تعليقا على حادث أسيوط.. اللواء رأفت الشرقاوي: العناد يولد الكفر
قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إن محكمة جنايات أسيوط أجلت محاكمة 3 أشخاص متهمين بقتل 4 أشخاص؛ وذلك بسبب خلافات على قطعة أرض بالظهير الصحراوي الغربي بمركز القوصية، لجلسة اليوم الثالث من دور شهر نوفمبر، وذلك لمناقشة نائب كبير الأطباء الشرعيين ومدير الطب الشرعي بمنطقة أسيوط في الأمور الفنية المثبتة بتقارير الطب الشرعي المرفقة بالقضية.
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار طارق محمود وصفي رئيس المحكمة وعضوية المستشارين محمد أبو سداح نائب رئيس المحكمة و خالد عثمان محمد عضو المحكمة وأمانة سر سيد علي بكر وناصر فؤاد.
وتعود وقائع القضية رقم 23685 لسنة 2024 جنايات مركز القوصية إلى ورود بلاغا لمركز الشرطة بوقوع مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية كثيفة بالظهير الصحراوي الغربي ناحية قرية منشاة خشبة بين عائلتي "الغولة و أبوالقاسم".
وانتقل إلى موقع الحادث ضباط مباحث المركز والإسعاف، وتبين من المعاينة والفحص مقـتل محمد ميلاد محمد أبوالقاسم 36 عاما، و الحسيني أشرف ميلاد محمد أبوالقاسم 35 عاما، وعلي جابر علي أبوالقاسم 34 عاما، ومحمد صفوت محمود أبوالقاسم 32 عاما، منتمين لعائلة "أبوالقاسم"، ومقيمين جميعا قرية منشأة خشبة.
وتوصلت تحريات المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من "علي . أ . م " 23 عاما ، و " صلاح . م . ح " 40 عاما، و " خالد . و . س " 25 عاما ، منتمين إلى عائلة " الغول "مقيمين قرية المنشاة الكبرى.
وأشارت التحريات إلى وجود خلافات بين المتهمين والمجني عليهم بسبب قطعة أرض خاصة بالمجني عليهم "أملاك دولة" بالظهير الصحراوي الغربي.
وأضاف اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام أن مقولة «علي بن ابي طالب» رضي الله عنه إذا جادلت الجاهل غلبني، وإذا جادلت العالم غلبته، مقولة تنطبق إلى حد كبير على البعض في المجتمع، الذي يتمسك برأيه وافكاره التي هي في الاساس ليست نابعة من قناعته بل إملاءات من الاخرين، أو نتيجة لمعلومات ناقصة أو لعدم توفرها بالأصل.
وأشار إلى أن الأصل أن العناد يعد كفرا؛ حيث إنه يورِّث الكفر واستقر المثل فى اذهان الناس دون أن يفتشوا عن أسبابه والذي يعود الى تاريخه عهود قديمة لأن العناد كان السبب الرئيسي فى تمسك الأقدمين بالكفر، وصدهم عن سبيل الله، ومقاومة جميع الأنبياء والرسل محتجين عناداً بما وجدوا عليه آباءهم، غارقين محاصرين أنفسهم بهذا العناد.
ولفت: وكان «العناد» المدخل لإغلاق وإيصاد العقول أمام دعوات الرسل والأنبياء، وحينما يوصد الإنسان عقله، فإنه يتسلح بالعناد، والمعاندة، واشتهرت بذلك فرقة من السوفسطائية تسمى «العنادية» ينكرون حقائق الأشياء، ويزعمون أنها وهم وخيال باطل.. ذلك أن من يوصد عقله لا يرى فى ذلك الإيصاد شيئاً ولا يجد فيه غرابة، فقد أغلق العقل الذى كان يمكن أن يطلعه على ما يميز به بين الصواب والخطأ!.
واستكمل: وفي أيامنا الراهنة تجد لدى البعض عندا مقصودا في اي حديث مع الاخر سواء سياسيا ام اجتماعيا ام اقتصاديا .. الخ، وعندما يضع الشخص المتحاور العنيد في زاوية لايستطيع الخروج منها اثناء الحديث بما لديه من معلومات مقنعة، وتستند الى مراجع واحداث مشابهة للحالة التي هي معرض الجدال بينهما فإن العنيد غالبا ما يلجأ الى رفع صوته في الجدال وبذلك يثبت ضعف حجته أمام خصمه أو يعمد الى تغيير موضوع البحث والذي غالبا لا يفضي الى نتيجة تذكر، او إفتعال حدث ثانوي جانبي ما يلبث ان يحوله الى رئيسي يغلب النقاش حوله.
مؤكدا على أن العناد السلبي والذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط، وهو ما تجده لدى البعض ممن لا يملكون المعلومة او لا يسعون وراءها.
موضحا أنه بالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها.
واختتم اللواء رأفت الشرقاوي قائلا: «والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم».