النهار
الإثنين 28 أبريل 2025 05:34 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«فوضى عقارية».. والرقم القومي للعقار بوابة مصر نحو تنظيم الثروة العقارية والتحول الرقمي جوارديولا: الموسم لم يكن جيدًا رغم التأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ترتيب مجموعة مصر بعد الجولة الأولى ببطولة أمم أفريقيا للشباب ”قتل الأبرياء يدمينا.. فدم المقتول لا يطفئه الا الحق” النيابة العامة تترافع بقضية إنهاء حياة شاب علي يد جاره أمين نقابة المهندسين بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2025 شاب ينهي حياة والدته بعدة طعنات في كفرالشيخ منتخب الشباب يستهل مشواره بأمم أفريقيا بالفوز على جنوب أفريقيا 1-0 توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر وسلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا للتعاون العلمي دورتان تدريبيتان في التسويق الإلكتروني للطلاب الوافدين بالأزهر السعودية وقطر يعلنان سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي رئيس محكمة شمال القاهرة الابتدائية يستقبل وفود طلاب حقوق عين شمس...صور البحرين : الدانة للدراما تواصل استقبال الترشيحات حتى 10 مايو

تقارير ومتابعات

تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية.. ونقابة الأطباء ترفض فرض رسوم على السفر

هجرة الاطباء الي الخارج
هجرة الاطباء الي الخارج

الزيات: حذرت منذ سنوات من تدهور المنظومة.. والأطباء أكثر المتضررين

القاضي: فرض رسوم على سفر الأطباء “غير دستوري”.. والحل في معالجة الأسباب وليس العقاب

أطلقت نقابة الأطباء مجددًا جرس الإنذار بشأن أوضاع المنظومة الصحية في مصر، محذرة من استمرار التدهور في بيئة العمل وظروف التدريب والدخل، مما يدفع آلاف الأطباء، خاصة من الشباب، إلى الهجرة سنويًا بحثًا عن حياة مهنية وإنسانية أفضل.

وفي تصريحات خاصة لـ”النهار”، أكد الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن ما تشهده المنظومة الصحية حاليًا ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة تراكمات سابقة حذر منها مرارًا على مدار سنوات طويلة، مضيفًا أن “الفريق الطبي أصبح اليوم هو الأكثر تضررًا مما يحدث، لكن المريض المصري هو الخاسر الحقيقي في النهاية”.

ثلاثة مطالب رئيسية لإنقاذ الطبيب والمنظومة

شدد الزيات على أن النهوض بالمنظومة الصحية يبدأ من دعم الطبيب بثلاثة عناصر رئيسية: التعليم والتدريب الطبي المستمر، وبيئة العمل الآمنة والمجهزة، ودخل مادي عادل.

وأوضح أن الاكتفاء بشهادة البكالوريوس لا يتماشى مع طبيعة المهنة التي تتطلب تحديثًا دائمًا للمعرفة والخبرات من خلال الزمالة، والدبلومات، والماجستير، والدكتوراه، مؤكدًا أن كل هذه التكاليف يتحملها الطبيب بمفرده، دون أي دعم حقيقي من الدولة.

وأشار إلى أن هذه الظروف الصعبة تدفع الأطباء إلى اتخاذ قرار الهجرة، ليس فقط إلى الخليج كما كان الحال سابقًا، بل إلى أوروبا وأمريكا وكندا، حيث تتوفر بيئة عمل مناسبة واحترام للكوادر الطبية.

بيئة عمل لا تليق.. وغياب الأمان المهني

وانتقد الزيات ما وصفه بغياب الأمان داخل بيئة العمل، مشيرًا إلى حوادث اعتداء على الأطباء، كان آخرها من أحد أعضاء مجلس النواب. وأكد أن توفير مستلزمات العلاج، والأجهزة الطبية، والسكن الآدمي للأطباء في أماكن عملهم، لم يعد خيارًا بل ضرورة لضمان استقرار المنظومة الصحية.

دخل متدنٍ.. ووفيات بين شباب الأطباء

تحدث الزيات عن ظاهرة مقلقة وهي الوفاة المفاجئة بين شباب الأطباء، نتيجة الإرهاق الناتج عن العمل في أكثر من مكان لتوفير دخل يكفي احتياجاتهم، مؤكدًا أن تدني الرواتب أحد الأسباب المباشرة لهروب الكفاءات، وفقدان الدولة لثروتها العلمية والطبية.

“أي رسوم تُدفع؟ نحن من نتحمل تكلفة تعليمنا بالكامل”

وفي تعليقه على الحديث عن فرض رسوم على سفر الأطباء، قال الزيات: “ما يُقال عن وجود تعليم مجاني للأطباء غير صحيح، نحن من يدفع ثمن كل مرحلة تعليمية، من البكالوريوس إلى الدكتوراه. لم يتم الإنفاق علينا من الدولة، بل نحن من نمول تعليمنا وتدريبنا بالكامل”.

وأضاف: “إذا كان هذا هو تفكير الدولة، فهذه كارثة حقيقية، إذ بدلًا من دعم الأطباء، نفكر في فرض مزيد من الأعباء عليهم، في وقت لا يحصلون فيه على أبسط حقوقهم”.

أمين صندوق النقابة: الرسوم المقترحة “غير دستورية”.. والحل يبدأ من تحسين بيئة العمل

من جانبه، رفض الدكتور أبو بكر القاضي، أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، المقترح البرلماني الخاص بفرض رسوم مالية على الأطباء الراغبين في السفر، واصفًا إياه بأنه “غير دستوري ويتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص”.

وقال القاضي في تصريحات خاصة للنهار، إن الدولة لا تنفق على كليات الطب وحدها، بل على جميع الكليات الحكومية، وبالتالي لا يجوز تحميل خريجي الطب أعباء مالية استثنائية، مؤكدًا أن الهجرة ليست رفاهية بل نتيجة لأزمات هيكلية.

أسباب الهجرة: تدني الأجور وضعف البنية التحتية

أكد القاضي أن ضعف الأجور، وسوء بيئة العمل، وغياب فرص التعليم الطبي المستمر، أبرز الأسباب التي تدفع الأطباء للهجرة، إلى جانب نقص الحماية القانونية وتردي الأوضاع في المستشفيات، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا بدلاً من فرض عقوبات اقتصادية جديدة.

مطالب بتحسين الأجور وتسهيل التراخيص بدلًا من التضييق

وانتقد القاضي ما وصفه بالمعوقات “غير المنطقية” التي تواجه الأطباء الشباب في ترخيص عياداتهم، مثل اشتراط امتلاك وحدات إدارية بأسعار باهظة دون أي دعم حقيقي، داعيًا إلى تسهيل الإجراءات بدلًا من تعقيدها.

وأكد القاضي، على أن النقابة ترفض الحلول العقابية، وتطالب بخطة شاملة تبدأ بتحسين الأجور، وتوفير بيئة عمل محترمة وآمنة، وتطوير التعليم الطبي، لضمان بقاء الأطباء داخل مصر بدلًا من هجرتهم وفقدانهم للخارج.