«أحلام».. فنانة كوميكس تعيد إحياء «حواديت زمان»

حلم الطفولة كان يشغل تفكيرها طوال الوقت كي تكون رسامة كما أرادت وهذا ليس فحسب، بل أنها كانت رغبتها المُلحمة أن تكون رسامة لها تأثيرًا جديدًا عن غيرها، وأن تسلك الطريق المختلف بعيدًا عن التقليدية، هذه نبذة عن قصة نجاح أحلام جمال، فنانة الكوميكس التي أعادت إحياء حواديت زمان من خلال موهبتها الرسم.
«موهبة الرسم من صغري، واشتغلت مصممة جرافيك في مؤسسة صناع الحياة وكمان رسامة كوميكس بشكل حر»، هكذا كانت بداية حديث أحلام جمال لجريدة «النهار» وهي فنانة بصرية ورسامة كوميكس، وخريجة كلية فنون جميلة قسم جرافيك وزمالة لازورد للتنمية الاجتماعية في الجامعة الأمريكية، فكانت بداية الموهبة في مرحلة الطفولة عندما كان حلمها أن تصبح رسامة بسبب عشقها للفن والرسم والألوان، لذا فوجدت الدعم والتشجيع من عائلتها من خلال شراء الهدايا الخاصة بالألوان والأدوات الفنية فضلًا عن المشاركة في المسابقات الفنية في المدرسة وحينها كانت تحصد العديد من التكريمات.
«اتولدت فى بيت مؤمن بالدور المجتمعى، وبدأت أشارك فى أنشطة تطوعية مختلفة فى مصر القديمة»، من خلال هذه الكلمات أوضحت «أحلام» دور عائلتها في تحفيزها كي تكون مثلما تحلم رسامة ولكنها من خلال أيضًا المشاركة المجتمعية، فكانت بداية معرفتها بالكوميكس من خلال هدية في عيد ميلادها الـ 10 وهو كان عبارة عن كتاب فلسطين من شقيقها، وحينها تحدث معها في تطوير مهاراتها الفنية والبدء في عمل الكوميكس لمحاكاة المجتمع وسرد القصص والحواديت.
التحقت «أحلام» بكلية فنون جميلة كي تدعم موهبتها الفريدة بالدراسة، فكانت التجربة الأولى بالنسبة لها في مشروع تخرجها وكانت عبارة عن قصة عن علي الزئبق، لافتة:«المشروع عملته وبدأت افهم أكثر عن الزخارف والخطوط العربية في رسم الكاريكاتير».
بعد فترة قصيرة من الوقت، تعلمت «أحلام» فن الكوميكس، وحينها بدأت تفكر في التدوين والتوثيق البصري للتراث والحكايات الشعبية، موضحة:«أكبر تجربة غيرت وجهة نظرى للأشياء هى الكومكيس اللى عملت منظمة بلان عن الصحة النفسية للفتيات كنت رصد قصص البنات فى بلاد عربية مختلفة من ضمنه صديقة لى فى غزة رسم القصص والحلول المقترح وتقديمها بشكل سردى خلينى افهم أكتر توظيف فن الكومكيس فى التوثيق ورصد التغير ولما رسمت رحلات زملائى فى برنامج الزمالة لرصد التغيير ونظرهم للزمالة».
واجهت «أحلام» عدد من التحديات خلال مشوارها الفني، فكان التحدي الأول الصورة النمطية من المجتمع للفنانين، في الوقت ذاته أن المساحات الفنية للفنانات الكوميكس قليلة، قائلة:«الفكرة أننا كرسامات بنات بيكون فى تحديات كبيرة فى أننا نشتغل بمواهب بتاعتنا فى المجال بسبب قيود وصور مجتمعية نمطية للفنانات وبرضو القيود اللى بتحدد العمل من ساعات العمل المتأخر أو أنه فى تحديات فى إثبات موهبتنا ولما رجعت فى تاريخ الفن الموضوع غريب جدًا مثلًا زمان كل البيوت بتعلم بناتها الرسم بس مفيش لوحات باسم بنات وأننا لما نتكلم عن ده الناس تبدأ تستغرب فى ناحية أننا الستات عايزة ايه لو مجال الفن ده مجال ترفيه مفيش أى حاجة و مفيش فى أى مشكلة بسبب العدالة أو المساواة».
«بحاول طول الوقت ربط المجتمعات ببعض ومؤمنة جدًا أنه دى الطريقة الوحيدة أنه الفن يعبر عن الناس فى الشارع والناس اللى فى الشارع تحس أنه الفن جزء منهم فهنا الصورة هتتكسر».. هكذا تحاول «أحلام» أن تطور من موهبتها الفنية، كما أن أكثر الأمور التي تكون متحمسة لها هو العمل في تخصص الكوميكس كونها أنها تستطيع من خلاله سرد حكايات الناس ورؤيتهم للأحداث المختلفة، كما أن كل تجربة فنية تتعلم من خلالها حكاية أو تقنية فنية جديدة أو رسمة لزخارف.
تحلم أن يصل مشروعها «زمكان» ليكون سلسلة للتوثيق البصري كوميكس للحكايات التاريخية والتراث وربطها بالحاضر، موضحة:«زمكان قصة كوميكس بأسلوب كاريكاتير مع الزخارف، وكلمة زمكان هي كسر حجز الزمن والمكان عشان نشوف البعد الرابع للحياة».