النهار
الجمعة 25 أبريل 2025 11:57 مـ 27 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بيراميدز إلى نهائي أفريقيا بالفوز على أورلاندو 3-2 كولر: أنا المسؤول عن كل شيء وأشعر بخيبة أمل بعد توديع دوري «الأبطال» أمام صن داونز بعد الخروج من إفريقيا.. كولر يصطحب لاعبي الأهلي لملعب التتش موسم صفري يلوح في الأفق.. الأهلي في ورطة بعد الخروج من دوري الأبطال أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم تطور خطير في الحرب التجارية بين أمريكا والصين.. صادرات الخنزير الأمريكي تعاني بشدة بالفيديو.. «ريم الهوى» تتصدر الترند بعد أسبوعين من طرح ما قدر غلاتك وزارة السياحة والآثار تشارك فى المعرض السياحي الدولي WTM Latin America بالبرازيل ندوة حول السلامة والصحة المهنية والمخاطر البيولوجية بنيابة مهندسين الإسكندرية أهالي قرية أريمون بكفرالشيخ يشيعون جثمان سيدة قُتلت على يد زوج ابنتها إلى مثواه الأخير دراسة القمح تلتهم شخصاً بقرية ”ميت الديبه.”في كفر الشيخ بهدف عكسي .. الأهلي يودع منافسات أبطال إفريقيا أمام صن داونز

تقارير ومتابعات

”في ذكرى تحرير أرض الفيروز.. منسق الخدمات الزراعية بسيناء لـ«النهار»: الزراعة سلاح الدولة لترسيخ الاستقرار بواسطة 18 تجمعًا تنمويًا| حوار

الدكتور عماد عوض منسق عام مراكز الخدمات الزراعية والتجمعات الزراعية بسيناء
الدكتور عماد عوض منسق عام مراكز الخدمات الزراعية والتجمعات الزراعية بسيناء

تحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ 43 لذكرى تحرير سيناء، وتبرز الجهود التنموية غير المسبوقة التي تشهدها أرض الفيروز بعد نجاح الدولة في القضاء على الإرهاب وتطهير شبه الجزيرة من بؤر التطرف، حيث أولت الدولة المصرية والقيادة السياسية اهتماما كبيرا بالمشروعات التنموية المستدامة وبخاصة في المجال الزراعي واستصلاح الأراضي وإقامة تجمعات زراعية المتكاملة.

ونجحت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وبالتعاون مع الوزرات والجهات المعنية من تنفيذ سلسلة من البرامج والمشروعات التنموية المتكاملة التي تهدف تطوير الزراعة وتحسين حياة المواطنين في شمال وجنوب سيناء، وخاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجًا، من خلال خطة شاملة لتعمير وتنمية سيناء، وتنفيذ مشروعات زراعية وخدمية ومنها 18 تجمعًا زراعيًا وتنمويًا على مساحة تتجاوز 11 ألف فدان تستهدف استقرار نحو 2122 أسرة.

وفي هذا السياق، يكشف الدكتور عماد عوض، منسق عام مراكز الخدمات الزراعية والمشرف علي مشروع التجمعات الزراعية بسيناء، “ لـ النهار” جهود الدولة ووزارة الزراعة من خلال مركز بحوث الصحراء عن كيفية تحويل التنمية إلى السلاح الأقوى لترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية، وإلى نص الحوار......


في رأيكم، هل تجاوزت الدولة مرحلة الشعارات فيما يخص تنمية سيناء؟

بالفعل نحن خرجنا من إطار الشعارات إلى التنفيذ الفعلي لمشروعات التنمية في سيناء، وعلى مدار العشر سنوات الماضية رأينا مشروعات تنموية متكاملة في مجالات الزراعة والطرق والبنية التحتية، وهو ما أثبت أن الدولة أثبتت أن لديها إرادة حقيقية في إعمار وتنمية سيناء،

هل كان من الغريب أن تعمل الدولة في التنمية الزراعية أثناء محاربتها للإرهاب؟

أنا أعمل في سيناء منذ عقود، وكانت تصيبني الدهشة عندما نكلف من خلال وزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء بدراسات حصر وتصنيف الأراضي الزراعية في سيناء، بينما الدولة تحارب الإرهاب هناك، وفور الانتهاء من القضاء على الإرهاب أدركت حينها أن هذه رؤية استراتيجية ثاقبة من الدولة، التي كانت واثقة من قدرتها على دحر الإرهاب، وفي نفس الوقت تبني سيناء وتؤسس لمستقبلها.

كيف ساهمت البنية التحتية التي نفذتها الدولة في مختلف المجالات في دعم التنمية الزراعية هناك؟

لا توجد زراعة بدون بنية تحتية قوية من كهرباء وطرق ومدارس وغيرها، واليوم نستطيع نقل المحاصيل من شرق سيناء إلى مدن القناة بسهولة وسرعة كبيرة، بفضل الطرق والأنفاق والمعابر التي ربطت سيناء بباقي الجمهورية، وهذا ساهم في دعم التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية وهو ما لم يكن ممكنًا قبل سنوات.

كم يبلغ عدد التجمعات الزراعية الحالية؟ وهل هناك خطط لتوسيعها؟

لدينا 18 تجمعًا زراعيًا تنمويًا، منها 7 في جنوب سيناء و11 في الشمال، تم الانتهاء من تجهيز وزراعة 16 تجمعًا، ويتبقى تجمعان جاري استكمال أعمال الإنشاء بهما، على أن يتم طرحهما في احتفالات أكتوبر المقبلة، ويستفيد من هذه التجمعات 2122 أسرة ويُتوقع أن تستوعب نحو 12 ألف مواطن.

ما المساحة التي يحصل عليها المواطن عند الاستلام في التجمعات التنموية، وهل هناك تملك للأرض؟
كل منتفع في التجمعات التنموية بوسط وجنوب سيناء يحصل على قطعة أرض زراعية بمساحة 5 أفدنة، بالإضافة إلى منزل ريفي بمساحة 200 متر مربع، ضمن خطة الدولة للتنمية المتكاملة، والهدف هو تحقيق الاستقرار للسكان وتعزيز فكرة التوطين الحقيقي وليس مجرد الإعاشة المؤقتة.

ما هي المحاصيل التي تزرع في الأراضي التابعة لتلك القرى والتجمعات؟

الزيتون هو المحصول الرئيسي، ويتم تحميله بمحاصيل استراتيجية مثل القمح والشعير والفول، إلى جانب بعض محاصيل الخضر، ويتم الاعتماد بشكل أساسي على طرق الري الحديث في ري المحاصيل المختلفة.

هل تم دمج تقنيات تحلية المياه أو الطاقة المتجددة في هذه المراكز؟ وما أثر ذلك على استدامة النشاط الزراعي في البيئة الصحراوية؟

في سيناء، لا يمكن أن تكون هناك زراعة دون إدارة فعّالة للمياه، خاصة في ظل كونها منطقة صحراوية. لذلك، يتم الاعتماد بشكل رئيسي على نظم الري الحديث مثل الري بالتنقيط، الذي يعتبر الأنسب للمحاصيل الزراعية في هذه المناطق.

ومن خلال مركز بحوث الصحراء، قمنا بتوفير دورات تدريبية ودعم فني وإرشادي للمزارعين على كيفية استخدام هذه الأنظمة بشكل صحيح، لضمان الاستفادة القصوى من المياه المتاحة، وكذلك، يتم اختيار المحاصيل المناسبة لظروف البيئة الصحراوية

ما الأدوار التي يقوم بها مركز بحوث الصحراء لدعم المزارعين في سيناء؟

المركز يقدم خدمات إرشادية وفنية مهمة، خاصة أن كثيرًا من الوافدين للتجمعات التنموية ليست لديهم خبرة كافية بالزراعة في المناطق الصحراوية لأنهم من سكان الدلتا، وقمنا بتوفير وإطلاق عدد من المبادارات الإرشادية وتنظيم ندوات ميدانية وحقول إرشادية على أرض الواقع.

الإرشاد الرقمي ضرورة مهمة وواقع أصبح له أهمية كبيرة لدى المزارعين؟

بالطبع أطلقنا مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تزرع" عبر تطبيق واتساب، والتي تعمل على مدار 24 ساعة لتقديم الدعم الفوري للمزراعين كما نوفر فيديوهات ونشرات إرشادية للمزارعين.

المستلزمات الزراعية من مبيدات وأسمدة وغيرها هل يتم دعم المزارعين بها هناك؟

نوفر الأسمدة العضوية والمخصبات الحيوية التي ينتجها المركز، لتعويض النقص في الأسمدة المعدنية في بعض المناطق. كما نشارك في مبادرات تنموية صغيرة مثل تربية الدواجن والأغنام، وإنشاء محطات تحلية مياه في المناطق البعيدة.

ماذا عن توفير شتلات زراعية معتمدة للمزارعين في هذه التجمعات؟
نعم، نحن في مركز بحوث الصحراء نقوم بتوزيع شتلات الزيتون مجانًا على المزارعين في التجمعات التنموية، وذلك ضمن خطة تشجيع الزراعة في سيناء، ويتم إنتاجها في مشاتل المركز وفقًا لأعلى المواصفات، ويتم توزيعها مع الإرشاد الكامل حول زراعتها ورعايتها، خاصة وأن الزيتون من المحاصيل الملائمة للظروف المناخية والتربة في سيناء، ويحقق عائدًا اقتصاديًا جيدًا للمنتفعين.

هل هناك دعم آخر تقدمه الدولة للمزارعين في تلك التجمعات؟

أوجه الدعم لا تتوقف وتشمل جميع الفئات في المجتمع أو التجمع، فهناك دعم يتم تقديمه للمرأة الريفية من خلال توفير قطعان من الدواجن والطيور والماعز والخراف لتربيتها، وذلك لتتحول تلك التجمعات إلى قرى منتجة والأسر توفر مصدر رزق لها من خلال أعمال بسيطة، وذلك كله في إطار تمكين المرأة وتفعيل دور الأسر المنتجة.

لضمان الاستدامة والنجاح لابد من وجود تمويل وبخاصة للشباب من المنتفعين؟ هل هناك تعاون مع جهات تمويلية كالبنوك؟

في البداية، نشارك برأس مال المركز لإنشاء نماذج تنموية ناجحة ثم ندعو شركاء التنمية من االجهات التمويلة الوطنية كالبنوك للمشاركة في توسيع هذه النماذج، حيث وقّعنا بروتوكول تعاون مع أحد البنوك الوطنية لتمويل 40 مشروعًا في تجمع "ساحل القاع".

من أبرز الحوافز للمنتفعين والأهالي الحصول على عقود لتملك الأراضي؟ هل تم ذلك في أرض سيناء؟

تم لأول مرة في التاريخ، فالدولة المصرية قدّمت حوافز ملموسة لجذب المواطنين للاستقرار في التجمعات الزراعية الجديدة، خصوصًا في سيناء، من أبرز هذه الحوافز هو تمليك الأراضي للمستفيدين من المشروع. بتوجيه من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم إعداد وتسليم عقود مميكنة ومؤمّنة تضمن حقوق الملكية الكاملة للأراضي والوحدات السكنية داخل تلك التجمعات، وهذا القرار عزّز شعور المواطنين بالملكية والانتماء، ورفع من معدلات الإقبال على المشروع بشكل كبير. النهاردة، كل المنتفعين – وعددهم يتجاوز 2000 شخص – تسلموا عقود بيع نهائية تتيح لهم تملك الأرض والمنزل.

هل هناك تسهيلات أخرى تدعم استقرارهم واستمرارهم في الزراعة؟
نعم، بجانب تمليك الأراضي، الدولة وفّرت تسهيلات كبيرة في السداد تمتد على مدار 20 عامًا، لتخفيف الأعباء عن المستفيدين. كمان، تم توفير التقاوي المعتمدة للمحاصيل الأساسية بنصف الثمن، مع دعم يصل إلى 70% على المعدات الزراعية الحديثة.الدعم ليس ماديا فقط لكنه فني من خلال إنشاء حقول إرشادية، ويتم من خلالها تقديم الإرشاد الزراعي والتقاوي والمبيدات بالمجان للمزارع لضمان نجاح الزراعة واستدامتها في بيئة سيناء.

ما رؤيتكم لمستقبل التنمية الزراعية في سيناء؟

الحقيقة أنه ولأول مرة في تاريخ سيناء يكون هناك اهتمام كبير من خلال التنفيذ على أرض الواقع وهو ما تحقق حاليا بدعم وتوجيه القيادة السياسية، وأنه إذا استمر العمل بنفس وتيرة السنوات الخمس الماضية، فخلال عشر سنوات فقط ستتغير خريطة سيناء بالكامل، وهنا لا بد من توجيه رسالة لكل مستثمر ومزارع وهي أن سيناء اليوم أرض جاذبة، ومفتوحة أمام من يريد أن يبدأ حياة جديدة على أرض مباركة.

موضوعات متعلقة