مسلسل جودر.. ”ألف ليلة وليلة” تراث حاضر في الحضارة الإنسانية

قصة ألف ليلة وليلة مازالت حاضرة في العقلية العربية والأسلامية دائماً، بل تعدت حدودها ايضاً كأرث بشري لتخوض الحضارة الغربية بأعتبارها عمل أدبي وفني وتراث أنساني فريد من نوعه.
فعلى الرغم من عدم قدرة الأدباء والباحثين على أكتشاف مؤلف او مؤلفين تلك الحكايات ولكن الطابع العربي يظهر فيها بجلاء من حيث الأسماء للأستعارات والحكايات وخلافها، وهو الرأي الذي تبناه العديد من المستشرقين.
تلك الرواية تضمنت العديد من الحكايات والتي تقدر بالف حكاية قد أقتبس منها العديد من الاعمال الفنية في كافة المجالات كالرسم والشعر والقصة والمسرحية والرواية ايضاً، تميزت الحكايات بتنوعها ما بين الرعب والخيال، اذ احتوت على كائنات خرافية وحكايات تراثية قد تبدوا لها جزور في الادب العربي في عصر ما قبل الأسلام وما تلاه.
بعض تلك الاعمال الفنية أقتبس بجلاء الجزء الاكبر من القصة، وبعضها اقتبس فقط أجزاء من من القصة ليضيف عليها مسحة خيالية خاصة بالمؤلف نفسه، ليظهر كعمل كامل متكامل ولكنه كتاصيل مقتبس من ألف ليلة وليلة، على سبيل المثال: «علاء الدين والمصباح السحري»، و«علي بابا والأربعون لصاً»، و«رحلات السندباد البحري السبع»، وغيرهم الكثير.
قدمت تلك الأعمال في اشكال عدة، منها كأفلام ومسلسلات ومسرحيات وأحياناً اغاني، فان كانت اغنية ام كلثوم ألف ليلة وليلة ارتبطت فقط بالأسم دون الموضوع الا انها أشارت إليها في لمحة تراثية عربية.
التراث الأدبي مرتبط بالأنسان عامة، لذا نرى أثره ليس فقط في الفن، بل تجاوز حدوده لخوض مضامير لم تكن يوماً من ضمن نطاق حدوده، لذا فقد نجد بعض الحكايات – ربما – تكون متأثرة بالفكر الديني، ولعل استشهاد الدكتور علي جمعة ببضع حوادث لتأكيد أستشهاده في واقعة ما هو دليل على ذلك.
https://www.youtube.com/watch?v=bwLuvtFQ2Ss
لذا فمن الصعب أحصاء عدد الأعمال التي بنيت على حكايات ألف ليلة وليلة كاعمال مستمدة باكملها ام مجرد أقتباسات من حكايات، ولكن الجدير بالذكر انها تراث لا ينضب، ولا يكف عن العطاء الادبي والفكري والفلسفي والخيالي، وسيظل هكذا دائماً، وبخاصة لأرتباطه الوثيق بالحضارة العربية والأسلامية وان ادعى بغير ذلك بعض المشككين.