تفاصيل الماكلمة النارية بين السيسي ووزير الدفاع الامريكي أمس
العلاقات المتوترة بين القاهرة وواشنطن صارت مادة خصبة للشائعات فى كلا البلدين، خاصة مع حالة الترقب التى تسود منطقة الشرق الأوسط فى ظل استعدادت الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السورى. وهو ما تسبب فى تعميق الخلاف بين الحليفتين. حيث جاء موقف مصر معارضا تماما لقرار الرئيس الأمريكى بتدخل بلاده عسكريا فى سوريا.
لكن تفاصيل مكالمة بين وزيرى دفاع البلدين تشاك هيجل وعبد الفتاح السيسى أعلنها البنتاجون أمس ربما تظهر عكس ما يعتقده المراقبون من أن مساحة التقارب بين مصر والولايات المتحدة تنحصر تدريجيا منذ عزل مرسى وحتى قرار ضرب سوريا.
المكالمة تلقاها أمس وزير الدفاع المصرى من نظيره الأمريكى وتناولا خلالها مجموعة من الملفات التى تشغل البلدين والعالم، ويبدو من التفاصيل المحدودة التى أعلنها البنتاجون أن المكالمة تظهر أن مساحات الود لازالت موجودة بين الطرفين.
معركة مصر ضد الإرهاب
ملف "مكافحة الإرهاب" عاد ليتصدر المشهد المصرى عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وكان أحد المحاور الأساسية فى مكالمة هيجل لقائد الجيش المصرى، حيث أكد الوزير الأمريكى لـ"السيسى" أن بلاده تدعم مصر فى مواجهة الإرهاب، قائلا بحسب بيان لـ"البنتاجون" أن الولايات المتحدة "تقف مع مصر وجميع الدول ضد الإرهاب فى جميع أنحاء العالم". أما السيسى فمن جانبه شدد لنظيره الأمريكى على أهمية الشراكة المصرية الأمريكية ضد من وصفهم بالمتطرفين الذين "ينتهجون العنف".
إشادة أمريكية بجهود الجيش المصرى
على مدار ما يقرب من شهرين اقتصر الخطاب الأمريكى الرسمى على توجيه النقد المباشر وغير المباشر للجيش المصرى، لكن مكالمة هيجل أمس تضمنت إشادة صريحة بالقوات المسلحة المصرية، حيث قال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل إن هيجل خلال حديثه مع السيسى أشاد بإنجازات الجيش المصرى فى سيناء من أجل توفير الأمن بشبه الجزيرة، وهى ربما المرة الأولى التى يصف فيها مسئول أمريكى جهود القوات المسلحة المصرية بـ"الإنجازات" منذ قرار عزل مرسى الذى رفضته الولايات المتحدة.
التدخل العسكرى فى سوريا
الموقف المصرى الرسمى الرافض للحرب على سوريا كان محل قلق الإدارة الأمريكية. وبحسب المتحدث باسم البنتاجون فإن وزير الدفاع الأمريكى ناقش الملف السورى خلال المكالمة، وقال ليتل: "هيجل والسيسى ناقشا الوضع الراهن فى سوريا وأثار ذلك على الأمن والاستقرار بالمنطقة"، ووفقا لمراقبين للوضع السياسى فى مصر فأن التدخل العسكرى فى سوريا كان أحد نقاط الخلاف الكبرى بين قادة الجيش والرئيس المعزول محمد مرسى الذى أعلن تأييده لما وصفه بـ"الجهاد" ضد بشار الأسد ودعمه للمعارضة المسلحة، المعروف أنها تتكون بشكل أساسى من المنتمين للتيار الإسلامى كما أن عددا كبيرا منهم ينتمون للتيارات المتشددة ويرتبطون بعلاقات مع تنظيم القاعدة. لم يتغير موقف القوات المسلحة من الحرب على سوريا بعد سقوط مرسى وكجزء من التوجه الرسمى الذى أعلنته القاهرة فإن مصر تدعم الحل السياسى فى سوريا وترفض التدخل العسكرى، على عكس الموقف الأمريكى، وهو ما يبدو أن السيسى أكد عليه خلال المكالمة، لكن مع ذلك أعرب هيجل بحسب البنتاجون عن "تقديره لرؤية السيسى".
المكالمة التى يبدو أن طرفيها ركزا أكثر على نقاط الاتفاق لا تنفى أن الكثير من الملفات الخلافية لازالت مفتوحة ولم تغلق بعد ولن تغلق بسهولة، فحتى الآن لازالت الإدارة الأمريكية تعمل على مراجعة المساعدات الخارجية لمصر فى انتظار رفع توصية للرئيس الأمريكى الذى قد يتخذ قرارا باستمرار المعونة أو قطعها تماما.