النهار
الأربعاء 26 مارس 2025 06:04 صـ 27 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
”الأكبري يشكر الجازولي” .. ويؤكد التصوف يرقي النفس بحضور السفيرة مشيرة خطاب.. الجازولية للإنشاد الديني تقدم حفلاً بدار الأوبرا المصرية نوعية أسيوط ترسم البسمة على وجوه المرضى في زيارات إنسانية مميزة راية القابضة: لا مفاوضات لبيع حصة لشريك سعودي ”الجازولي” خلال حفل إنشاد الاوبرا.. أبناء الصوفية يقفون خلف الرئيس السيسي صاحب الانجازات والمواقف الواضحة «سوهاج الجامعي»: استقرار الحالة الصحية للأشقاء السودانيين مصابي حادث انقلاب ميكروباص حصريآ بالصور.. تفاعل نقيب الأشراف وشخصيات عامة مع حفل ”الجازولية للإنشاد” بدار الأوبرا المصرية محافظ القليوبيه يشهد إحتفالية تكريم حفظة القران الكريم بقرية ميت حلفا بقليوب أمن الـقليوبية يضبط المتهم بمقتل شاب وإلقاء جثته ملفوفة بملاءه أمام منزله بكفر شكر الفنان محمد ثروت يعلن عن إنشاء مستشفى لعلاج قلب الأطفال بالمحلة.. وأحد أبناء المدينة يساهم ب 5 مليون جنيه الحماية المدنية تسيطر على حريق سوبر ماركت بمدينة بنها ”القاصد” يشارك الطلاب الوافدين مائدة الإفطار ويرحب بهم في رحاب جامعة المنوفية

تقارير ومتابعات

الخشت يؤكد: إدارة التعددية المذهبية ضرورة لمواجهة التحديات المشتركة بدلًا من التقريب العقائدي

ترأس الدكتور محمد عثمان الخشت المفكر الإسلامي ورئيس جامعة القاهرة السابق، جلسة بعنوان "مبادئ العمل المشترك بين المذاهب الإسلامية وفق وثيقة بناء الجسور"، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي يعقد تحت شعار "نحو مؤتلف إسلامي فاعل"، وبرعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتنظيم رابطة العالم الإسلامي بقيادة العلامة والمفكر الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وبمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وقادة المؤسسات الإسلامية من جميع أنحاء العالم.

وفي كلمته، أكد الدكتور محمد الخشت أن التعددية المذهبية ليست عائقًا، بل يمكن أن تكون مصدرًا للقوة إذا أُديرت بشكل صحيح، مشيرًا إلى أن النهج التقليدي القائم على محاولات التقريب العقائدي أثبت عدم فاعليته، مما يستوجب التحول إلى استراتيجية إدارة التعددية المذهبية من خلال تعزيز القيم المشتركة، والتعاون في المجالات التنموية والتعليمية والإعلامية والإغاثية، دون المساس بالخصوصيات العقائدية.

وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن التجربة التاريخية أظهرت أن الصراعات المذهبية لم تكن مجرد خلافات دينية بحتة، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى أدوات سياسية لتعزيز السلطة وإقصاء الخصوم، مشيرًا إلى أمثلة تاريخية مثل الجدل حول “خلق القرآن” في العصر العباسي، والتوظيف السياسي لقضايا التكفير والإيمان من قبل بعض الجماعات المتشددة.

ودعا الدكتور الخشت، إلى الاستفادة من التجربة الأوروبية والأمريكية في التعامل مع التعددية الدينية، موضحًا أن أوروبا عانت من صراعات مذهبية دموية قبل أن تنجح في تبني مفهوم التسامح والعقد الاجتماعي كما طرحه فلاسفة مثل جون لوك وفولتير وروسو، مشيرًا إلى أن الحل لا يكمن في فرض مذهب معين على الجميع، بل في إيجاد إطار مشترك يحترم الاختلافات، ويعزز وحدة المجتمع على أساس القيم المشتركة الجامعة.

وطرح الدكتور الخشت، خلال كلمته، آليات عملية جديدة لإدارة التعددية المذهبية، مؤكدًا أن النهج الصحيح يتطلب تعزيز دولة المواطنة واحترام سيادتها وأمنها القومي، باعتبارها أساس الهوية واساس العلاقات بين الدول المختلفة، وإصلاح النظام التعليمي ليشمل تعريفًا علميًا محايدًا بالمذاهب المختلفة، مما يسهم في إزالة الصور النمطية السلبية، ويعزز ثقافة التفاهم بين الأجيال القادمة، وإيجاد أرضيات مشتركة للتعاون في المجالات الشرعية والتنموية والتعليمية والإعلامية، وضبط الخطاب الديني والإعلامي، بحيث يُركز على القيم الإسلامية الجامعة بدلًا من إذكاء الخلافات، وإطلاق مبادرات حوارية بين المذاهب لتعزيز التعاون العملي بدلًا من التركيز على الخلافات الفكرية، وأخيرًا تعزيز دولة المواطنة المتساوية بحيث يكون الولاء للوطن والدولة، وليس للطائفة أو المذهب.

واختتم الدكتور الخشت، كلمته، بالتأكيد على أن إدارة التعددية الدينية ضرورة لتحقيق التسامح والتعايش الحقيقي بين أتباع المذاهب الإسلامية، مشددًا على أن قوة المجتمعات لا تكمن في فرض التوافق القسري، بل في استيعاب الاختلافات وإدارتها بحكمة، حتى تصبح التعددية مصدرًا للإثراء الفكري والاجتماعي، لا سببًا للانقسام.

جدير بالذكر أن فعاليات الجلسة الثالثة "مبادئ العمل المشترك بين المذاهب الإسلامية وفق وثيقة بناء الجسور”، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، منهم: فضيلة الشيخ حجي إبراهيم تونا، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، وفضيلة الإمام محمد ماجد حاج مركز آدم الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية، وفضيلة الدكتور السيد زيد محمد عبود بحر العلوم مدير مركز الدراسات الإسلامية بالعراق، وفضيلة الشيخ هاني أحمد مستو رئيس مؤسسة أمة للتعاون ببريطانيا، وسعادة الأستاذ الدكتور عبد الحق إدريس عزيزن رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والثقافية لمسلمي مدغشقر، وفضيلة الشيخ محمد عبد الخبير آزاد إمام وخطيب المسجد الملكي بباكستان، ورئيس اللجنة الدائمة لرؤية الهلال بباكستان.

وعقد مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية يومي 6 و 7 مارس، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم، ويهدف إلى ترسيخ رؤية إسلامية جامعة تُعزز التعايش السلمي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تهدد وحدة الأمة. وتعد وثيقة بناء الجسور (2024) التي تتبناها رابطة العالم الإسلامي امتدادًا لوثيقة مكة المكرمة (2019)، حيث تسعى إلى تعزيز التعاون في المجالات التي تخدم الأمة الإسلامية، بعيدًا عن الخلافات العقائدية التي أثبتت التجربة التاريخية أنها كانت سببًا رئيسًا في إضعاف المجتمعات الإسلامية.