مع انتشار نزلات البرد.. كيف تحمي نفسك من فيروسات الشتاء؟
تنتشر في الفترة الأخيرة نزلات البرد والإنفلونزا بالتزامن مع فصل الشتاء وبرودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة، ومن ثم بسبب زيادة الإصابة بهذا الفيروس الموسمي خلال فصل الشتاء، يبحث الجميع عن الأسباب وطرق الوقاية والخطوات الطبية التي تساعد على تعزيز الصحة والمناعة خلال الموسم البارد.
وفي السياق ذاته، قال دكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن أنواع الفيروسات المعدية المنتشرة في فصل الشتاء تزداد الإصابة بالعديد من الفيروسات المعدية نتيجة للبرودة وتجمع الناس في أماكن مغلقة، مما يسهل فرص انتقال العدوى، لافتًا أن هناك أنواع من الفيروسات الخاصة بالجهاز التنفسي والتي يكون من أهمها الإنفلونزا الموسمية والتي تنتشر بشكل كبير في الشتاء وتسبب أعراضًا تشمل الحمى، والسعال وآلام العضلات والتهاب الحلق.
وتابع عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة خلال تصريحاته الخاصة لـ«النهار» أن هناك نوع آخر وهو الفيروس المخلوي التنفسي، والذي يصيب الأطفال بشكل خاص، وقد يؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب الشعيبات الهوائية أو الرئتين، والنوع الثاني يكون عبارة عن فيروسات نزلات البرد والتي تنقسم إلى الفيروسات الأنفية والتي تكون المسبب الرئيسي لنزلات البرد الشائعة، بالإضافة إلى الفيروسات الغدية والتي تسبب التهابات تنفسية وأحيانًا مشكلات هضمية أو عينية، فضلًا عن الفيروسات التاجية والتي تسبب طيفًا من الأمراض التي يتراوح بين نزلات البرد البسيطة وأمراض تنفسية شديدة.
وأضاف، أنه هناك نوع ثالث وهو الفيروسات المتعلقة الخاصة بالجهاز الهضمي، والتي تتنوع بين فيروس نورو، والذي ينتشر في التجمعات المزدحمة ويسبب التهاب المعدة والأمعاء مع قئ وإسهال، بالإضافة إلى غيروس الروتا، والذي يصيب الأطفال ويؤدي إلى الإسهال الحاد والجفاف، فضلًا عن فيروس الهربس البسيط الذي ينشط أحيانًا مع انخفاض مناعة الجسم.
وأشار إلى أنه، هناك عدد من الفئات الأكثر عرضة لأمراض الشتاء، والتي يكون من بينهم النساء الأكثر تأثرًا بالبرد من الذكور، وتزداد التهابات الأنف والحلق أيضًا في أمهات الأطفال لبقائن فترات أطول مع الأطفال.
وكشف، أنه تزداد مشكلات البرد مع الأطفال الرضع أقل من سنة واحدة، بالإضافة إلى كبار السن، وأمراض القلب، والدورة الدموية، والمدخنين، فضلًا عن الأطفال المولودين في الخريف وذلك لأنه ترتفع لديهم نسبة الإصابة بالربو الشعبي.
أوضح، أن نزلات البرد هي أكثر الأمراض شيوعًا، وتصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي بفيروس من فيروسات البرد التي يصل تعدادها إلى حوالي المائتين، لافتًا أن معدلات نزلات البرد تكون أعلى في الأطفال، وتتكرر نزلات البرد فيهم عدة مرات خاصة أطفال المدراس.
وكشف، أنه تتواجد فيروسات نزلات البرد طوال العام، ولكنها تزداد في فصل الخريف والشتاء، والإنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية شيوعًا وشدة وتنتشر في فصلي الخريف والشتاء، وتصيب 5% -15% من البشر سنويًا.
وسرد، أنه تشمل طرق العدوى بفيروسات الإنفلونزا العطس، والسعال، والاتصال أو التلامس اليدوي، وتعيش فيروسات الإنفلونزا على الأسطح لعدة ساعات، أمراض الحساسية تكون عبارة عن حساسية الصدر، وحساسية الأنف، وحساسية العين، وحساسية الجلد وجفاف الجلد، مضيفًا أن هناك عدة طرق للوقاية من فيروس البرد المنتشر خلال هذه الفترة، والتي يكون من بينها: الاهتمام بالنظافة الشخصية، غسل اليدين بانتظام، تجنب لمس الوجه إلا بعد غسل اليدين، تعزيز الجهاز المناعي من خلال تناول غذاء صحي غني بالفيتامينات بالأخص فيتامين سي ود، وشرب السوائل الدافئة، فضلًا عن ذلك ضرورة تجنب التجمعات المزدحمة، خاصة في الأماكن المغلقة قليلة التهوية، كما أنه يجب استشارة الطبيب عند ظهور أعراض شديدة مثل ارتفاع الحرارة لفترة طويلة أو صعوبة التنفس.
ولفت، لأهم الطرق العلاجية التي تساعد على تخطي دور البرد المنتشر، والتي يكون من بينها: الراحة، السوائل الدافئة، مخفضات الحرارة التي يصفها الطبيب، كما أنه يجب الأخذ في الاعتبار الامتناع عن المضادات الحيوية لأنها تعمل ضد الفيروسات.
وأوضح، عدة طرق لتقوية المناعة لمواجهة الفيروسات المعدية، من خلال تعزيز المناعة كوسيلة فعالة للوقاية من الفيروسات التنفسية المعدية، خاصًة في فصل الشتاء حيث تزداد معدلات الإصابة.
وأكد، على ضرورة تعزيز المناعة من خلال متابعة نهج متكامل يشمل النظام الغذائي، النشاط البدني، والنمط الحياتي الصحي، إليك أهم الطرق:
التغدية السليمة: من خلال الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، كون أن فيتامين سي يعزز إنتاج خلايا الدم البيضاء ويقلل من مدة الإصابة، ويوجد في الجوافة والكيوي والبرتقال، والفلفل الأحمر، بالإضافة إلى فيتامين د كونه ضروريًا للمناعة، ويمكن الحصول عليه من أشعة الشمس أو الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض، والزنك والذي يساعد في تقوية المناعة ويوجد في المأكولات البحرية والمكسرات والبقوليات، بالإضافة إلى البروتينات التي تعزز إنتاج الأجسام المضادة وتوجد في اللحوم البيضاء، والبيض ومنتجات الألبان، والأطعمة المضادة للأكسدة مثل التوت، والجوز، والبروكلي.
شرب السوائل بكثرة: والتي يكون من أهمها الماء كونها تساعد على الحفاظ على الترطيب ضروري لصحة الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى المشروبات الدافئة مثل الزنجبيل بالليمون، والشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة.
النوم الجيد: وذلك من خلال المدة التي تصل من 7: 8 ساعات يوميًا والذي يعزز من عمل الجهاز المناعي، يتم إنتاج خلايا مناعية أثناء النوم.
ممارسة الرياضة: النشاط البدني المعدل مثل المشي أو التمارين المنزلية، الذي يعزز الدورة الدموية وينشط الجهاز المناعي، بالإضافة إلى تجنب التمارين العنيفة التي قد تسبب إجهادًا للجسم.
تقليل التوتر والإجهاد: التوتر المزمن يؤدي إلى إفراز مواد تضعف المناعة مثل الكورتيزول.
تنقيات الاسترخاء: التأمل والتنفس العميق.
الحفاظ على النظافة الشخصية: من خلال غسل اليدين بانتظام عن طريق الاستعانة بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو عن طريق استخدام معقم اليدين عند عدم توفر الماء، وتجنب لمس الوجه أو العينين والأنف والفم بيدين ملوثة.
تجنب التدخين والأماكن الملوثة: التدخين يضعف مناعة الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة.
استخدام العلاجات الطبيعية: والتي يكون من أهمها العسل كونه يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، بالإضافة إلى الثوم كونه يحتوي على مركبات تعزز مناعة الجسم، فضلًا عن الكركم والذي يكون غنيًا بمادة الكركمين المضادة للالتهاب.
التطعيمات الوقائية: من خلال الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي.
تهوية المنازل وأماكن العمل: من خلال فتح النوافذ بانتظام لتجديد الهواء وتقليل تركيز الفيروسات في الهواء.
نصائح للالتزام بأهم الإجراءات الاحترازية للحماية من الفيروس المنتشر:
الكمامة ضروري في الأماكن المغلقة والمزدحمة وسيئة التهوية.
الإجراءات الاحترازية خاصة مع الذين يعانون من قلة المناعة.
تهوية المنزل وأماكن العمل بانتظام.
تنظيف الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر مثل مقابض الأبواب والهواتف، باستخدام مطهرات فعالة.
توعية وتثقيف الأطفال من خلال تعليمهم أهمية غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال أو العطس، وتشجيعهم على عدم مشاركة الأغراض الشخصية مثل الأكواب أو المناشف.