بآلية اقالة الرئيس الذي قد يكون غادر البلاد.

وتسارعت الانشقاقات صباح السبت في معسكر يانوكوفيتش غداة توقيع اتفاق بين المعارضة والرئيس يلحظ تنازلات كبيرة من جانب الأخير تحت ضغط الأوروبيين، وذلك بعد حمام دم في وسط كييف خلف نحو ثمانين قتيلا في ثلاثة أيام.

وأعلن فولوديمير ريباك رئيس البرلمان القريب من يانوكوفيتش استقالته السبت، فيما انسحب أربعون نائبا من حزب المناطق الحاكم، ولا يزال مكان وجود يانوكوفيتش مجهولا بعدما أكد مسئول أمريكي ليل الجمعة السبت انه توجه إلى خاركيف في شرق البلاد.

بدوره، أعلن احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو السبت أمام البرلمان ان يانوكوفيتش "غادر العاصمة"، فيما أكد نائب أخر انه غادر أوكرانيا.

وفيما يرجح فرضية فرار الرئيس، روى صحافيون في القناة الاوكرانية الخامسة صباح السبت انهم دخلوا منزل الرئيس في ضاحية كييف من دون صعوبات تذكر، علما بانه عادة ما يخضع لتدابير امنية مشددة. كما تمكن متظاهرون من دخول حرم المقر الرئاسي في وسط العاصمة.

وقال ميكولا فيليتشكوفيتش مساعد المسئول عن مجموعة الدفاع الذاتي في ساحة الميدان أن المجموعة تتولى بنفسها حماية المقر الرئاسي في غياب اي شرطي او جندي.

وفي البرلمان أيضا تسارعت الأحداث، وقال فيتالي كليتشكو أمام النواب "نطالب بانتخابات رئاسية مبكرة قبل 25 مايو، علينا أن نحدد (الموعد) هنا" في البرلمان.وأضاف "على البرلمان أن يتبنى قرارا يفرض فيه على يانوكوفيتش تقديم استقالته".

وفي الميدان (ساحة الاستقلال) الذي تحول إلى ما يشبه ساحة حرب في وسط كييف منذ اندلاع الأزمة قبل ثلاثة اشهر، استمر الآلاف في التجمع صباح السبت من دون أي مؤشر إلى إمكان تفكيك الخيم أو إزالة الحواجز. كذلك لم تتم إزالة المستوصف الميداني الذي استحدث هذا الأسبوع في بهو فندق أوكرانيا الذي يشرف على الساحة.

البرلمان الأوكرانى يبحث إسناد رئاسة الحكومة لأحد زعماء المعارضة
وأفادت الأنباء الواردة من أوكرانيا، بأن أعضاء البرلمان يبحثون، فى جلسة طارئة عقدت اليوم السبت، إمكانية إسناد رئاسة الحكومة المؤقتة لأرسينى ياتسينيوك، أحد زعماء المعارضة الأوكرانية.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أن ذلك يأتى فى الوقت الذى يسيطر فيه المتظاهرون المناهضون للحكومة على جميع مداخل القصر الرئاسى بعد غياب التواجد الأمنى فى المناطق المحيطة للقصر.

وكان قادة المعارضة الأوكرانية قد وقعوا أمس الجمعة مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش على اتفاق ينص على تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة والعودة للعمل بدستور 2004 وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقد شهدت أوكرانيا على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة أعنف أحداث تشهدها البلاد على مدى 22 عامًا بعد انتهاء الحرب السوفيتية؛ حيث لقى نحو 77 شخصا حتفهم فى اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن، أغلبها دارت فى ميدان الاستقلال بوسط العاصمة كييف.

يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه مسئول كبير، إن الرئيس باراك أوباما ونظيره الروسى فلاديمير بوتين اتفقا أمس الجمعة على ضرورة تنفيذ الاتفاق الذى استهدف وقف الاشتباكات الدامية بين القوات الحكومية والمحتجين فى أوكرانيا بسرعة حتى تستقر البلاد.
وتحدث الزعيمان هاتفيا بعد أن وقع الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة على اتفاقية سلام، توسط فيها الاتحاد الأوروبى.

وقال مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين فى مؤتمر صحفى عبر الهاتف، "اتفقا على ضرورة تنفيذ الاتفاقية التى تم التوصل إليها اليوم بسرعة، وأن من المهم جدا تشجيع كل الأطراف على الامتناع عن العنف وعلى أن هناك فرصة حقيقية هنا للتوصل لنتيجة سلمية".

وقال البيت الأبيض إن تفاصيل الاتفاقية تتفق مع ما حثت عليه الولايات المتحدة مثل عدم تصعيد أعمال العنف وإجراء تعديل دستورى وتشكيل حكومة ائتلافية وإجراء انتخابات مبكرة.
ولكن مسئول الخارجية الأمريكية حذر من أن الاتفاقية ما زالت"هشة جدا جدا"، وقال إن هناك حاجة للدعم الدولى للمساعدة فى استقرار البلاد.

وقال تونى بلينكين، نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى فى مقابلة فى محطة(سي.إن.إن) إن إدارة أوباما أوضحت أوكرانيا أنه ستكون هناك عواقب إذا استمرت أعمال العنف.
وأضاف: "وأعتقد أن هذا كان له تأثير مهم فى جعل الناس يتحركون، أصدرنا بالفعل بعض القيود على تأشيرات دخول المسئولين عن أعمال العنف والقمع.