النهار
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 08:27 مـ 6 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

وليدة عتو تكتب : ثورة مصر الثانية

وليدة عتو
وليدة عتو

رغم عفوية الثوار والمسببات الكثيرة التي خرج من أجلها الثوار لاندلاع الثورة الأولي ثورة 25 يناير و رغم التضحيات و تقديم الشهداء الذين قدموا علي مذبح الحرية و العدالة و النهوض في مصر كدولة عربية عريقة لها موقعها الإقليمي و العالمي و رغم نقاء هذه الثورة و سلميتها وأهدافها العادلة التي علمت العالم كيف تكون الثورات إلا أنها كانت مخترقة بطريقة غير مباشرة و دون علم الثوار الشرفاء علي الطريقة الصهيو-امريكية حيث دخل عملاء خونة دربوا و اعدو إعدادا علميا جيدا من قبل قطر و أمريكا والصهيونية للدفع بالثورة والعمل علي بث الفوضي وإثارة الشغب وتمزيق مصر اجتماعيا باسم الثورة و الربيع العربي الذي قادها العميل المدرب مع مجموعة شركاء له من قبل هذه المؤسسات الثلاثة بقيادة أمريكا وائل غنيم و قد خدع هذا المرتزق شباب الثورة الحقيقيين و ركب ظهر الثورة و استمر في سيره مع الإخوان إلي ما بعد الانتخابات حيث كان عنصرا فعالا في حملة الانتخابات وهذه الفترة الانتقالية وقتل أحلام الثوار وهي في المهد. هؤلاء الثوار الذين خرجوا ليس من اجل منصب أو من أجل ثورة ولكن من أجل استرداد كرامتهم التي مرغت تحت أقدام إسرائيل وأمريكا وسحلوا عاريين خلف التبعية و مصادرة وعبودية قراراتهم السيادية الحرة من أجل تدمير اقتصاد مصر القومي زراعيا و صناعيا و مؤسسات و انتاج محلي يغني عن التبعية من أجل هذه الأهداف و غيرها كثير مما لا يليق بمصر و شعب مصر العظيم الذي تاريخه يمتد إلي عشر ألاف عام فأغرقوه بالجهل من اجل هذا كله خرج الثوار في الثورة الأولي املا بتحقيق هذه الأهداف غير أن يد أمريكا الممتدة إلي أعماق مصر منذ أربعون عاما حيث اتفاقية كامب ديفيد أبت أن تدع فرحة هؤلاء الثوار ان تصل إلي قلوبهم و تسكن أحداقهم فحولوا الانتصار الي خسارة فادحة و مصيبة قاتلة وجهت إلي قلوب الثوار حين جاءوا بمرسي مستخدمين كل الحيل و التلاعب مستغلين سذاجة البسطاء باسم الصندوق و الحرية كي يدمر ما تبقي من بقايا مبارك و لكن هذا الشعب العظيم الذي ثار في وجه مبارك و نفض الخوف من قلبه لم يسكت علي الضين و لم يرضي بأن يؤخذ غدرا و أن يضرب علي قفاه فهب من جديد بثورة تصحيحية ووقف ضد رغبة أمريكا و شركائها رافضا مخططاتها لذا فهو نجح و سوف ينجح أكثر ويسطر بطولته المعهودة و هو قادر علي صنع المعجزات طالما قراراته ذاتية سيادية حرة لا يأخذ إملاء من أحد و يسترد ما سرق منه و يحقق اهداف الثورة وأنا عندي ايمانا راسخا بقدرة هذا الشعب الخرافي العظيم كأيماني بالقرآن بأنه لن يدع أي خائن وعميل أن يسرق منه سيادته ويحطم أحلامه و يضيع وطنه فإذا كان 25 يناير علامة فارقة في تاريخ مصر فاليوم 30 يونيو سوف يغير تاريخ مصر و يكون بصمة نور ناصعة في لائحة شعب مصر العظيم الذي أبهرني وأبهر العالم بقدرته و استشهد من هذا التاريخ العظيم ابتداء من أبي الهول مرورا بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال يكفيني أن تفتح مصر إلي أم كلثوم الهرم و أعود بالذاكرة إلي منتصف السبعينات عندما بدأت حملة منهجية لخروج مصر عن عروبتها و سلخها عن اشقائها ، و لكني لا أظن ان الله بكل محبته لأمته العربية و الإسلامية الا يكون لمصر نصيب الأسد من هذه المحبة .أطلقت قصص و روايات بأن مصر هي فرعونية ، و هذا الشعب ينسب الي اصل فرعوني ، و صاحب هذه المنهجية لم يكذب و رب الكعبة ولكنه أخفي حقيقة أن الفراعنة هم أنفسهم عرب اقحاح فتاهت مصر بقوة إعلام كاذب يطلقه مغرضون ، فتهنا نحن العرب عندما شعرنا باليتم عندما فقدنا الأم مصر فأراد الله ألا يبقي هذه الأمة العربية يتيمة فأعاد إليها أمها فدمتي خالدة يا أمي .

أعود إلي هذه الثورة التصحيحية التي ردت روح الواقع العربي و المصري و لعلي المس إلمستقبل و أرتقي بخيالي إلي مستقبل مصر و المنطقة العربية من خلال هذا التصحيح من تقدم و ازدهار و تحضر و تحرر يتناسب مع عظمة هذه الشعوب وأن هذه الثورة التصحيحية هي نقطة تحول سوف ترفع شعوب المنطقة من شعوب هامشية الي شعوب مؤثرة في العالم بعد أن فرضه شعب مصر و سوف يشمل المنطقة كلها و يحولها إلي دول قوية حرة ذات سيادة فإذا احتاجت أوروبا و أمريكا عشرات السنين كي تنشر الحرية و الحضارة و تكون فعالة في العالم فأظن أنه لا تحتاج الشعوب العربية سوي لسنوات قليلة تعد علي أصابع اليد حتي تنطلق عجلة البناء و التحرر و الفاعلية فإعجابي و ثقتي بالشعوب العربية هي أكبر و أعظم من إعجابي بالشعوب الأوروبية و غيرها من الشعوب .

و هذا ليس عنصرية مني بشئ أو الغرور و إنما هو الواقع و الحق فأنا لدي ايمان قوي و قاطع بهذه الشعوب العربية التي استطاعت ان تلقن شعوب العالم دروسا في البطولة و استرداد حقها و تعلمها كيف تكون الامم و بثورة مصر التصحيحية يكون التاريخ قد أنزل ستارة علي ثورات أوروبا لتبقي هي القبلة و المثال لشعوب الارض ، ولا بد لخيالي ان يستحضر أغنية شادية «أصله ما عداش علي مصر «فمن أراد الحضارة فلابد أن يمر علي مصر ، فيا شعوب الأرض مروا علي مصر لتتحرروا ، فالله سبحانه قال في كتابه العزيز:" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ".