الحمساوية كلمة السر لافشال30يونيو
أيام قليلة وتشهد مصر لحظات فارقة في تاريخها في محاولة استعادة الحلم الثوري الذي تحول إلي كابوس مفزع ،بعد هيمنة الإخوان علي معظم مفاصل الدولة وممارسة المغالبة واستبعاد المشاركة ،لكن ثمة حديث مثير للقلق عن ميليشيات حماس و القسام التي ستستخدم لإفشال تظاهرات يونيو وإخراجها من سلميتها وتحويلها لمظاهرات دموية باختلاف اشتباكات واغتيالات وممارسة الوقيعة بين الشعب والأمن فما حقيقة هذه الأنباء ؟ وما الذي يمكن أن تحققه ؟ وكيف جري التخطيط لها ؟ الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها في سطور التحقيق التالي :-
في البداية يؤكد اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري ، أن هناك مؤامرة خطيرة تم ترتيبها بدقة لضرب مظاهرات 30 يونيو القادم، مؤكدا أن خطة ضرب الثوار وإشاعة الفوضي ستتم بالإستعانة بـ 20 ألف جهادي من الموجودين بسيناء في الفترة الحالية بالإضافة إلي 50 ألف فلسطيني ممن حصلوا علي الجنسية المصرية في عهد مرسي والذين يتمركزون حاليا في المنطقة الجنوبية بسيناء .
وأكد بخيت أن الكارثة الكبري تكمن في أن هذه العناصر المدربة من الجهاديين والفلسطينيين سوف يحاولون الوقيعة بين الجيش و الشرطة من جانب ،و المتظاهرين علي الجانب الأخر من خلال ظهورهم مرتدين زي الشرطة والجيش الذي كان يتم تهريبه، مشيراً أن 30 يونيو سوف يشهد نموذجا مكررا مما حدث في مظاهرات 25 يناير ،
ويؤكد اللواء بخيت أن من سيقوموا بهذه الخطة هم من قاموا بقتل الجنود في رفح ،ولم يحرك الرئيس ساكناً رداً للدين الذي برقبته فهم الذين قاموا بتهريبه هو و 33 من قيادات الأخوان من سجن وادي النطرون ،، ويؤكد بخيت ان أجهزة سيادية علي علم بهذه المعلومات وترصد حركة سير الجماعات الجهادية داخل سيناء .
وعن رأيه فيما أعلنه وزير الداخلية من عدم تأمين الشرطة لتظاهرات يونيو ،أكد بخيت أن تصريحات وزير الداخلية أمراً ضروريا ، في ظل الظروف التي تمر بها مصر، لافتا إلي تظاهرات 30 يونيو لا بد أن يتم تأمينها بما يراه الوزير مناسباً ، مؤكدا أن هذا القرار لا يخبأ سيناريوهات في جعبته، وأنه مجرد تأمين روتيني ، يتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية الأخري كالمخابرات العامة والمخابرات العسكرية
وما هي إلا " تكتيكاً عسكرياً" لمنع الجهاديين أو غيرهم من الدخول لسيناء ، وكذلك منعاً لتهريب السلاح الذي كشفت عنه الأجهزة الأمنية مراراً .
من جانبه أكد الدكتور منصور عبد الوهاب، الخبير بالشئون الاستراتيجية ، أن دخول 12 عضوا من حركة حماس الفلسطينية إلي مصر الجمعة الماضية ، بقيادة إسماعيل هنية، يتعلق بأحداث 30 يونيو، مستبعدا أن تكون المصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي ترعاها مصر علي أجندة هذا الوفد الكبير.
وأوضح منصور أن هناك سيناريوهين من الممكن أن تتبع حماس واحداً منهما خلال زيارتها لمصر والتي من الممكن أن تكون متعلقة بيوم 30 يونيه الجاري، السيناريو الأول هو تعامل حماس مع الدولة المصرية خلال الأحداث الجارية وسيكون من خلال التوثيق مع المخابرات العامة والقوات المسلحة المصرية خاصة فيما يتعلق بغلق الإنفاق والمعابر خلال الفترة التي ستسبق 30 يونيه، ومنع انتقال أي فلسطيني أو غيره من الدخول إلي مصر خلال هذه الفترة أيضا.
أما السيناريو الآخر، فهو تعامل حركة حماس مع جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد وهذا سيحدث عن طريق ترتيب لقاءات بين الجانبين يتم خلالها الترتيب والاتفاق علي ما ستفعله جماعة الإخوان يوم 30 يونيو.
وبخصوص ما إذا كانت ستشارك عناصر قتالية من حركة حماس في مظاهرات 30 يونيو القادم، أكد منصور أن الجانب الإسلامي في مصر لا يحتاج إلي عناصر قتالية وكان هذا واضحا علي لسان عاصم عبد الماجد، الذي أعلن أن يوم 30 يونيو سيكون لنصرة الدولة الإسلامية. مؤكداً أن هناك توثيقات خاصة جدا بين حركة حماس ومكتب الإرشاد لصالح الثانية وليس لصالح مصر، ويعتقد أن هذه التوثيقات خاصة بسيناء، أو تهريب وإدخال أشخاص من والي مصر.
أوضح الدكتور شوقي السيد الفقيه الدستوري أن جماعة الإخوان ليست وطنية ولا تهتم بصالح الوطن وتنظر الي مصالحها فقط،إن نص المكالمات التي تم تسريبها هو أكبر دليل إدانة لا يقبل الشك علي ذلك ،ويجب محاكمة أعضائها بتهمة الخيانة العظمي و التخابر مع دولة أجنبية ، وتلك التهمة محددة في جرائم أمن الدول، والحوار الذي دار بين أحد قيادات الإخوان وعضو حركة حماس يؤكد أن الجماعة استخدمت الحركة لإحداث فوضي أمنية متعمدة في البلاد وعنف وانفلات أمني مدبر للسيطرة علي البلاد والتمكين من مؤسسات الدولة، وتلك التسريبات عن الاتصالات بين الإخوان وحماس تؤكد ما سبق أن صرح به لهيئة المحكمة في قضية اختطاف الضباط الثلاثة، وأن حماس وراء عملية الاختطاف وأن الحركة متورطة في أحداث رفح وقتل الشهداء أثناء الثورة، وان حماس هي المتورطة في فتح السجون واقتحام أقسام الشرطة. وهو ما أكدته تصريحات صبحي صالح القيادي الأخواني و التي قال فيها إن الجماعة موجودة في ثماني دول وتدير ثماني دول، أي أن التنظيم العالمي للإخوان هو الذي يدير مصر الآن، وهي تصريحات تخالف القانون والدستور، وتؤكد أن الجماعة خطر علي الأمن القومي المصري .
و يري اللواء "مصطفي إسماعيل" - الخبير العسكري أن تصريح وزير الداخلية الأخير بمنع الدخول أو الخروج من سيناء قبيل تظاهرات 30 يونيو ، قرار ضروري كان ولابد من أخذه ، مشيرا، أن قرارات وزير الداخلية لابد أن تكون مبنية علي تعليمات من كل الجهات الأمنية سواء مخابرات عامة أو عسكرية ، ومن خلال هذه المعلومات يتخذ القرا ر الذي يراه صائباً، مشيرا أن هذا القرار يحمل بين طياته تخوفا من دخول بعض العناصر الجهادية أو أفراد من حركة حماس إلي سيناء ، معتبرا إياه بمثابة استباق لمنع اي محاولة لاستغلال الأوضاع الملتهبة في مصر، حتي لا تزداد الأوضاع سوءاً.
يري اللواء كمال صيام ،الخبير الأمني ،أنه بعيداً عن تفسير موقف الشرطة بعدم التدخل فإنه قد بات واضحاً أن قدرة الشرطة المصرية علي تنفيذ أوامر قياداتها بضرب المتظاهرين أو استعمال العنف معهم بات أمراً غير مضمون التنفيذ في حال صدوره مرة أخري حتي ولو كان من الرئيس مرسي شخصياً فالتعامل المؤسسي يغاير التعامل التنظيمي وهو الأمر الأكيد في الأزمة التي تعاني منها الشرطة حاليا. و بالتالي فان أي مغامرة بالدخول لحساب النظام سيكون مصيرها الفشل تماما.
ومن هنا لا يصبح أمام الإخوان من بد سوي الاستعانة بعناصر من حماس كما أشار أحد الخبراء العسكريين بخطة استعانتهم بـ 50 الف فرد مدرب منهم وسفهت منه عناصر كتائب الإخوان الإليكترونية ، الا ن هذا الإحتمال وارد خاصة وأن الجديد في 30/6 أنه يوم معروف ومعلن عنه منذ فترة ويجري الإعداد له سلفاً ، و إذا كانت عناصر حماس نجحت في فتح السجون المصرية فأنها لم تتدخل في ميدان التحرير يوم موقعة الجمل وذلك لعنصر المفاجأة التي كانت في تحديد هذا اليوم ، و لأنها كانت وقتها لا تريد الظهور المباشر بدور الثورة علي المخلوع مع أفراد الشعب المصري
أما الآن فان دخول هذه العناصر لإفشال هذا اليوم فهو أمر وارد حتي وان لم يكن بتعليمات مباشرة من الأخوان ، من باب الحفاظ علي نظام الحكم الاسلامي في مصر كما تفعل الجماعة الاسلامية حاليا ، فهي تتصرف دون تنسيق ولمجرد نصرة حكم الإسلام علي أرض مصر ، ولكنها تتكلم كثيرا وربما تجيد في الحرب الإعلامية ، أكثر منها في التكتيكات الخططية لمثل هذه العمليات ذات الحساسية العالية جداً.
مع ملاحظة أن الأداء المبهر الذي قامت به عناصر من حماس في الثورة المصرية لصالح جماعة الاخوان بقدرات عسكرية عالية وفعالة ،و الافراج عن جميع العناصر الإخوانية وعناصر حزب الله في لبنان وعناصر حماس في فلسطين والذين كانوا محبوسين في هذه السجون المصرية إما علي ذمة قضايا أو تنفيذا لأحكام نهائية و إطلاق سراحهم بهذه السرعة وفي توقيت واحد وعودتهم الي أهاليهم في لبنان وفلسطين ،ربما نغصت قلوب المصريين علي جمال الثورة وبياضها وروعتها ، عندما استغل أفراد حماس الحالة الشرطية للداخلية ، وسرعان ما انهارت مقاومة حرس السجون في صدها علي النحو الذي بات معروفا للجميع.ولكنها تبقي حقيقة مرة لم يدركها المتظاهرون وقت الثورة ولم تشكل لهم نوع من الاهتمام لديهم بالقدر الذي يستحقه ، ولكنها باتت كالبقعة السوداء علي ثوب الثورة المصرية الطاهرة ولكم كنا نتمني أن تقوم عناصر الاخوان المصريون أنفسهم بهذه العمليات بدلا من ذلك .
وإذا كانت كل هذه المقدمات قد تشير الي تفوق النظام الحالي واطمئنانه إلي البقاء وامكان القضاء علي هذا اليوم وافشاله ، الا أن المؤكد ان استخدامه لهذه الوسائل وتلك الاليات قد يؤدي الي نتائج كارثية لن تضمن استقرار الحكم في مصر كما يظن لذا نحن ننادي ونحذر من أي محاولة من جانب جماعة الإخوان أو القوي الاسلامية المؤيدة أو عناصر حركة حماس من الدخول إلي هذا المستنقع الخطير .
فيما أكد اللواء محمد ربيع ،الخبير الأمني أن تصريحات وزير الداخلية الهدف منها درء الاتهامات عنه بعد 30 يونيو مضيفاً:" إذا دخلت كتائب القسام وحماس وفتح واعتدوا علي المتظاهرين يظهر حجته آنذاك و يقول أنه قام بواجبه مسبقاً وأغلق المعابر، متناسياً الأنفاق السرية التي تغزو باطن الأرض في سيناء والتي تسمح بدخول الفلسطينيين".
ولم يستبعد ربيع أن يتكرر ما حدث في يناير 2011 خاصة لحماية شرعية الإخوان، لاسيما وأن حماس وفتح وحزب الله هم من أصل "إخواني" وساعدوا الأخوان في تدمير مصر وخروج المساجين أثناء الثورة إلي حكم الرئاسة وحرق الأقسام ونجحوا في مؤامرتهم .
لافتاً أن الجهاديين الفلسطينيين من حماس وفتح سيأتون لمناصرة الأخوان المسلمين يوم 30 يونيو متخفيين ومن غير سلاح لأن مصر غارقة بالأسلحة، ومدربين علي القتال ليواجهوا المتظاهرين السلميين، لأن الإخوان علي اقتناع تام أنهم قادرون علي السيطرة علي الدولة من خلال استخدام العنف والقوة.