رأفت الشرقاوي: أمريكا قدمت نفسها لعقود على أنها الدولة التي تؤمن بقيم الحرية والديمقراطية

قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إن الرئيس السيسي يعلنها للعالم لا نشارك فى الظلم ، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدًا أن ثوابت الموقف المصري التاريخى للقضية الفلسطينية لا يمكن أبداً التنازل بأي شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية و”ويليام روتو” رئيس جمهورية كينيا.
وفيما يتردد حول موضوع تهجير الفلسطينين، قال الرئيس السيسى:” لا يمكن أبداً التساهل أو السماح به لتأثيره علي الأمن القومي المصري”، مضيفًا:”مصر عازمة علي العمل مع الرئيس الأمريكي ترامب للتواصل لسلام منشود قائم علي حل الدولتين”، “لا يمكن أبدا التساهل مع الثوابت المصرية”.
مشددا على أن هناك حقوق تاريخيّة لا يمكن تجاوزها وشدد الرئيس السيسى، على أن هناك حقوق تاريخيّة لا يمكن تجاوزها، مشيرًا إلى أن الرأي العام المصري والعربي والعالمي يري أن هناك ظلم تاريخي وقع علي الشعب الفلسطيني طوال 70 عامًا.
ولفت اللواء رأفت الشرقاوي إلى أن الحجاج بن يوسف الثقفي" قال: عن المصريين في وصيته للقائد "طارق بن عمرو" : (لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل , فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم , وما أتي عليهم قادم بخير إلا التقموا كما تلتقم الأم رضيعها وما أتي عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب , وهم أهل قوة وصبر وجلده وحمل , ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم , فهم إن قاموا لنصرة رجل ماتركوه إلا والتاج علي رأسه , وإن قاموا علي رجل ماتركوا إلا وقد قطعوا رأسه , فأتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم، فإنتصر بهم فهم خير أجناد الأرض , وأتق فيهم ثلاثاً : نسائهم فلا تقربهم بسوء , والا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها – ارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم – دينهم وإلا أحرقوا عليك ديناك وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليهم أحلام أعدائهم وأعداء الله).
وأشار إلى أن أمريكا قدمت نفسها لعقود على أنها الدولة التي تؤمن بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية، وتعمل على نشرها، بل خاضت حروبًا "من أجلها"، ولكننا الفلسطينيين وأبناء هذه المنطقة، يعرفوا جيدًا الأسباب الحقيقية لهذه الحروب ، وأنها أبعد ما تكون عن قيم العدالة والحريّة ، قد لا يختلف اثنان على أن "إسرائيل" كانت لعقود شأنًا داخليًا في واشنطن، حتى إن البعض يصفها بالولاية الواحدة والخمسين، ولكن، وإن كان هذا شأنًا أميركيًا داخليًا، وقد لا يكون مناسبًا التدخل فيه، أما وإن أميركا تصدّر نفسها باعتبارها القوة العظمى في العالم والمعنية بالأمن والاستقرار العالمي، وخاصة في منطقتنا، وأنها تحتكر الملف الفلسطيني منذ عقود، وتمنع أي طرف بالتدخل فيه، بما في ذلك الأمم المتحدة والتي على أساس قراراتها نشأ هذا الكيان بعد قرار التقسيم المشؤوم، أما وإن سياسات الكيان وقراراته تنعكس بشكل مباشر على الفلسطينيين وعلى مستقبلهم ، فأعتقد أنه من حقنا الكامل والمشروع أن نسأل الولايات المتحدة بكل مستوياتها القيادية عن السبب والحكمة في استقبال نتنياهو، وأن تفتح له كل الأبواب؟ إما أن القيادات الأميركية لا تعلم بما يرتكبه نتنياهو وحكومته من جرائم وصلت إلى حد الاتهام من قبل محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية للفلسطينيين، وهذه مصيبة، أو أنهم يعرفون جيدًا ما تقترفه هذه الحكومة العنصرية من جرائم ومع ذلك هم مصرّون على استقباله والاحتفاء به، وهذه المصيبة العظمى.
وأوضح اللواء رأفت الشرقاوي أن الفلسطينيين لأكثر من سبعة عقود يعانوا من احتلال غاشم مارس القتل والتطهير العرقي والعنصرية منذ نشأته ، ولكن كل هذا لم يكن متاحًا له لولا الدعم الكبير الذي تلقاه من دول الغرب عمومًا ومن الولايات المتحدة على وجه الخصوص ، إن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين ، كانوا يقتلون ومازالوا بالسلاح الأميركي، أو بالمال الأميركي المخصص لشراء السلاح بمختلف أشكاله.
مؤكدا على أنه ما كان لهذا الكيان أن يفلت من الحساب والعقوبة على ما اقترفه من جرائم لولا الحصانة التي منحته إياها الولايات المتحدة، فكم من مرّة استعملت أميركا "الفيتو" في مجلس الأمن لحماية الكيان وتحصينه من العقاب وكم من قرار صدر في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبقية المؤسسات الأممية وضربت به حكومة "إسرائيل" عرض الحائط استنادًا إلى الدعم الأميركي المطلق لهذه العربدة والتصرف كدولة فوق القانون.
دور الوسيط الحصري
كما تولّت الولايات المتحدة دور الوسيط الحصري بين طرفَي الصراع بعد توقيع اتفاقية أوسلو، فماذا كانت النتيجة؟ إنهم لم يكونوا وسيطًا نزيهًا على الإطلاق، بل على العكس أعطوا الغطاء السياسي والدبلوماسي، وكذلك الوقت للحكومات المتعاقبة في الكيان لتنفيذ أجنداتها التي تقوم على إنكار أي حقوق للفلسطينيين في وطنهم.
موضحا أن كل هذه الجرائم ما كانت لتحدث لولا الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، عسكريًا وأمنيًا استخباراتيًا، وماليًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، فمنذ اليوم الأول وعلى لسان كل قادتها أطلقت الولايات المتحدة اليد الإسرائيلية لتفعل ما تريد دون خوف من أي عقاب، بل إن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن تماهى مع الكيان وأهدافه، فقال في اليوم الأول: "جئت ليس فقط كوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية وإنما أيضًا كيهودي" ، الشعب فلسطيني ورغم الأثمان الكبيرة التي دفعها ويدفعها على طريق الحرية والكرامة والاستقلال، مطمئنون لمآلات نضالهم ، فهذه هي طبائع الأمور وسيرة كل الشعوب التي سلكت هذا الطريق، سيصلوا يومًا ما ويحتفلوا بقيام دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، شاء من شاء وأبى من أبى.