”والله ما عرفتك ياما”.. مأساة مسعف فلسطيني يحمل جثمان والدته وسط أهوال الحرب
في ظل الحرب الغاشمة على قطاع غزة، تنسج القصص المؤلمة التي تعكس أقسى ما قد يواجهه الإنسان، لتظهر مأساة عبد العزيز البرديني، المسعف الفلسطيني، الذي وجد نفسه يحمل جثمان والدته دون أن يدرك من هي، مما يجسد الواقع الأليم الذي يعيشه الفلسطينيون يوميًا.
قصة وجع من قلب الحرب
في صباح يوم الأربعاء، انطلق عبد العزيز كعادته إلى مخيم المغازي في وسط قطاع غزة، حيث يعمل كمتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني، منذ أكثر من عام، اعتاد على مواجهة مشاهد الفاجعة والدمار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية، ولكن في ذلك اليوم، كانت المعاناة تتربص به بشكل غير متوقع.
أثناء أداء واجبه في إنقاذ الأرواح، تم استدعاؤه لنقل جثمان امرأة تعرضت لإحدى الغارات، وحملها على نقالته دون أن يدرك أنها والدته، سميرة البرديني، وعندما وصل إلى المستشفى وكشف عن وجه الجثة، هوت دموعه في لحظة مأساوية، حيث اكتشف أنه يحمل جثمان والدته.
تلك اللحظات المدمرة التي تلت اكتشافه كانت لا تُحتمل، انهار عبد العزيز وسط محاولات زملائه لتهدئته، وهو يصرخ بعبارة مؤلمة: "والله ما عرفتك يا أمي!"، لتحوّل تلك اللحظة العادية إلى واحدة من أكثر اللحظات إيلامًا في حياته.
وانتشر مقطع الفيديو الخاص بالمسعف الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، وسط تعليقات تدعو له بالصبر والسلوان، وأخرى حزينة على ما يصيب هذا الشعب الأبي.
يُذكر أن حصيلة القتلى منذ بداية الحرب قد تخطت أكثر من 43 ألف شخص.