اللواء رأفت الشرقاوي: الاختلاف والخلاف بين البشر قائم بحكم التنوع
قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إنه بسبب نزاع بين صاحب محل عصير وجاره صاحب مقهى بالكوربة على شقة ، يقتل الأول نجل الثانى بسلاح أبيض أودت بحياته فى الحال ، أنتهت فيها القصة بايداع صاحب محل العصير غيابات السجون، وازهاق روح الثانى بسبب بلطجة الطرفين والرغبة فى الاستيلاء على ما هو حقه أو ليس حقه.
كما قررت نيابة مصر الجديدة ، حبس صاحب محل عصير 4 أيام على ذمة التحقيق ، بتهمة قتل نجل مالك مقهى فى مشاجرة بينهما بسبب خلافات على شقة.
وكشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات تداول مقطع فيديو على عدد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى يتضمن قيام أحد الأشخاص بالتعدى على آخر بسلاح أبيض بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة مما أدى إلى وفاته.
وبالفحص تبين أنه بتاريخ 30 أكتوبر الماضى نشبت مشاجرة بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة بين كل من طرف أول (مالك محل عصائر بأحد العقارات بدائرة القسم ) طرف ثان (شريك بمقهى بذات العقار "متوفى")، بسبب خلافات؛ بينهما حول رغبة المتوفى فى طرد الأول من المحل المشار إليه بدعوة ملكيته لحصة بالعقار وشرائه الشقة التى تعلو المحل الخاص به، قام على إثرها الأول بالتعدى عليه بسلاح أبيض محدثاً إصابته التى أدت إلى وفاته.
كما تم ضبط مرتكب الواقعة فى حينه وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات .
من الأقوال التي نستشهد بها مقولة «معظم النار من مستصغر الشرر»، للتحذير من الاستهانة بما يبدو اليوم خطرا صغيرا، لكنه يحمل في أحشائه مقومات النمو التي تجعل منه مهلكة مستقبلية ، وهو ما حدث بنزاع الكوربة.
وأكد مساعد وزير الداخلية السابق على أن كـل الحوادث مبدأها من النظر ، ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ، فتك الســهام بلاقوس ولاوتر والعبــد ما دام ذا عين يقلبها ، في أعين الغيد موقوف على الخطر يسـر مقلته ما ضـر مهجـته ، لا مـرحبا بسرور عاد بالضـرر .
ولفت: إذا أردنا أن نتحدث عن الود، ستختلف الأقوال بين التعريفات اللغوية والمفاهيم الشخصية لنا ، وإني أرى الود هو هذا الشعور الرائق، الشفاف، هو بمثابة الحبل السري الذي يصنع الوصل بين البشر، الود مساحة التلاقي، وجسر المحبة، إنه البنية الأساسية لكل المشاعر الجميلة، فماذا إن اختفى؟ ماذا إن ضاع وسط صنوف المشاعر السلبية؟.
وأشار: الود أول المشاعر بين البشر وجامعهم، ويُبنى عليه، مشاعر بمثل هذا التوصيف وجودها أساسي في حيواتنا، وعند انقطاعه، او تعكير صفوه تصعب الحياة، ويكون الطريق للألم هو الأقصر، عندما تدعوا الله أن يذهب عنك ألما أو خوفا لا تتسى أن تدعوه أن يبدلك مكانه راحة وطمأنينة. فليس أسوأ من ذهاب الألم أو الخوف سوى ذلك الخواء الذي يحل محله فيجعلك غير قادر على التحرك داخل نفسك.. التشبث بألم الفقد أشبه بالتشبث بالجذور فلولاه لما كان لنا وجود، ولتاهت ارواحنا في مهب الريح لا نعرف بماذا نشعر ولماذا تأتي هذه العبارة من رواية أياواسكا للكاتبة دينا سمك، فتوجز لنا فكرة الخواء عندما يزول الألم او الخوف، هذا الخواء الذي يحدث ليس فقط عندما يزول الألم ولكن أيضا عندما يزول الود بين البشر.
وأكد: مقولة «علي بن ابي طالب» رضي الله عنه .. إذا جادلت الجاهل غلبني وإذا جادلت العالم غلبته.. مقولة تنطبق الى حد كبير على البعض في المجتمع الذي يتمسك برأيه وافكاره التي هي في الاساس ليست نابعة من قناعته بل إملاءات من الاخرين ، او نتيجة لمعلومات ناقصة او لعدم توفرها بالاصل ، فالاصل ان العناد يعد كفرا حيث انه يورِّث الكفر واستقر المثل فى اذهان الناس دون أن يفتشوا عن أسبابه والذي يعود الى تاريخه عهود قديمة لأن العناد كان السبب الرئيسي فى تمسك الأقدمين بالكفر، وصدهم عن سبيل الله، ومقاومة جميع الأنبياء والرسل محتجين عناداً بما وجدوا عليه آباءهم، غارقين محاصرين أنفسهم بهذا العناد.
واستطرد اللواء رأفت الشرقاوي: الحوار مع الآخر أيًا كان الآخر دينه وجنسه ولونه ومذهبه وثقافته ، أمر مطلوب للتعايش الإنساني، وضرورة تقتضيها الفطرة البشرية، والحاجات المجتمعية لصياغة نسيج لشبكة علاقات لا يمكنها أن تستقر إلا بالحوار والتفاهم بين عناصر هذه الشبكة. وأن الحوار الإنساني - الإنساني ضروري للتعايش بين الأفراد والجماعات والمجتمعات، وإلا كان البديل الصراع والنزاع وتأجيج الفتن، واندلاع الحروب واعمال التطهير والتصفية العرقية.
وأكد: الاختلاف والخلاف بين البشر قائم بحكم التنوع، فهناك الاختلاف الثقافي والعرقي والديني والمذهبى وهذه الاختلافات باقية حتى قيام الساعة، والحكم فيها والتعامل مع بقائه لا يكون بإلغائها ولا بتجاهلها، بل بالتعرف عليه وتقبله واحترامه كسنة دائمة من سنن الكون.
وأضاف: لو كان بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت، إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددتها».هذا القول الذي صار قاعدة سياسية ودبلوماسية يُعمل بها حتى أيامنا هذه، منسوب إلى معاوية بن أبي سفيان مؤسس أول إمبراطورية عربية إسلامية.
واختتم: ليت هذا الشعار يكون هو منهج الحياة، فقد نختلف ولكن لا نتقاتل ، فلأبد من أن تكون هناك مساحة للتفاهم بدلا من التعصب للرأى.