علماء نفس واجتماع يوضحون كيف أصبح هوس التصوير جزء من ثقافة السوشيال ميديا
أصبح هوس التصوير جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، في عصر يتسم بتسارع التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الكاميرات في الهواتف الذكية رفيقًا دائمًا، تحمل معها شغفًا متزايدًا لعرض الحياة بطريقة مثالية ولم يقتصر الهوس بالتصوير فقط على توثيق اللحظات العادية، بل أصبح نوعًا من التنافس الاجتماعي.
هوس التصوير من الجانب النفسي
وفي تلك السياق، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لـ "النهار"، إن هوس التصوير قد يكون ناتج عن عوامل نفسية وأخرى اجتماعية، في عصر السوشيال ميديا، الذي أصبحت الصور والفيديوهات فيه تهيمن على تجربة المستخدم، مما أدى إلى تحوّل كل لحظة عابرة إلى فرصة لتوثيقها ومشاركتها، من المناسبات الكبرى إلى اللحظات العادية.
وأشار "فرويز"، إلى أن الأشخاص في عصرنا الحالي، أصبحت تبحث عن الشهرة بأي وسيلة تحقق لها تلك الهدف، حيث تُعتبر الصورة الجذابة أو الفيديو المبتكر مؤشرًا على النجاح في عالم رقمي متسارع.
هوس التصوير من الجانب الاجتماعي
ومن جهته أكدت مي حسن أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها، أن هوس التصوير في زمن السوشيال ميديا، يعكس تحولاً عميقًا في سلوكيات الأفراد والعلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى الهوية الثقافية، موضحة أن الصور أصبحت وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الهوية، وليست تقتصر فقط على أنها وسيلة للتوثيق.
وأشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى أن هناك الكثير من الأفراد يربطون قيمة وجودهم الاجتماعي بعدد المتابعين والاعجابات لديهم على منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تراجع قيمة اللحظات الحقيقية من أجل التعايش في هذا العالم الافتراضي.
وقالت، إن تعزيز التواصل المباشر مع الأصدقاء والعائلة بدلاً من الاعتماد على الصور ومشاركتها أمر بالغ الأهمية للتغلب على هذه المشكلة.