هل انتهى عصر الأخلاق؟.. ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
اقيم أمس ندوة تناقش موضوع علاقة الأخلاق كمبحث فلسفي وإنساني بعصر التكنولوجيا بحضور كل من المستشار الدكتور ابو بكر الديب، والدكتور أحمد عبدالحليم عطية أستاذ الفلسفة بكلية الأداب جامعة القاهرة،والدكتورعبدالرحيم دقون استاذ الفلسفة بجامعة محمد السادس (المغرب)
"الفلسفة معنية بشكل رئيسي في ايجاد صيغ ملائمة لقيم في حياة الأنسان في عصر الذكاء الاصطناعي"
بدأ الكلمة دكتور أحمد عبدالحليم قائلاً: ان الاخلاق في عصر الذكاء الاصطناعي ليس المقصود بها معاملة الصديق مع صديقه وهكذا، ولكن البشرية جمعاء، فالاخلاق لها مركزيات ثلاث؛ اولها مع الدين: فالانسان هو محورها وعلاقة الإله بالأنسان. ثانيها: من منتصف القرن العشرين بدأت عن الاخلاق مع الطبيعة والعلوم الحديثة كالطب والتكنولوجيا وغيرها، في هذه المرحلة ظهر علوم جديدة كالأخلاق الحيوية الطبية وخلافها، والتي تتناول الأنسان الجديد والقدرات الخاصة والأستنتساخ وربما خلق للبشر! مما يطرح تساؤل؛ هل الانسان الطبيعي هو مركز الكون؟ ام الأنسان المُصنع الذي يختاروا جيناته الخاصة! المركزية الثالثة: هي المركزية التكنولوجية،وكأن هناك انسان بشري وانسان نتاج الثورة التقنية!
وأضاف: المخاوف الكبرى كانت حول مركزية الانسان في الكون واختياره من الاله، فهو خليفة الله على أرضه، لذا فأن العلاقة بين الانسان والدين هي محور الأخلاق. الذكاء الاصطناعي اصبح منافس وطارد ومقصي للأنسان، لذا فهناك نوع من التخوف، ولكن الذكاء الاصطناعي ما زال في مرحلة كونه محايد، والفكرة المطروحة الأن حول التعايش مع الذكاء الأصطناعي؛ فالذكاء الاصطناعي في حاجة شديدة للأنسان. ولكن على عكس ما يحدث الأن، فنحن في مباراة بين مركزية الانسان والأله.
البابا فرانسيس: الذكاء الاصطناعي شر ينطلق على كوكب الأرض
كلمة الدكتورعبدالرحيم دقون استاذ الفلسفة بجامعة محمد السادس (المغرب):
الذكاء الأصطناعي والذي اسميه أصطلاحيا التكنولوجيا الرقمية من المواضيع التي فرضت نفسها والتي لابُد من الحديث عنها، فنحن للأسف نعيش صدمة هذا التطور للتكنولوجيا الرقمية، والموضوع صعب من نواحٍ عدة، من بين الصعوبات التي تنتبه اليها الفلسفة؛ ما الاسئلة التي نحن بحاجة الى طرحها بالنسبة للتكنولوجيا الرقمية؟ الانسان! من هو الانسان؟ هو الشخص الذي يبرمج ويغذي تلك التكنولوجيا الرقمية، فكما نتحدث عن التكنولوجيا الرقمية فنحن نتحدث عن الانسان بشكل مركزي
فالتكنولوجيا الرقمية تهديد وجودي لنزع مركزية الإنسان، فكرة "السيطرة" ان الانسان قادر على السيطرة على الطبيعة، تلك المركزية مسيطرة على الانسان حتى اللحظة، فنحن نتحدث ليس فقط عن فهم الطبيعة بل السيطرة وربما خلق ظروف طبيعية، مما يوضح ان الانسان يحاول تغيير العالم نحو الافضل بشكل ما، ولكن مع ذلك فكرة السيطرة تخفي وراءها معضلة اكبر وهي السيطرة على الانسان نفسه، لذا نتحدث عن مركزية سيطرة الانسان الغربي على الانسان الشرقي.
واضاف: هناك نوع من التحيز في الذكاء الأصطناعي، ولذا نطرح علاقة الذكاء الاصطناعي بالسلطة وفكرة السيطرة، هل بإمكان جميع الناس الوصول لتلك التكنولوجيا؟ هل يمكن تحقيق العدالة الرقمية؟ التكنولوجيا هو نتاج بشري ولكنه يهدد الوجود المشترك بيننا.
كلمة المستشار الدكتور ابو بكر الديب:
قال: بدأت الاهتمام بالموضوع منذ ٢٠١٠ قبيل محاولة اسرائيل وروسيا وكوريا تطوير التكنولوجيا لديها لخدمة العلوم العسكرية، منذ بدء الحرب على غزة وظهور مشكلة الانفاق أعلن على استحياء استخدام الروبوتات لتدمير الأنفاق، ولم تنجح الفكرة التكنولوجية نتيجة للذكاء البشري وعدم قدرة الروبوتات للعمل في تلك الانفاق، وتمتم استخدامها في البيوت والمستشفيات والذي هو عمل غير انساني بالمرة.
وأضاف: اما عن السلطة وارتباطها بالذكاء الاصطناعي والتحيز؛ على سبيل المثال برامج الذكاء الأصطناعي عندما تحاول توظيف موظفين جدد وجنا انها تتجنب النساء وزوي البشرة السمراء! الست دول الكبري فرنسا واسرائيل وكوريا وبريطانيا كان رأيها في مفاوضات استمرت ١٠ سنوات حصيلتها اصرار تلك الدول على نقطة واحدة؛ حول مشروعية استخدام الذكاء الأصطناعي في الحروب. على الرغم من وجود اكثر من ٢٠ تخصص حاضر بتلك الإجتماعات ابدوا كلهم رأي مخالف لبعضهم البعض. من تخصصات مثل الفلسفة والطب والأجتماع والسياسة وغيرها.
وأستكمل: انقسم الرأي الأول إلى حظرها في الاعمال العسكرية نظراً لخطورتها، الرأي الثاني اباح استخدامها وذلك لحماية القوات البشرية من العوامل التي يمكن الا ينجو منها الأنسان، وكان رأي الدول الستة بأنها طالبت التوقف عن ابداء الرأي حول استخدام التقنيات في الحروب، على الرغم من استيعابهم وفهمهم لمدى قدرة التكنولوجيا. فأختلاط التكنولوجيا مع السلطة خلق لنا سلطوية مركزية.