هاجس أمريكا ...سيناريو التشكيك بنتائج الانتخابات تتأهب له بتشديد الإجراءات الأمنية
مع ترقب العالم قبل يومين على موعد التصويت العام في الانتخابات الأميركية, والتي من المتوقع أن تؤثر نتائجها على الكثير من الملفات، بدءا من الملفات الاقتصادية وصولا إلى الملفات السياسية والعسكرية.
بات هاجس مواجهة محاولات الطعن في نتائج الاقتراع لمنع تكرار ما حدث في انتخابات 2020مسيطرا على مسؤولي الانتخابات الذين يعملون ، لاتّخاذ إجراءات تضمن نزاهة عدّ الأصوات والمصادقة عليها، وبينها إقرار الكونجرس قانوناً جديداً لفرز الأصوات يجعل من الصعب إيقاف التصديق النهائي على النتائج من قِبَل الكونجرس في 6 يناير .
لذلك فأن العاصمة واشنطن تشهد تشدّد الإجراءات الأمنية تحسّباً لأي تكرار لأعمال عنف محتمله التي هزّتها قبل أربع سنوات عندما خسر دونالد ترمب أمام جو بايدن.
وعلى الرغم من أن الآمال لا يمكن عقدها على الإدارة الأمريكية في عملية صنع السلام في العالم، بحسب التجربة التاريخية فأن كلا المرشحين (هاريس او ترامب) وجهين لعملة واحدة .
ووفقا لبيانات من مختبر الانتخابات في جامعة فلوريدا الأمريكية، بأن أكثر من 70 مليون شخص أدلوا بأصواتهم مبكراً في الانتخابات من خلال طرق التصويت المبكر، في وقت يتخوف فيه البعض من حدوث أعمال عنف في البلاد تؤثر على العملية الانتخابية.
وتشتد المنافسة بين المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، وبين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، حيث أعطت استطلاعات الرأي نسبا متقاربة جدا بين المتنافسين، الأمر الذي جعل عملية التنبؤ بالنتائج صعبة خصوصا في ظل التقلبات التي شهدتها الاستطلاعات من ناحية، واعتماد الانتخابات الأمريكية على مبدأ اختيار كبار الناخبين من جهة ثانية.
فقد تفوقت كامالا هاريس، المرشحة للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، على منافسها دونالد ترمب، مرشح الحزب الجمهوري، في استطلاع جديد للرأي بولاية أيوا.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته "ديس موينس ريجستر - ميديا كوم أيوا"، أن الدور الكبير في تحول الوضع بالولاية التي فاز فيها ترمب بسهولة في عامي 2016 و2020، كان للناخبات المرجح أن يدلين بأصواتهن في الانتخابات.
وأوضح الاستطلاع الذي شمل 808 من الناخبين المحتملين، الذين جرى استطلاع آرائهم في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر ، أن هاريس تتقدم على ترمب بنسبة 47 في المائة مقابل 44 في المائة بولاية أيوا، التي كانت تميل إلى الجمهوريين بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
ويمثل نتائج الاستطلاع ، تحولاً حيث أظهر أن النساء، خصوصاً الأكبر سناً أو المستقلات سياسياً، يقدن التحول الذي حدث أخيراً نحو هاريس .
وفاز ترمب بولاية أيوا في حملتيه الرئاسيتين الماضيتين، بأكثر من 9 نقاط مئوية في عام 2016، و8 نقاط في عام 2020.
وسيحصل المرشح الذي يظفر بولاية أيوا على 6 أصوات في المجمع الانتخابي. ويحتاج أي مرشح إلى ما مجموعه 270 صوتاً للوصول إلى البيت الأبيض. وقد ركز كلا الحزبين جهودهما خلال الأيام الأخيرة من حملتهما على الولايات "المتأرجحة"؛ مثل نورث كارولاينا وبنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن.
ويأتي ذلك فيما خرجت مسيرة داعمة لها في مواجهة دونالد ترامب، حيث احتشدت آلاف النساء في شوارع واشنطن وعلى منصة أقيمت في "ساحة الحرية"، توالت المتحدثات ووجهن الدعوة إلى التصويت للمرشحة الديموقراطية البالغة 60 عاما.
وجعلت "هاريس" من الدفاع عن الحق بالإجهاض ملفا أساسيا في حملتها الانتخابية، وهو الموضوع الذي تردد على ألسنة المتظاهرات المشاركات في هذه "المسيرة النسائية".
ووسط ترقب عالمي شهدت عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة في الحملة الانتخابية الأميركية لكلا المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترمب النشاط نفسه .
وستزور نائبة الرئيس الديمقراطية التي ستصبح في حال فوزها أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، الولايات الرئيسية التي قد تحسم نتيجة الاقتراع الثلاثاء الماضى ، مع لقاءات انتخابية في جورجيا (جنوب) ونورث كارولاينا (جنوب شرق) وميشيجان (شمال). وتحاول هاريس البالغة (60 عاماً) إقناع آخر الناخبين المترددين في حال فوزها بأنها "الترياق" في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق.
وخلال ثلاثة لقاءات انتخابية في ولاية ويسكونسن الحاسمة أيضا، دعت هاريس إلى "طي صفحة عقد من دونالد ترمب" الذى هز الديمقراطية الأميركية و"أنهكنا" وفق تعبيرها.
على الجانب الأخر يأمل الرئيس الجمهوري السابق ترمب البالغ (78 عاماً) الذي يسعي لتحقيق حلمه بالعودة إلى البيت الأبيض للترويج لسياسته القائمة على شعار "أميركا أولا" فى أعتمادة خطابا شعبويا.
وفي فيرجينيا وكارولاينا الشمالية، خلال لقاءات انتحابية حول ترمب مجددا رسم صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة التي يقول إنها "محتلة" من جانب ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية الذين يرى فيهم "مجرمين" ويعد بطردهم.
واتّهم ترمب في ميشيجان إدارة جو بايدن وكامالا هارس بأنها فشلت اقتصاديا. وتوقع مرحلة كساد عظيم كالتي سجّلت في 1929 في حال انتخاب منافسته "هاريس ".
وتظل الأجواء متوترة مع بروز جدل سياسي-إعلامي شبه يومي ومخاوف من وقوع أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة فهل استطلاعات الرأي في ولاية أيوا، التى تفوقت هاريس فيها بنسبة 47 بالمائة، مقابل 44 بالمئة على منافسها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري تكون تميمة الحظ للوصول للمكتب البيضاوي كما حدث مع الرئيس السابق ترامب الذي حكم البلاد بين عامَي 2017 و2021.
وبين تبادل الاتهامات بين كلا الجانبين تدور رحَى الأنتخابات الأمريكية.