النهار
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 08:20 مـ 6 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

وليدة عتو تكتب.. أمريكا ومنهجيتها في المنطقة العربية

وليدة عتو
وليدة عتو

عندما أطلق بوش ورايز أيام حكمهما كلمة صنع شرق أوسط جديد كثير من الناس لم تعرف أو تقرأ كيفية صنع هذا الشرق الأوسط الذي سوف يصنع أو كيفية تحويله أو ربما البعض ظن بأنهما يبيتا لحرب عسكرية كبيرة تخوضه جيوش أمريكا وحلفاءها وتغزو دول أخري بعد غزو العراق ومن ثم تبدأ في تقسيمها وصنعها كما تشتهي نفوسهما الكثير من المراقبين والمحللين بل أجزم بأن كل العالم العربي لم يخطر بباله هذا المخطط الشيطاني الذي عم الوطن العربي وسري كالسرطان في العقول والنفوس وهو ربيع عربي وعندما أسقطوا صدام حسين مر هذا الحدث علي الشعوب مرور الكرام ولم يفكر أحداً في أبعاده وما سوف يأتي من بعده لأن الحكام العرب والشعوب علي السواء كانوا مأخوذين في الأقاويل والضجة الإعلامية التي صنعتها امريكا حول البرنامج النووي العراقي والإرهاب الذي طال أمريكا العظمي حين خططت له هي ونفذته في نفسها وألصقته في الإسلام والدول التي كانت تريد احتلالها وغزوها مثل أفغانستان والعراق وتداعي ما حدث بعد ضرب الأسواق التجارية الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 لأن كانت العقول والنفوس في العالم العربي تسلم بضرب صدام وسحقه بعد أن اعتدي علي الكويت وغزاها فسلمت هذه العقول بأن لابد لصدام من أن يعاقب رغم أن كثير من المراقبين يعلمون بأن غزو صدام للكويت ما هو إلا صنع وتحريض أمريكي كي يصلوا لما وصلوا إليه وما نحن به الآن لم يكن يدرك أحداً بأن هناك مصطلح جديداً إسمه الربيع العربي الذي يحمل معه التقسيم للدول العربية صنع الشرق الأوسط الجديد وهو سوف يكون نقطة التحول في مسار المنطقة العربية بينما كانت أمريكا قد درسته وخططت له وأعدته اعداداً جيداً ومحكماً ووضعت له منهجية محددة تعيد الدول والشعوب العربية عشرات السنين إذا لم يكن مئة سنة إلي الوراء تخلفاً و جهلاً و أقتصاداً وهذا عن طريق تخريب العقول لعدة أجيال كما يحدث في سوريا من منهجية تخريبية وزرع الشر والعنف في نفوس الأطفال الذين تدربهم العصابات التكفيرية وتسطحبهم إلي القتال وتحملهم سيوف بني سفيان والبنادق وتضع عصبة علي رؤوسهم كتب عليها شعار القاعدة الأسود وكلمة الله ومن ثم يقتلون بإسم الله ثم يغتالون العقول العلمية من أطباء وعلماء أبحاث ودكاترة جامعة وطلاب هندسة وعلماء دين و خيرة الطيارين الحربيين وتدمير معالم الحضارة السورية والعربية برمتها من متاحف وأثار وأماكن تاريخية وأهم هذا المنهج هو أن يحدث كل هذا بأيدي عربية بل ومن نفس البلد الذي يدمر باسم الثورات والحرية وتغير الحكام والأنظمة لقد صنعت متطرفين تكفيريين وعلبتهم في مصانعها وأرسلتهم لقتل شعوبهم وهي تحصد الثمار عن طريقهم لقد ظهرت مئات الوثائق التي تحمل إرتباط أمريكا وإسرائيل مع هؤلاء التكفيريين المصنعين اللذين صنعوا في معاملها وأرسلتهم للقتال باسم الجهاد في ليبيا وتونس واليمن والآن في سوريا التي هي الهدف الأكبر لدي أمريكا وإسرائيل لذا كانت الفوضي التي أسموها خلاقة وهي المدمرة للبلاد العربية وشعوبها .

وكانت أمريكا ترمي من وراء هذا التصنيع تحقيق عدة أهداف منها أن تدمر العقول والوعي والثقافة والبناء بجميع مشتقاته العلمي و الاقتصادي والحضاري ونزع الاستقلالية وإعادتها للتبعية الاستعمارية .

وكل هذه الأهداف تصب في تأمين حماية إسرائيل وأمنها وأمانها بعد أن رأت بأن لو بقيت هذه الدول قوية متماسكة تبني قوة عسكرية واقتصادية وعقول نيرة سوف يشكل هذا خطراً علي إسرائيل ويضرب مصالحها في المنطقة لذا كان لابد من ضرب تقدم واقتصاد هذه الدول وفي مقدمتها سوريا التي كانت ومازالت مستقلة اقتصادياً وسياسياً وحرة في صنع قراراتها وحاضنة لكل أشكال المقاومة والقضية الفلسطينية لذا كان لها هذا المخطط الكبير وهذه المؤامرة التي اشركت فيها حكام وملوك العرب الأوغاد النعاج ؟ ودول الغرب لإسقاطها ولكن فوجئ الجميع بحجم قوة سوريا وعظمة تصديها لهذه الهجمة البربرية الإجرامية وصمودها الذي أبهر العالم وأثار التساؤل والجدل حول مصدر هذه القوة التي هزمت أكثر من خمسين دولة تحالفوا وتضامنوا علي تدميرها وقتل شعبها ونهب وإضعاف اقتصادها وإركاعها ولكن لم تحقق هذا الهدف القذر وسقطت هذه المؤامرة تحت أقدام الجيش العربي السوري وصمود شعبها وحكمة وقدرة قيادتها علي إدارة حرب كونية لم تحدث علي مدي التاريخ ولم تتعرض دولة إلي مثل ما تتعرض له سوريا المناضلة وآخر قلاع العرب والعروبة سوريا الآن تستخدم أمريكا وأتباعها أفظع الممارسات والخطط لتدميرها وإسقاطها وليس علي الجانب القتالي فقط وإنما علي الصعيد الفكري التكفيري الذي تحاول أن تمده إلي أجيال عدة قادمة بما تبثه عن طريق عناصر القاعدة مع الأطفال الذين أصبحوا العجينة اللينة التي يشكلونها كما يريدون يزرعون في نفوسهم الحقد والإجرام والفكر المتطرف ومعاداة الدولة والإنسان المعتدل هناك معسكرات تعمل علي هذا الجانب مع الأطفال دون سن العاشرة منهم من خطف ومنهم مع أبائهم الذين يعملون لحساب عصابات مسلحة وهذا أخطر ما تقوم به أمريكا وأعوانها لأن هذا يعني تدمير أجيال عدة قادمة ؟