ليال المحاربة.. قصة أمل صنعتها أم ودعم جسدته صديقاتها

حين يشتد الظلام، يبزغ الأمل كنور هادئ يبدد العتمة، هكذا وصفت والدة ليال قصة ابنتها، في منشور مؤثر على فيسبوك، يحكي رحلة طويلة من الألم، الإصرار، والمعجزات الصغيرة التي صنعت منها "مقاتلة" بحق.
ليال، الطفلة الجميلة، كانت تنمو بلا مشكلات صحية حتى أصيبت بمرض في عمر السنة والنصف، فتحولت حياتها فجأة إلى سلسلة من التحديات القاسية، دخلت في غيبوبة، قيل حينها إنها لن تفيق، لكن قدرة الله فوق كل شيء، فاستيقظت، ولكن بثمنٍ باهظ، فقدت بصرها ولم تعد قادرة على المشي، ورغم الصدمة، لم يستسلم والداها، بل تمسكا بالأمل، وخاضا معها رحلة علاج طويلة، نجحت خلالها في استعادة بصرها، ثم بدأت مرحلة أصعب، محاولات استعادة قدرتها على المشي، عبر عمليات معقدة ومؤلمة، انتهت بأن تمكنت ليال من الوقوف من جديد، وإن كان بصعوبة.
لكن أكثر ما لفت الأنظار في قصتها، كان الفيديو الذي نشرته والدتها، والذي حمل رسالة أعمق من مجرد توثيق لحظات تحدي ابنتها.
في زمن شهدنا فيه أحداثًا مؤسفة بين طلاب المدارس، جاء المشهد ليعيد إلينا الأمل في الجيل الجديد، ظهرت ليال محاطة بصديقاتها، وهن يشجعنها بكل حب، تضع إحداهن يدها في يدها، بينما تسندها الأخرى بحذر، تحرص على ألا تقع، وسط التصفيق والهتافات، لم تكن ليال وحدها من انتصرت، بل انتصرت القيم والمبادئ التي غرسها الأهل في تلك الفتيات، فكبرن على معنى "السند الحقيقي".
ما كتبته والدة ليال، وما وثقه هذا الفيديو، لم يكن مجرد قصة كفاح، بل درس في التربية، فالتربية ليست فقط كلمات تُقال، بل مواقف تُعاش، تُظهر أثرها في اللحظات الحاسمة، إنها الأساس الذي يبني مجتمعًا قائمًا على الحب، الدعم، والتكافل، حيث يكون النجاح فرديًا، لكنه مدعوم بجماعة تحتضنه.
رحلة ليال ما زالت مستمرة، لكنها تخوضها محاطة بدعوات والدتها، حب والدها، وأصدقاء يحملون معها ثقل الخطوات، دعاؤنا لها ولكل من يكافح بصمت، أن يمنحهم الله القوة ليواصلوا طريقهم، وأن تبقى التربية الصحيحة هي السند الذي لا يخيب.