معهد الكبد القومي بالمنوفية يحذر المصريين من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
نظم معهد الكبد القومي فعالية توعية موسعة حول أزمة مقاومة المضادات الحيوية، وذلك تزامنًا مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، بحضور نخبة من الخبراء والأطباء لمناقشة هذه القضية الملحة وأثرها على الصحة العامة.
ناقشت الدكتورة هبة قطب، رئيس هيئة الدواء المصرية فرع المنوفية، دور الهيئة في تنظيم وتسجيل وتداول الأدوية المضادة للبكتريا في مصر.
وأوضحت الجهود التي تبذلها الهيئة لضمان سلامة وفعالية هذه الأدوية، وتوعية الأطباء والصيادلة والجمهور بأهمية الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
كما استعرضت الدكتورة عزة لبيب، رئيس قسم المايكروبيولوجي والمناعة كلية طب جامعة المنوفية، تحديات مقاومة الميكروبات المتعددة الأدوية، وأكدت على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال.
وأشارت إلى دور المختبرات في التشخيص الدقيق والسريع للعدوى، ورصد أنماط المقاومة، وتقييم فعالية المضادات الحيوية.
وحذرت الدكتورة أسماء الجارح من خطورة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، مؤكدة أنه السبب الرئيسي وراء ظهور البكتيريا المقاومة للأدوية.
كما أشارت إلى أن الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية، مثل عدم إكمال الجرعة الموصوفة، يفاقم هذه المشكلة، وتتجاوز خطورة مقاومة المضادات الحيوية الإطار الصحي لتؤثر على مختلف جوانب الحياة.
بالإضافة إلى زيادة معدل الوفيات الناجمة عن العدوى، فإنها تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتهدد الأمن الغذائي، وتعرقل التقدم في مجال الطب.
كما دعت الجارح إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التحدي، ومن أهمها ترشيد الاستخدام فقط عند الضرورة ووفقًا لوصفة الطبيب، نشر الوعي بأهمية الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية بين الجمهور، ضرورة الاستثمار في تطوير أدوية جديدة قادرة على مكافحة البكتيريا المقاومة، أهمية تضافر الجهود على مستوى العالم لمواجهة هذه المشكلة المشتركة.
وأوضح الدكتور ماجد فؤاد أن مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العالمية.
وفي هذا السياق، تكتسب برامج إشراف المضادات الحيوية أهمية بالغة لضمان استخدامها الرشيد وفعاليتها على المدى الطويل، مما يساهم في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية. ومع ذلك، تواجه هذه البرامج تحديات عديدة تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية لضمان نجاحها.
كما أضافت الدكتورة دعاء حسن، إخصائي مكافحة العدوى بمجموعة كيلوباترا، العديد من التوصيات لتحقيق أقصى استفادة من المضادات الحيوية والحفاظ على فعاليتها حيث يجب اتباع التعليمات الطبية بدقة. من تناول الجرعة الكاملة والمحددة في الوقت المحدد، حتى عند الشعور بالتحسن، تجنب مشاركة المضادات الحيوية مع الآخرين، ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء جديد. كما يجب الانتباه إلى أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات، مثل نزلات البرد والإنفلونزا. من الضروري أيضًا الالتزام بنمط حياة صحي، مثل غسل اليدين بانتظام وتناول غذاء متوازن، للمساعدة في الوقاية من العدوى.
من جانبه أشار الدكتور أسامة حجازي، عميد المعهد إلى أهمية هذه الفعالية في تسليط الضوء على خطورة مقاومة المضادات الحيوية، والتي تشكل تهديدًا صحيًا عالميًا جسيمًا. فمقاومة المضادات الحيوية تهدد بجعل العديد من الأمراض التي كانت قابلة للعلاج قاتلة مرة أخرى، كما أنها تؤثر سلبًا على الأنظمة الصحية والتنمية الاقتصادية. لذلك، بات من الضروري تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بدءًا من الحكومات وصولًا إلى الأفراد، للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
وأكد حجازي أن حماية صحتنا وصحة الأجيال القادمة تستوجب منا جميعًا العمل بشكل جماعي لمواجهة هذا التحدي الصحي الكبير.
اختتم اليوم بجلسات نقاش مفتوحة غنية بتبادل الخبرات والمعارف حول أهمية الإشراف الدقيق على استخدام المضادات الحيوية.