النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 04:04 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
البحيرة: منح الاعتماد لوحدة طب الأسرة فى ”أبيس الرابعة” بكفر الدوار مياه أسيوط وشقيقاتها عبر الفيديو كونفرنس مع القابضة للمياه استعدادا لمواجهة الطوارئ منتخب ذوي الهمم لفرع جامعة الأزهر يحصد 11 ميدالية ببطولة الجامعات المصرية برتوكول تعاون بين فرع جامعة الأزهر ومؤسسة مصر الخير بأسيوط ضمن تفعيل برنامج ابن السبيل استمرار تحصين الماشية ضد مرضي الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع في محافظة بورسعيد الرعاية الصحية تنظم يوم علمي في مجال الميكروبيولوجي ومكافحة العدوى محافظ البحيرة تستقبل وزيري الزراعة المصري والأردني بشركة النوبارية لصناعة وتكرير السكر رئيس مرسى علم يناقش مقترحات اصحاب الفنادق للنهوض بالحركة السياحية وزيرا الزراعة في مصر والأردن ومحافظ البحيرة يتفقدون مصنع النوبارية للسكر الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة يجمع 5285 كيس دم من المتبرعين أحمد عبد الوهاب يعيش نشاطًا فنيًا بين الدراما والسينما في 2025 بعد اطلاق الخدمة رسمياً ..«المركزي» يوضح كيفية تحويل الأموال لحظيًا من جميع أنحاء العالم إلى مصر

تقارير ومتابعات

السلاح.. الرهان الاخير لافشال ثورة 30 يونيو

"تجارة الموت " أو "التجارة السوداء " ألقاب تطلق علي تجارة السلاح في مصر و الذي انتشر بشدة بعد قيام ثورة 25 يناير في مصر ... بعد فقد الشرطة المصرية لبعض هيبتها وقدرتها علي الردع .. هذه التجارة هي ورقة الرهان لإفشال ثورة 30 يونيو ..حيث يسعي البعض لصدام يخرج الثورة عن مسارها خاصة وانه لا يمر علينا يوم الآن دون أن نسمع عن معركة بالأسلحة النارية هنا وهناك وسقوط القتلي و المصابين لأتفه الأسباب لنتحسر علي ما وصل إليه حال بلدنا التي كانت رمزا للأمن و الأمان ، و أصبحنا نسمع عن أنواع من الأسلحة لم يكن يعرفها إلا الجنود في الجيش ما بين صواريخ "أرض.. جو" ومدافع مضادة للطائرات والآلاف من الطلقات الحية والخارقة ومدافع هاون. و هو ما جعلنا نحاول اقتحام هذا العالم القديم الجديد علينا لنعرف أكثر عن تجارة السلاح في مصر وذلك من خلال لقاءات ببعض تجار السلاح لنعرف الكثير عن هذا العالم الغريب و "تجارة الموت" .

كانت البداية بلقاء مع أحد أكبر تجار السلاح بقرية عرب الحصار بمركز الصف التابع لمحافظة الجبزة و هو كما يطلقون عليه الحاج "عيد" والذي اشترط علينا بعد أن أقنعته بأنني في حاجة لشراء سلاح صغير لزوم تأمين نفسي خاصة و أنني أضطر للعودة من عملي في وقت متأخر من الفندق الذي أعمل به بنظام الوردية وأن الطريق غير آمن ليلا و قد أتعرض لبعض المضايقات وهو ما يستدعي حملي سلاح صغير لزوم حماية نفسي . واشترط حراس الحاج عيد المؤمنين له عند بوابة داره الواسع الكبير أن نترك تليفوناتنا المحمولة قبل الجلوس مع الحاج و أنهم لولا معرفتهم بالشخص المرافق لي لما سمحوا لنا بالاقتراب من القرية التي يسكنها الحاج والمؤمنة بشدة وينتشر بها خبر قدوم شخص غريب بسرعة البرق ليتخذ الجميع احتياطاتهم ، جلسنا مع الحاج عيد و الذي اشترط علينا قبل البدء في الكلام معه أن نشرب الشاي و نسلم هواتفنا المحمولة لأبنه الكبير وذراعه اليمين في كل تحركاته وأعماله وقد تم هذا بالفعل لأنه ليس أمامنا شيء سوي الامتثال لرغبات الحاج عيد ، وبدائنا في الحديث معه والذي بدأ كلامه معي بنوع السلاح الذي أرغب الحصول عليه ليرد عيد عن سؤاله بنفسه إن النساء عادة يفضلون الأشياء البسيطة وسهلة الاستخدام التي تنجيهم من الموقف الذي قد يتعرضون له بسرعة وسهوله مثل الأسبراي الذي يسبب عمي مؤقت أو الصاعق الكهربائي حتي يطلقوا أول صرخة ليتجمع الناس و ينقذوهن وأطلق عدة ضحكات عالية مرددا أن صراخ المرأة أفضل سلاح و أؤكد أنا أنني بحاجة فعلية للسلاح ، المهم بدأ الحاج عيد يعرفني بأنواع السلاح المختلفة ومزايا كل نوع و الأنسب فيهم لي و بدأ كلامه عن إمكانياتي المادية حتي لا يتكلم كثيرا لأنه دائما مشغول فقلت له لا تقلق من ناحية الفلوس و عند اختياري سلاح معين سنتفاهم فبدأ عيد عرض قائمة أسعاره ، وقال لي عيد يكفيك مطواة لتكون سهلة الاستخدام وسعرها بسيط جدا فالمطواة الصيني يتراوح سعرها من 10 إلي 20 جنية ومنتشرة في العتبة علي الأرصفة ، وفيه السنج و التي يبلغ سعرها حوالي 35 جنية . فقاطعته بأنني أريد سلاح ناري فضحك بصوت عالي قائلا "زمن عجيب " حتي النساء المتعلمات يريدون حمل السلاح وبدأ يعرض علي أسعار الأسلحة النارية قائلا الطبنجة الفرد أو الخرطوش سعرها يتراوح بين 400 و 1700 جنيه فقلت له غالية أوي اللي أعرفه إنها أرخص بكثير فقاطعني ده كان قبل الثورة وقبل ما البوليس يفقد هيبته ليصبح كل واحد بياخد حقه بأيده وكان سعرها حوالي 120 -180 جنيها وهذه تعمل بطلقة واحده وكان سعر الطلقة ما بين 2-3جنيه اللي دلوقتي سعر الطلقة أصبح يصل إلي 45 جنيه ولو لاقيتيها كمان ، وفيه الطبنجة ال9 ملي المتعددة الماركات ويكون سعر بيعها بين 5000 إلي 15 ألف جنيه ، وفيه البندقية الروح واحده و سعرها ما بين 1500جنيها و 7 ألاف جنيه، أما البندقية الخرطوش روحين فيتراوح سعرها من 2000 جنيه و 9 ألاف جنيه . وفيه بقي ملك السلاح ولو أنك ما تعرفيش تتعاملي معاه بس يا الله هأعرفك عليه و علي سعره علي الأقل تعرفي شكله ايه و هخليكي تجربيه، فسألته ايه هو الملك ده فرد عليه "الآلي " في منها الروسي والإسرائيلي و التي تعمل بضغط الهواء عن طريق مكبس وهي من النوع الحديث وسعرها من 15 ألف جنيه إلي 75ألف جنيه ، وكمان فيه الآلي متعدد الطلقات وسعره يبدأ من 30 ألف جنية. أما البنادق الذاتية التعمير وتحمل خزنتها 5 طلقات ناريه ومصرح بترخيصها وسعرها يتراوح بين 16-20 ألف جنيه والبنادق النصف أليه ولا يسمح بترخيصها وسعرها يبدأ من 17 ألف جنيه . وكمان فرد خرطوش العلبة بها50خرطوشة سعرها يبدأ من 750 جنيه ، وفرد روسي سعره 3000 جنية بس شاحح وطبنجات صناعة محلية وهي الأسلحة الأرخص لقلة إمكانياتها وهناك ورش تقوم بتحويل مسدسات الصوت إلي مسدسات حقيقية بعد تغيير ماسورة ضرب النار ويتم بيع هذا النوع بحوالي ألفين جنيه و3 ألاف جنيه وده أنا ما بشتغلش فيه . وأنهي الحاج عيد حديثه معنا قائلا ناويتي علي أيه لأرد عليه أنني سأفكر و أعود إليه .

في اليوم التالي للقائي مع الحاج عيد في عرب الحصار ساعدني أحد جيراني في الوصول إلي تاجر أخر ببلدة العياط يدعي المعلم صابر و الذي أكد لي أن أفضل أنواع السلاح و أروج تجارته في الصعيد لأنه لا يوجد شيء يعوق الصعايده عن شراء السلاح حتي لو اضطروا إلي رهن أراضيهم أو بيع مواشيهم و هم يلجئون إلي تجار ومهربي الأسلحة للشراء منهم ، و الأسلحة تأتي إلي الصعيد عبر طريقين، الدروب الصحراوية بواسطة الجمال في مناطق نقاط الحدود ضعيفة الحراسة ثم يدفن السلاح في الصحراء في مغارات معروفة لهم يستخدمونها مخازن للسلاح القادم إليهم ويتم نقله تدريجيا ؛ و إما التهريب عن طريق النيل فيكون بواسطة الصنادل ويتم تفكيك السلاح وتخبئته في قيعان الصنادل ويقومون بتوصيله إلي القري المطلة علي نهر النيل أما الطلقات والذخائر فتحسب بالصندوق وتسلم إلي المشترين في عرض النهر بمراكب صغيرة .

وأهم المناطق التي تنتشر فيها هذه الأسلحة بالصعيد قري أبو حزام وحمره دوم والمنتشر بهما منذ عقود الخصومات الثأرية ونجع سعيد و فاو قبلي و فاو غرب و فاو بحري و الياسنية والسمطا التي تتكون من 14 نجعا وأبو مناع بمركز دشنا ؛ والشيخ علي والشعانية وعزبة البوصة والحامدية وأولاد نجم وشرق بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي والحجيرات بقنا والسلامات والكرنك التابعتين لمركز أبو تشت بمحافظة قنا ، وقري البلابيش قبلي و بحري والكشح و الأحايوة وأولاد خلف التابعة لمركز دار السلام بسوهاج، و البداري وساحل سليم و الغنايم بأسيوط ثم البدراشين وقراها بمحافظة الجيزة ، وبعد خروجنا من عند المعلم صابر توجهنا إلي المعلم أبو عبد الله بقرية الشوبك الغربي التابع لمحافظة الجيزة والذي سبق اعتقاله قبل الثورة بسبب تجارة السلاح و الذي أكد لنا أن تجارة السلاح زادت أوي في الآونة الأخيرة خاصة بعد سرقة السلاح من أقسام الشرطة و مخازن السلاح التابعة للداخلية و أن أكثر الفئات شراءاً للسلاح هم الشباب من سن 17 سنة و بقي شيء عادي انك تلاقي "عيل " ماشي ماسك بندقية ولا فرد وده اللي زود من حالات القتل وخاصة في الخناقات حتي بين أهل البيت الواحد . و بالنسبة للأسعار فهي تقريبا نفس الأسعار التي حدثنا عنها الحاج عيد. أكد أبو عبد الله أنه يحصل علي ما يريد من السلاح من الصعيد و أماكن بيعه معروفة للجميع، ولا تخلو قرية ولا نجع في الصعيد من السلاح الذي يعد بالنسبة للرجل الصعيدي مثالا لهيبته وقوته و رجولته .مشيرا إلي أن هناك عائلات في الصعيد تمتلك أسلحة أكثر قوة و متطورة مثل مدفع "أر . بي . جي" المضاد للدبابات والذي يصل ثمنه لأكثر من 70 ألف جنيه . وأطفال الصعيد ممن هم فوق سن العاشرة يجيدون استخدام السلاح، وهو نفس الحال بالنسبة للنساء أيضا