وثائقي نتنياهو الأخير.. فساد داخلي أم تضحية بمجرم حرب لتغيير الأستراتيجية!

نشر في الفترة الأخيرة فيديو وثائقي خاص بخصوص تحقيقات الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو الوثائقي يتحدث عن تلاعب نتنياهو في السنوات القليلة في مخالفة القوانين لمصالح شخصية، من خلال التربح وتحصين موقفه امام المعارضة وخصومه. عبر تسريبات للتحقيقات مع نتنياهو نفسه وبعض المتهمين في القضية نشرها صحفي اسرائيلي.

الوثائقي أثار صدى عالمي، حتى انه تم منع إذاعته في إسرائيل بناء على طلب نتنياهو نفسه، تحت زعم إحتوائه على معلومات حساسة تخص أمن إسرائيل وايضاً تصرح بمعلومات من شأنها الأضرار بالشأن الأسرائيلي الخارجي. الوثائقي يتعرض لتضييق شديد عبر المنصات، ولكنه مع ذلك انتشر بشكل يصعب إحتوائه حالياً.

فيما يلي اهم نقاط الموضوعات التي ناقشها الفيلم الوثائقي والتي أثارت الجدل بشكل كبي

ملفات بيبي (نتنياهو) وأرتباطاتها المختلفة وتأثيرها على صناعة السياسات الداخلية والخارجية:

"نتنياهو يحاول جعل المجتمع دائماً في خطر، لأقناعهم بضرورة وجودة في السلطة"

قال صحفي التحقيقات الأسرائيلي رافيف دروكير: نتنياهو وعائلته يعتبرونني أسوء أعدائهم، فقد حاولوا مقاضاتي أكثر من مرة ولكنهم لم يستطعوا لأنه لم تكن هناك قضية من الأساس، ومارسوا ضغط على القناة التي أعمل بها فأجبروني على اجازة، فقد كان الخيار اما انا او القناة.

"عندما تقوم بمثل هذه الأفعال العديد من المرات بلا أي محاسبة يترسخ في ذهنك بانك منيع لا يمكن لاحد محاسبتك"

وأضاف: للعديد من السنوات كانت لدى نتنياهو العديد من قضايا الفساد، مرتبطة بصفقات فاسدة ايضاً مقابل هدايا. التحقيق في فساد نتنياهو بدأ في 2016، استجوبت فيه الشرطة المئات من الشهود على مدار ثلاث سنوات. بعض هؤلاء الشهود تم استجوابهم أكثر من مرة في مناسبات عديدة، نظراً لطبيعة المنصب السياسي لنتنياهو، مما منحنا الفرصة لأستجواب مراكز القوة في اسرائيل، وطرح أسئلة عليهم لم تطرح من قبل.

حيث كانت التحقيقات متعلقة بهدايا وعزائم من أصدقاء نتنياهو الأثرياء.

المحققين: السؤال التالي متعلق بك وبأفراد أسرتك، هل أستلمت اي هدايا او مساعدة من رجال الأعمال في العقد المنصرم؟

نتنياهو: هدايا؟ انا استقبل هدايا من الأصدقاء والمعارف المقربين مثل سيجار وأشياء من هذا القبيل. ولا يعتبر هذا مخالف للقانون كما أعرف.

المحققين: هل يمكن أخبارنا بمن هم أصدقائك المقربين؟ وكيف تُعرف الأصدقاء المقربين، وماذا حصلت منهم؟

نتنياهو: أصدقاء مقربين جداً، أعرفهم منذ سنوات عديدة.

المحققين: من هم؟

أرنون ميلشن رجل الأعمال القريب جداً من نتنياهو:

الصحفي رفيف: اذا اردت ان نتنج فيلم هوليودي عن الأسلحة وتجارتها الرابحة عبر نموذج اسرائيلي فالمنتج سيكون أرنون ميلشن، فهي بالنسبة له سيرة ذاتية. ارنون ميلشن شخص اسرائيلي تحول من مجرد معجب لأهم منتجي هوليود، مستقره الأساسي في الولايات المتحدة، ولكنه على تواصل دائم بإسرائيل، بالأخص مع رئيس الوزراء الأسرائيلي. الكل يعرف انه ان اراد شخص ما التحدث مع بيبي فليتحدث لأرنون، العلاقة ما بينهم تسوى الكثير.

وأضاف: قد وضع ارنون نفسه في شبهه ارتباط السياسة بمصالحه الشخصية، فهو كان الشخص الوحيد القادر على التواصل مع بيبي بشكل مباشر دون غيره، فأن أحتاج أرنون شيء يمكنه ببساطة رفع سماعة الهاتف ومحادثة نتنياهو بكل سهولة.

المحققين: لماذا لا يستطيع رئيس الوزراء شراء احتياجاته بنفسه؟

أرنون: أسألوه

المحققين: نحن نسألك انت، لأنك الوحيد الذي طلب من شراء حاجاته.

أرنون: لأنه عندما طلب مني وهو رئيس الوزراء.. كيف أشرح هذا؟ انا أريد ان اساعد الدولة.

المحققين: كيف تساعد الدولة؟ هل قيادة الدولة أسهل مع زجاجة من الشمبانيا؟

أرنون: أنظر.. انا امنح هدايا، ماذا في ذلك؟ بالنسبة لي ليس الأمر نهاية العالم، ولا يؤثر على أموري المادية.

المحققين: هل اعطيت أخرين هدايا؟ لسياسين أخرين مثل نتنياهو؟

أرنون: اجابتي هي لا

المحقق: هل أعطيتهم شامبانيا ام اوصلها لهم السائقين على فترات؟

أرنون: عندما أذهب للقاء رئيس الوزراء بنفسه احملهم معي في مبرد.

المحقق: دعني أسالك، كيف يشعرك هذا؟ زجاجات من الشمبانيا والتي تكلف كل مرة مئات من الدولارات.

أرنون: كيف يشعرني؟ دعني أقل لك.. شعرت بان زوجة رئيس الوزراء ستعذبه اذا لم تتلقى بعض الزجاجات لتشربها. كما ترى عندما يتعلق الموضوع بسيجار او شامبانيا فأنها امور صغيرة، ولكن مجوهرات فانها تحتاج لموافقة.

المحقق: موافقة من؟

أرنون: ذهبت لرئيس الوزرء لأحدثه بشكل شخصي أن كان الامر مسموح به بشكل قانوني، وافق نتنياهو ضاحكاً "يمكن للصديق مهداه صديقه ولكن الهدية لا تكون منزلاً"، هكذا فأن كان الأمر مسموح به عند رئيس الوزراء قائلاً بأنه قانوني فأني موافق.

المحقق: هل تحدث مع نتنياهو في مسائل سياسية

أرنون: لا بالطبع.. أبداً

الصحفي رافيف: تلك القضية في الواقع في غاية من السهولة، سارة زوج نتنياهو رئيس الوزراء أستقبلت هدايا بما يقارب من مليون دولار. أنهم حقاً في حياة مترفة. على الجانب الأخرنتنياهو قام بالعديد من الخدمات لأرنون ميلشن. وهذا هو تعريف الرشوة، رشوة رئيس الوزراء الأسرائيلي، وهذا ما يدور حوله التحقيق.

فقد كان لأرنون أهتمامات اقتصادية، على سبيل المثال الضرائب، فقد ساعده لدفع اقل مبلغ من الضرائب. وهو الأمر الذي انكره نتنياهو زاعماً بأنه لا يناقش أمور العمل مع الاصدقاء مطلقاً.

تعتبر الهدايا ممنوعة على اصحاب المناصب الرسمية في اسرائيل، وتعد جريمة رشوة مكتملة الأركان، راح ضحيتها من قبل رئيس ووزير مالية لخرقهم تلك المباديء. ولعل قضية ايهود اولمرت نموذج لمثل هذا الفساد ولكنها بتعبير الصحفي الأستقصائي "قضية أولمرت أصغر بكثير من قضية نتنياهو"

نتنياهو: هناك اتجاهات كاملة تحاول مقاضاتي، في الدولة وفي الأعلام، ويعملون معاً لأتهامي، لم اكن اعرف ذلك من قبل ولكني اعلم الان. الاعلام يصنع حالة من الفوضى قائلين "نتنياهو وحاشيته يعيشون حياة الأباطرة"، هذا غير معقول!

المحققون: هل بعض الهديا في اعتقادك مبالغة؟

نتنياهو: لا اعرف، لا استطيع اخبارك هي مبالغة ام لا.

المحققون: كهدية ترى انها قليلة ام كبيرة؟

نتنياهو: لو أعطاني كل الهدايا في وقت واحد اعتقد انها لن تكون قليلة. ولكن بتوزيعها على مر سنوات..

المحققون: انها تقدر بمئات الألوف من الشيكل كل عام!

نتنياهو: انا لم اتحقق من ذلك ولم أعط الأمر أهمية. هو يعلم انني اعمل بجد، انها وظيفة صعبة. ماذا تعتقد؟ أكنت انتظر هناك وأحصي عدد الزجاجات؟ ربما كنت أحصي زوج من الاشياء الأخرى التي تهتم بقدرتنا على البقاء.. مثل كم عدد الصواريخ الموجهه إلينا. نحن نعمل 18 ساعة يومياً، وهي تعمل مع الأطفال، ومرضى السرطان، والمرضى النفسيين من الأطفال، لا نحظى برفاهية في حياتنا! كل ما تحاول إثباته هنا خطأ.

المحقق: هل تعلم بان زوجتك تلقت جواهر من أرنون ميشلن؟

نتنياهو: لا لم اعلم، لكن ربما تلقت وربما لا. لا اعرف

ويقول نتنياهو على لسان أرنون:" لو أستطعت مساعدة أخوتي في حياتهم لتتحسن فمن سيخدم دولة أسرائيل عندما ينتقدني الشعب وعندما سيحاكم – نتنياهو - من قبل الشرطة والأعلام."، "ربما سأمنحه بعض السيجار ليصبح سعيداً في حياته" أهذه جريمة؟ اللعنة.

هاداس كلين المساعدة الشخصية لـ أرنون ميلشن تروي شهادتها

الصحفي رافيف: هاداس هي المساعدة الخاصة لأرنون، الشخص ذو النفوذ الكبير، حتى انه لا يستقبل اي اتصالات من اي أحد بدون تحديد وقت مسبق، اما عن شخصية المساعدة فهي نشيطة للغاية وفعالة

هاداس: "كنت أعرف ان الشرطة ستأتيني في يوما ما، حتى أتصل بي رقم لا اعرفه من وحدة خاصة من الشرطة، قالوا لي بألا اتحدث لاي شخص واذهب اليهم فوراً، السؤال الأول كان بخصوص الشامبانيا والسيجار والهدايا"

هاداس: لا تستطيع ان ترفض ما يطلبونه، مستحيل. ليس هناك شيء اسمه الحضور بأيدي فارغة. وما تحضره معك ليس كمثل اي شيء عادي تحضره لمجرد صديق.

وبأحضار الفواتير الأخيرة لمشترياتها في التحقيق تقر بأن معظم تلك الفواتير لهدايا لبنيامين نتنياهو حتى وان لم يكن أسمه على الفواتير، فقد كانت هدايا بكميات كبيرة، سواء ان كان أرنون مع نتنياهو ام لا، كانت تستمر الهدايا في الأرسال. مؤكدة على ان تلك الهدايا كانت تُطلب ولم تكن مهداه من تلقاء نفسها. ولم يكن يعرف بأمرها سوى حلقة مغلقة من البشر، كانت سر، لا يجوز الأفصاح عنه.

هاداس: كان هناك اسماء كودية – مموهة – فالسيجار كان "ورق الشجر الأخضر" والشامبانيا "الوردي"، لا استخدم الأكواد عند التحدث مع الأخرين، لم اتحدث بهذه الطريقة مع الأصدقاء والعائلة. لكن في مواقف خاصة اكون فيها مخطئة او اقوم بشيء غير صحيح كنت أستخدم الأكواد – الشفرة-. لقد طلب بألا يعرف أحد بخصوص تلك الأشياء والتي كان يتم لفها وارسالها له.

وأضافت: نتنياهو يخاف كثيراً من سارة ومن صراخها، فضلاً عن معرفته بشراهتها في الشراب ومعاملتها الغريبة المتناقضة في بعض الاحيان، فهي كانت تطلب الهدايا والمجوهرات لكي ترسل إليها بالطلب. تلقت أسورة سعرها تقريباً 42 الف دولار

وعند سؤال نتنياهو من المحققين هل فعلاً طلب تلك الأشياء، أجاب نتنياهو: ربما، لا أتذكر.

سارة نتنياهو وتأثيرها في صناعة القرار من خلال بيبي!

خضعت سارة ايضاً للتحقيق على الرغم من اعتراض نتنياهو على استجوابها حينما سأله المحققون عن امكانية خضوعها للسؤال، قائلاً: هي حرة في خضوعها للتحقيق ولكني لا ارغب في ذلك.

سارة: هل تسألون غالباً الأشخاص عن حصولهم على هدايا من أصدقائهم؟!

المحققين: ماذا؟ تعودين لذلك مجدداً؟ اعتقد اننا غطينا تلك النقطة؟

سارة: لا لم نتخط تلك النقطة.

المحققين: لقط تخطيناها بالفعل، نحن نسأل عن..

سارة: هناك العديد من الجرائم غير المحلولة وانت تسأل عن بعض الزجاجات؟ هناك جرائم تحدث واشياء سيئة تحدث هنا لدينا هجمات ارهابية، ما الذي تفعله؟ هذا غير عقلاني منك. تحقيقك الهدف منه اسقاط رئيس الوزراء، ويشاركك بعض حلفائك.

المحققين: كل ما نعرضه عليكِ..

سارة: هراء

سارة: انا أمثل اسرائيل حول العالم، انا وزوجي نسير وسط صف الجنود، أقابل القادة وزوجاتهم، أحضر الكثير من الأحترام لدولتنا، كل هذا لا يعرفه العامة، ودولتنا لا تعرف كل هذا.

المحققين: هل تواصلت مع ميلشن وطلبتي منه نوع مفضل من الشامبانيا؟

سارة: لماذا تقول هذا بتلك الطريقة؟ "نوعك المفضل" هذا مشين ومقرف، هذه طريقة غير متحضرة في الكلام.

المحققين: هذا لأنك طلبتيها تحديداً

سارة: لم أطلبها بالتحديد، وانت تسال بوقاحة.

المحقق: حسناً، هل طلبتيها؟

سارة: حقاً!

المحقق: هل طلبتيها؟

سارة: حقيقة انا غير مرتاحة هنا، واذا استمر الامر هكذا فسارحل.

المحقق: حسناً، السؤال عن من..

سارة: او يمكنك ان تحتجزني

المحقق: منذ الأحد إلى الجمعة تلقيتي 20 زجاجة من الشامبانيا في أسبوع.

سارة: لن أجيب

المحقق: عدم إجابتك تعني ان الموضوع ربما حدث بالفعل؟

سارة: لا أتذكر.

سارة: لم اسأل مطلقاً ولا أطلب. أدلتك كلها محض هراء، وداعاً.

المحقق: تلك هي إجابتك؟

سارة: لأن حديثك هراء

المحقق: إجابتك ان كل هذا هراء؟ هناك العديد من الشهادات المعطاه للشرطة

سارة: انت تستجوب الأشخاص لساعات وساعات، ألا تخجلون من أنفسكم؟

المحقق: هل قمتي بطلب مجوهرات معينة؟ انصحك بقول الحقيقة فلا داعي لاحراجك.فسأسألك مجدداً، هل طلبتي اي مجوهرات؟

سارة: انا لم أطلب هذا الخاتم.

المحقق: والعقد؟

سارة: لا

نير هيفيتز، مسئول الأتصال لـ نتنياهو: " سارة تتدخل في السياسة والشئون الأعلامية، وايضاً التعينات في مكتب نتنياهو"

الصحفي: سارة تقرر من هم المستشارون وتضع الخطط والسياسيات، من الواضح ان الدولة تدار من قبل هذان الزوجان.

يائير لابيد وزير المالية الأسرائيلي أكد تواصل نتنياهو معه بخصوص أرنون وتقليل ضرائبه، موضحاً بأن ما فعله بيبي مع أرنون هو استثناء له فقط دون سواه، وأكد ايضاً على ان تلك الأستثناءات لقلة من الأشخاص فقط.

وهو الأمر الذي اعترف به نتنياهو ولكن لم يقل لوزير المالية "ساعد ميلشن" بل قال له "استثنيه من القانون" حيث من صلاحيات رئيس الوزراء استثناء بعض الافراد بشكل قانوني عن الأطار الرسمي في المعاملات تبعاً لاهميته للدولة الأسرائيلية.

الصحفي رافيف: نتنياهو يساعد أرفين بسبب مساعدة أرفين لأسرائيل معدات خاصة بالمشروع النووي وبالأخص بالقنابل النووية، كان هذا منذ ما يقارب 50 عاماً، الأمر الذي كان مخالف للقوانين الأمريكية بهذا الصدد في ذلك الوقت. بعد فترة قرر أفلين الحديث بشأن الموضوع قائلاً: "أتعرف ما هو شعور ان تكون في العشرينات من العُمر وتسمح لك الدولة بان تكون مثل جيمس بوند؟ من ناحية الحركة والإثارة!". الامر الذي جعل السلطات والجمهور متشوق لمعرفة المزيد، ولكنه صرح بذلك على الملأ، لذا قررت الولايات المتحدة سحب إذن دخوله، حيث كانت حياته بأكلمها هناك.

نتنياهو: لم نتحدث في اي أمور شخصية او سياسية بأستثناء أمر واحد، هو تأشيرة دخوله الولايات المتحدة فقط، وهذا لم يكن من أختصاصي بل كان من أختصاص وزارة الخارجية.

الصحفي رفيف: نتنياهو تحدث لوزير الخارجية الامريكي وقتها جون كيري وغيره لمحاولة أعطائه تأشيرة دخول الولايات المتحدة، وهو ما قام به بالفعل. من الواضح ان اراد رئيس الوزراء خدمة من الولايات المتحدة كان من الاحرى استخدام تلك الخدمة في حاجة بذات اهمية، كأيران او الأزمة الفلسطينية، انما إهدارها في فيزا ميلشن!