افتتاح الدورة السابعة من ملتقى القاهرة الأدبي بحضور نجوم الأدب العربي والعالمي

شهدت قبة الغوري مساء السبت، 12 أبريل، انطلاق فعاليات الدورة السابعة من مهرجان القاهرة الأدبي، وسط أجواء احتفالية مميزة ومشاركة واسعة من كتّاب وأدباء ونقّاد من داخل مصر وخارجها. افتُتحت الأمسية بحضور الكاتبة الألمانية جيني إيربينبيك، الفائزة بجائزة البوكر الدولية لعام 2024، والكاتب المصري خالد الخميسي، فيما أدار الجلسة الكاتب والمترجم د. صلاح هلال، وقدّمت الأمسية الإعلامية بثينة كامل.
تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور شخصيات أدبية وثقافية بارزة، من بينهم الروائي إبراهيم عبدالمجيد، والقاص سمير الفيل، والكاتبان الصحفيان أسامة الرحيمي وماهر حسن، بالإضافة إلى محمد عبد المنعم، أمين عام اتحاد الناشرين المصريين.
وخلال الجلسة، تناولت إيربينبيك أبرز ملامح روايتها “كايـروس”، التي تدور أحداثها في برلين الشرقية في ثمانينيات القرن الماضي، وتستعرض قصة حب معقدة في ظل واقع سياسي ضاغط، لتكشف عن التداخل الحاد بين التجربة الشخصية والسياق العام، وعن هشاشة العلاقات حين تتقاطع مع مفاهيم السيطرة والتبعية. واستلهمت الكاتبة عنوان الرواية من الكلمة اليونانية القديمة “كايـروس”، والتي تعني “اللحظة الحاسمة”، معتبرة إياها رمزية للحظات التي تُعيد تشكيل مساراتنا الحياتية.
سبق الجلسة عرض فني لرقصة التنورة، كان له تأثير عاطفي وفكري على الحاضرين، وأثار تساؤلات جوهرية حول العلاقة بين الفن والواقع، ليطرح بعدها د. صلاح هلال سؤالًا محوريًا: “كيف يُترجم الفن والخيال إلى واقع ملموس؟وكيف يتبادلان التأثير؟”، تحت عنوان الجلسة: “الخيال حين يُحلّق بأجنحة الواقع”.
تخلل النقاش إشارات إلى أعمال أخرى لإيربينبيك، منها روايتها “وطن محمول”، التي تناولت فيها قضايا الهوية في ظل موجات الهجرة المتزايدة إلى ألمانيا، وأثر ذلك على النسيج الاجتماعي والثقافي. وفي المقابل، عرض الكاتب خالدالخميسي ملامح من روايته “سفينة نوح”، التي تتناول رغبة المصريين في الهجرة من منظور نفسي واجتماعي، متجنبة الطرح المباشر لقضية الهجرة.
كما تم استحضار رواية “البلد الآخر” للروائي إبراهيم عبد المجيد، لما تحمله من رؤية فلسفية حول الانتماء والهجرة، وارتباط الإنسان بجذوره ومجتمعه.
وفي لمسة إنسانية لافتة، أعلنت إيربينبيك عن عملها على مشروع أدبي جديد يدور حول والديها، وبخاصة والدتها التي كانت مترجمة لأعمال نجيب محفوظ، وعبّرت عن امتنانها لتواجدها في مصر، البلد الذي لطالما شكّل مصدر إلهام لوالدتها. وأشارت إلى أن مشروعها الجديد لم تتضح بعد معالمه، لكنه ينبع من شغفها بالكتابة.
من جانبه، كشف الخميسي عن عمله على رواية جديدة بعنوان “أجنحة المتاهة”، واكتفى بذلك دون الخوض في تفاصيلها، مما زاد من تشوق جمهوره لما سيقدمه لاحقًا.
افتتاح المهرجان جاء انعكاسًا حيًا لتلاقي الثقافات والتجارب الإنسانية، حيث حلق الخيال فعلًا بجناحي الواقع، وترك في القلوب أثرًا من الفكر والتأمل والجمال