كيف أصبح غلاء الأسعار دافعًا للإقلاع عن التدخين
يعتبر التدخين من أكثر العادات الصحية المدمرة التي تهدد حياة الأفراد وعلى الرغم من محاولات العديد من الحكومات والهيئات الصحية للحد من انتشار هذه العادة، إلا أن نسبة المدخنين لا تزال مرتفعة في مختلف أنحاء العالم، لكن مع زيادة الوعي الصحي، بدأ الكثيرون في التفكير بجدية في الإقلاع عن التدخين بسبب تأثيراته السلبية على الصحة، فضلاً عن تكاليفه الاقتصادية المرتفعة في الآونة الأخيرة، ويظهر أن هذا الارتفاع في الأسعار قد يكون له دور كبير في تحفيز المدخنين على التوقف عن التدخين، حيث يساهم في تقليل القدرة على تحمله اقتصاديًا، مما يضع مزيدًا من الضغط على الأفراد لاتخاذ خطوة الإقلاع.
الإقلاع عن التدخين
وفي سياق ذلك، يروي عادل سعيد، الذي يبلغ من العمر 31 عامًا، في تصريح خاص لـ "النهار"، تجربته الشخصية في الإقلاع عن التدخين، موضحًا أن السبب الرئيسي في الإقلاع عن التدخين، هو ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ، حيث أن مع كل زيادة في السعر، كان يشعر أنه يدفع مالًا ضائعًا مقابل عادة تضر بصحته وتؤثر على أسرته، مشيرًأ إلى أن في البداية كان السعر المرتفع سببًا محتملاً للتقليل من عدد السجائر التي يدخنها، ولكن مع مرور الوقت أصبح من غير المنطقي الاستمرار في إنفاق هذا المبلغ الضخم على شيء يعرضه لمخاطر صحية كبيرة.
ومن جهته، استعرض الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الآثار المباشرة للإقلاع عن التدخين على الجهاز التنفسي والرئة، مؤكدًا أن ترك التدخين يُعدُّ خطوة مهمة لتحسين صحة الجهاز التنفسي وتظهر آثاره الإيجابية بسرعة نسبيًا على الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام، حيث يؤدي إلى تحسين وظائف الرئة، تقليل إنتاج المخاط، تعزيز المناعة الرئوية، بالإضافة إلى أنه على المدى البعيد تستمر الرئتان في التعافي ويتم إصلاح التلف التدريجي في أنسجتهما.
حساسية الصدر
وأكد "بدران"، أن دعم هذه الفوائد يتتطلب تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة (مثل الفواكه والخضروات) وشرب الماء بوفرة مما يساعد في تسريع التعافي، لافتًا إلى أن التعرض المستمر للتدخين السلبي يمكن أن يؤخر التعافي التام ويزيد من احتمال تطور مشكلات صحية على المدى البعيد.
وقدم عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بعض الإرشادات التي يجب أن يتبعها تاركي التدخين لكي لا يعود إلى التدخين مرة أخرى، والتي تكمن في طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، أو الانضمام إلى مجموعات دعم سواء على الإنترنت أو في المجتمع، تحديد محفزات التدخين، التعرف على المواقف التي كانت تشجع على التدخين واستبدالها بعادات صحية واستشارة طبيب متخصص في علاج الإدمان.
الصحة النفسية
وفي سياق متصل، قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن الإقلاع عن التدخين يؤثر بشكل ملحوظ على الحالة النفسية، حيث يشعر المدخن بعد الإقلاع عن التدخين بمجموعة من التغيرات النفسية التي قد تكون صعبة في البداية وتحتاج إلى دعم نفسي لتجاوز هذه المرحلة، موضحًا أن التدخين يتيح للدماغ شعورًا مؤقتًا بالراحة بسبب النيكوتين وعند التوقف عن التدخين يتعرض الشخص لزيادة مستويات القلق والتوتر بسبب الانسحاب من هذه المادة، بالإضافة إلى الشعور بالعصبية والاكتئاب.
وأشار "هندي"، إلى أن الإقلاع عن التدخين، رحلة معقدة لا تقتصر فقط على التخلص من العادة الجسدية، بل تشمل أيضًا التعامل مع مشاعر نفسية قد تكون صعبة في البداية ولكن من خلال الدعم النفسي وممارسة تقنيات الاسترخاء وتبني أسلوب حياة صحي، يمكن التغلب على هذه التحديات.