دلائل تطرق الرئيس السيسي لمعاهد السلام خلال كلمته بالقمة العربية غير العادية

تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته أمام القمة العربية غير العادية التي عُقدت بطلب من دولة فلسطين في العاصمة الإدارية الجديدة، إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، قائلاً: «إننى أستذكر معكم، فى هذا الظرف الدقيق، أن مصر التى دشنت السلام، منذ ما يناهز خمسة عقود فى منطقتنا، وحرصت عليه، وصانت عهودها حياله .. لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، الذى يحمى المقدرات، ويصون الأرض ويحفظ السيادة».
واستطرد الرئيس السيسي في كلمته: «لعل هذا ما ورد - بشكل لا يقبل التأويل - فى معاهدة السلام التى أبرمتها مصر عام 1979.. وألزمت كل طرف، باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه.. وبما يفرض التزاما قانونيا، بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم، كونه يمثل انتهاكا.. للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة»، مُضيفاً: «لننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى تم التوصل إليها بوساطة أمريكية عام 1979 كنموذج يحتذى به، لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة فى الانتقام.. إلى سلام دائم، وعلاقات دبلوماسية متبادلة».
في البداية، فسّر الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تطرق الرئيس السيسي لمعاهدة السلام خلال كلمته بالقمة العربية غير العادية التي عُقدت بطلب من دولة فلسطين في العاصمة الإدارية الجديدة، قائلاً: «أتت لسد منافذ المشككين الذين يستهدفوا درجة أعلى من التصعيد».
وأضاف «سلامة» لـ «النهار»، إن الرئيس كان ذكياً بالإشارة إلى أن مصر أول من اختارت السلام والتزمت به والأطراف الأخرى هي التي لم تلتزم بنصوص القانون الدولي الإنساني.. فمصر تتبنى أقصى درجات ضبط النفس».
من جانبه، يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والمحلل السياسي الفلسطيني، أن التطرق لمعاهدة السلام جاء لتذكير الأمريكان بأن مصر هي مَن قادت السلام في المنطقة بمبادرة تحدت بها الكثير، وأثبتت أن السلام هو أساس الازدهار، ورسالة تؤكد للأمريكان أنه عليهم استغلال الفرصة والعودة لما تم قبل أكثر من 45 عاماً لعودة السلام بشكل كامل.
وقال «الرقب» لـ «النهار»: «اعتقد الرسالة كانت تخص كلاً من إسرائيل وأمريكاً وبالأخص أمريكاً لأن الرئيس السيسي تحدث عن الرئيس الأمريكي ترامب لتشجيعه لتبني استراتيجية السلام والحلول السياسية التي تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الصراع بشكل كامل».