خبير في شؤون الشرق الاوسط يحلل للنهار مفهوم الدولة الديلفري الجديدة في ضوء اندلاع وتوسع حروب الشرق الاوسط
في اعقاب توسع اسرائيل في حربها المستعرة في غزة ولبنان واستهداف تل ابيب المستمر واستباحتها للاراضي السورية واليمنية وتحضيرها لضربة قوية لأيران يقول الكاتب الصحفي فراج اسماعيل المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الاوسط ان
"الدولة الدليفري".. نظام عالمي جديد أو بالأحرى شرق أوسط جديد. أن تكون الدولة صغيرة لا يتعدى سكانها الأصليون مئات الآلاف لكنها تملك ثروات طائلة وتشبه شركة كبيرة يعمل فيها ملايين من الجنسيات الأجنبية.. ثم تنشأ لها امتدادات وقواعد عسكرية على ساحل البحر الأحمر والمتوسط وفي القرن الأفريقي وتتدخل في حروب داخلية لصالح ميليشيات ضد النظام الرسمي المعترف به عالميا، وتنبطح أمامها قوى إقليمية كبرى وتستطيع شراء إعلام تلك القوى بحيث يظهرها ضعيفة مستكينة مستسلمة ذليلة أمام "الدولة الدليفري".
كيف تستطيع "الدولة الدليفري" وضع قدمها على جغرافيا ممتدة رغم حجمها الصغير في المساحة والسكان؟!
لتحقيق ذلك تلعب الدول العظمى أو الاستعمار الجديد الدور الأكبر.. وتقوم إسرائيل بمهمة الذراع العسكرية الطويلة لإضعاف من يمكنه الوقوف أمام هذا النظام الشرق الأوسطي الجديد الذي يعد به نتنياهو. وسيكون لترامب الكلمة الأخيرة في التشكيل الجديد لهذا الإقليم.
الهجوم الأمريكي الإسرائيلي المحتمل على إيران سيكون من الضخامة والشدة بحيث يدمر إمكانيات تلك الدولة ويشل حرسها الثوري ويدخل البلاد في دائرة من الفوضى تشبه تلك كانت عليها العراق عقب الغزو الأمريكي وتحولت من دولة ذات جيش قوي جبار إلى دولة طائفية مفتتة ومنقسمة.
وجاء الهجوم على مقر شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية في أنقرة أمس الأربعاء، في إطار فتح الطريق أمام الدول الدليفري التي يمكن السيطرة عليها وتوجيهها، فهي تخلو من الشعوب ولكنها عبر المال والثروات الطائلة تستطيع إخضاع القوى الناعمة وتوجيهها سياسيا وشعبيا لمصلحة المستعمر الأكبر.