بسبب جرعة مخدرات.. ”النيابة العامة” تترافع بقضية مقتل سيدة علي يد عاطل بالقليوبية
إستمعت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الثانية، برئاسة المستشار أيمن عفيفى سالم، وعضوية المستشارين عبد العزيز على محمود، وشيرين صلاح حمدى، ومحمود أبو اليزيد جاب الله، وأمانة سر هانى خطاب، لمرافعة وكيل النائب العام "محمد عز العرب" بنيابة جنوب بنها الكلية، بقضية إنهاء حياة سيدة علي يد عاطل، وذلك بسبب جرعة مخدرات، بدائرة مركز شرطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.
وبدأ محمد عز العرب وكيل النائب العام مرافعته يقول الحق سبحانه و توالى في محكم التنزيل: بسم الله الرحمن الرحيم...."وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْث والنسل وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" صدق الله العظيم "وَمَنْ يَقْتَلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عظِيمًا" صدق الله العظيم
(إدمان المخدرات أفضى إلى القتل العمد)
قائلا سيادة الرئيس.. حضرات السادة القضاة الأجلاء إن تلكما الآيتين الكريمتين اللتين تلاونهما على مسامع حضراتكم لهي أبلغ وصف ينطبق على قضيتنا التي جئنا اليوم لنعرض وقائعها ونقيم أدلتها في محرابكم الطاهر المقدس..قضية اليوم تحمل بين طياتها الرعب والفزع و تثير الحفيظة وتجعلنا نتوقف قليلاً لنستبين جسامتها و شنيع حدثها وفظاعة الجرم الذي حوته.... وواقعاتها تذكرنا بحديث سيد المرسلين سيدنا محمد صلى عليه وسلم حيث قال " و الذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شئ قتل ؛ و لا يدري المقتول على أي شئ قتل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقضية اليوم هي تروي لنا القتل و لكن في صورة مختلفة عن مثيلاتها من ذي قبل فالدافع وراء ارتكابها هو البحث عن إرتكاب جريمة أخرى و الفاعل فيها خسيس و دنئ لم يكن منذ نشأته على الفطرة السوية يهيم في الطرقات ينتهك الحرمات يبحث عن المنكرات... إذا خيم الظلام استيقظ من سباته يفكر مع شيطانه ما جريمة اليوم أهي سرقة أم سطو؟؟؟؟
وأشار أنه في كل مرة يهديه فكره الضال لمقارفة جرم غير عابئ بما خلف ورائه من مصائب و أحياناً يحتال على الناس يستعطفهم حاله لينجح في إقناعهم بإخراج الأموال و إعطائها له و ما إن يتحصل عليها حتى يهرول بها ليدفعها ثمناً لمواد مخدرة أدمنها بجسده..... فإليكم نسوق ذلك المجرم القاتل الفاجر الذي توحش و تجرأ و عاث في الأرض فساداً حتى قارف أعظم جريمة على وجه الأرض ألا وهي قتل النفس البشرية .. و أيا ترى لماذا قتل؟ قتل من أجل جرعة مخدرات أنهكه البحث عنها فلما يأس من التحصل عليها اتخذ قراره بإزهاق روح ظناً منه أنها تمتلك ما أدمنت روحه الخبيثة.
(عقوق الوالدين)
مضيفا إلي أن متهم تلك القضية وهو المدعو "محمد أحمد عيسى إبراهيم" أبن التاسعة والعشرين من العمر العاطل عن العمل الذي اختار بإرادته سلوك طريق الضلال بتعاطيه للمواد و العقاقير المخدرة و فارق أهله و هجر أباه و أمه رغم أنه كان يتعين عليه رعاية أبويه الطاعنين في السن و رفع المشقة عنهما و تحمل العناء فهو كما قرر بالتحقيقات أنه يكبر أخوته ولديه شقيق وشقيقتان ووالده يعمل بإحدى المقاهي ليقتات بضع جنيهات يستعين بها على رعاية الأسرة وتوفير متطلباتها... ووالدته تمارس التجارة لكسب الرزق إلا أنه و بدلاً من أن يحسن استغلال شبابه و حفظ صحته و يصون نفسه و يمد يد العون لأفراد أسرته عزم على أن يعوث في الأرض إفساداً و إجراماً فسرق و نهب و أتلف حتى هداه فكره الشيطاني الي القتل و ما كل هذا إلا لإشباع رغبته في الحصول على الأموال لشراء المخدرات وهو ما صرح به المتهم بالتحقيقات غير آسف و لا نادم... ذاكم المتهم عق أمه التي تحملت آلام حمله تسع شهور عندما أرادت الأخذ به إلي طريق الهدى و منعه من تعاطي المخدرات إلا أنه أعماه الضلال و أغواه الشيطان فقال لأمه أف خسئت و خسرت أيها الفاسد المارق الضال و لعل ما ابتليت به اليوم هو جزاء عقوقك لأبيك و أمك فهذا هو عقاب الله لك في الدنيا و انتظر وعيد الله لك قال رسول الله (صلى عليه وسلم ) اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي و عقوق الوالدين.
(شيطان بصورة وحش)
قائلا السيد الرئيس .. هيئة المحكمة الموقرة.. خلق الله بني البشر.. و هداهم النجدين... طريق الخير والشر .. فإن اختاروا الخير تفوقوا بأفعالهم على الملائكة... و أما إن اختاروا الشر تخطوا بأفعالهم أكثر من الشياطين... و متهم اليوم الماثل أمامكم اختار بإرادته سبيل الشر بل و تفنن فيه حتى بلغ من الإجرام ما بلغ على نحو ما سنبينه لحضراتكم من خلال سردنا لوقائع دعوانا.
حيث أشار بقوله السيد الرئيس.. الهيئة الموقرة.. في يوم الثلاثاء الموافق الخامس من شهر ديسمبر من العام الماضي ألفين وثلاثة وعشرين ترجل المتهم قاصداً لقاء مروجي المواد المخدرة أعلى الطريق الدائري ليبتاع منهم تذكرة هيروين كما اعتاد إلا أنه بحثه باء بالفشل فما هدى و لا استكان بل أخذ يفكر في هدوء و روية من أين يأتي بالمخدر فهداه فكره الشيطاني إلي التوجه لفتاة شريدة لا أهل لها لا يعرف عن نشأتها شيئاً وانقطع خبرها فلم يعلم من هي؟؟ و ابنة من؟؟ وولدت أين؟؟ و من ألقى ب تلك الزهرة و أهملها و قسى عليها و أراد لها الموت؟؟ و من ألقاها لتواجه قسوة الحياة؟؟ ولكن كان هذا هو المقدر لها في اللوح المحفوظ أن تعيش حياة غير مستقرة و لا آمنة لا تملك من حطام الدنيا سوي ما تغطي به جسدها وتستر به عوراتها و يا ترى كم من الوحوش نهشوا عرضها و أهانوا جسدها و لوثوا شرفها و اعتدوا على أنوثتها مستغلين حداثة عمرها و ضعفها والظروف السيئة التي أحاطت بها.
و إني لأستحضر في مخيلتي صورة تلك الفتاة و كأن روحها الطاهرة البريئة حضرت إلينا لتشكو ما كانت تقاسيه و تعانيه من آلام و أوجاع على مدار عمرها منذ أن قدر الله لها أن تكون في الوجود أراها تتحدث إلينا تطلب منا أن نستزيد في وصف حياتها البائسة التي عاشتها سنين متنقلة بين الطرقات لا تجد لها مأوى و هاهي تشير إلى المتهم القاتل تطلب منا أن نقص للعالم كيف تعدى عليها ذاك الوحشي الآثم ففي أثناء نومها الهادئ بجانب الطريق أسفل كوبري دائري باسوس أتاها الذئب الهائج لإيقاظها من نومها انهاني في ساعة متأخرة في جوف الليل الساكن في الشتاء القارص و قد بلغت حينئذ الساعة الثانية فجراً و الظلام دامس و الطريق خال أيا ترى لما أيقظ تلك الفتاة المسكينة ؟ هل لشعور إنساني منه و رأفة منه بحالها ؟ هل ليطعمها أو ليسقيها أو لينام بالقرب منها لتشعر بالأمان ؟ كلا بل أتاها و أيقظها ليطلب منها المنكر فيقول لها (معاكي اصطباحه فما كان من تلك الضعيفة المكروبة إلا أن أجابته نفياً فهل يتركها ويرحل ؟ لا والله بل جلس ليمكر بها ظناً منه انها تحوز المخدرات فمكث جوارها يدبر و يقدر كيف ستقتل؟ الأجواء مهيئة ظلام دامس طريق خال مكان مستتر الضحية بمفردها فالفرصة سانحة كان هذا هو همس شيطان المتهم و اختار ليتقن جريمته مهدئاً للأعصاب حتى لا يتراجع عن إصراره و عزمه على قتل المجني عليها فإذا به يخرج قطرة المسماه (بلجيكا) ليضع منها قطرات بأنفه فهذا هو غذاء حياته تناول المواد المخدرة لتساعده على الاستمتاع بجرائمه التي يقارفها.
وأوضح "عز العرب" أنه عقب تعاطيه لكمية من المادة المهدئة للأعصاب أدار وجهته نحو الضحية غير مبال بكونها ذاهبة لتقضي حاجتها فهو منتهك للحرمات لا يرقب في أحد إلا و لا ذمة فئذ به اقترب منها و انقض عليها من الخلف و أسقطها أرضاً وهي عارية الجسد من الأسفل يعتليها بكل وحشية و أمسك بحجر من الأرض و كال لها ضربتين متتاليتين في رأسها لتسيل منها الدماء و ظل جاسماً فوق فريسته بل و خنقها حتى أيقن وفاتها أي وحشية و ضراوة و قسوة و دونية هذه.
وأستهل وكيل النائب العام بيا سيدي القاضي و حضرات السادة القضاة الأجلاء إن هذا المتهم خرج بجريمته النكراء عن نواميس الإنسانية و فاق بإجرامه ما عسى للإنسان أن يتخيله أنه منزوع الإنسانية و الرحمة و المرءوة و الرجولة وسليط على الخلق مستطيلة يده بالبغي و تفكيره قاصر على الشر ونفسه وروحه خبيثة للحد الذي يجعله يقدم على الإجرام من دون تراجع.
مناديا يا سيدي القاضي و السادة القضاة الأجلاء .. لم يتوقف المتهم عند فعل قتله للمجني عليها وإزهاق روحها بل تعدى على حرمة جسدها فاستطالة يده الملوثة إلى جسدها فظل يفتش بحثاً عن مقصده الآثم وهو التحصل على أية مادة مخدرة ليدخلها الي جسده المسموم فلم يعثر على شئ بالجثمان الطاهر فهل يتحسر على ما قارفه من جرم بقتله غدراً تلك الفتاة؟؟؟ الإجابة بالطبع لا فهو ذئب متوحش و متعد على الحرمات و متجاوز الحدود الله لا يأبه و لا ينشغل بما يرتكب من جرائم و ما يأتيه من الانتهاكات.... فها هو المجرم بعد أن أدرك وفاة المجني عليها يقرر مغادرة مسرح الجريمة بكل هدوء تاركاً الضحية غارقة في بحر من الدماء و عارية الجسد حتى أنه لم ينتابه إحساس الشفقة أو الرحمة بها فيستر ما بدا من الضحية من عورة والله ما سترها بل تركها مكشوفة سوءتها تسيل منها الدماء و ذهب يفكر من أين يأتي بالمخدر لا يكل و لا يمل يترجل ليصعد اعلى الطريق الدائري قاصداً إحدى محطات التموين ليحتال على عامة الناس فيظهر لهم سوء حاله فيستعطفهم ليتحصل منهم على مبالغ مالية أي مكر و تحيل يمارسه هذا المتهم أنه تفوق وتفنن في صنع الجريمة و عقب أن تحصل على مبلغ مالي و قدره ثمانون جنيهاً توصل لأحد مروجي المواد المخدرة واشترى منه جوهر الهيروين المخدر حسبما قرر ليتعاطه كانت تلك هي واقعات دعوانا و الأوراق زاخرة و شارحة و كاشفة وفاضحة جرم المتهم لا تخفى منه خافية و لا يتبقى لنا سوى الإشارة إلى أدلتها الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء و البازغة بوزغ القمر ليلة البدر.
(أدلة الدعوى )
قائلا السيد الرئيس .. الهيئة الموقرة
بسم الله الرحمن الرحيم (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمُ الْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم.. الهيئة الموقرة كانت تلك وقائع الدعوى و اما الدليل عليها فلقد جاءت الاوراق عامرة بالادلة و زاخرة بالدلائل و الاسانيد القاطعة و البراهين الساطعة لكل ذي عينين على ارتكاب المتهم لذلك الجرم فقد جاءت متعددة و متنوعة تؤازر بعضها بعضا انسابت إلينا من خلال التحقيقات التي أجريت مع المتهم و تنقسم إلى أدلة قولية وأدلة فنية و اخرى مادية و قرائن.
موضحا أنه أولاً: أما بالنسبة للأدلة القولية:-
- إقرار المتهم تفصيلاً بواقعة قتل المجني عليها فمنذ الوهلة الأولى و لسان المتهم شاهداً على جريمته النكراء فهاهو المتهم يجيب صراحة حينما سأل بالتحقيقات بالصفحة الرابعة ص ٤ ( أنا كنت بدور على حد اخد منه تذكرة بودرة اصطبح بيها لحد ما لقيت سارة نايمة جمب الرصيف فحصل اللي حكيت عليه أي يقصد قتلتها ) و كما روى نصاً... أنا قمت على سارة نزلت فيها ضرب عشان لو معاها حاجة تطلعها ومسكت حجر من الأرض و ضربتها مرتين في رأسها ولقيتها غرقانه في دمها وأغمى عليها وسبتها ومشيت... و بالصفحة السادسة (ص ٦ ) هي كانت نايمه و أنا صحيتها قالتلي معيش هيروين وراحت تعمل حمام وبذات الصفحة ردد قائلاً (أنا كنت تعبان و بدور على أي حد أخد منه هيروين لحد ما لقيت ياره نايمه جمب الرصيف نزلة باسوس ).
و إستكمل مرافعته بأنه كما أجاب نصاً بالتحقيقات حينما سئل عن كيفية تعديه على المجني عليها وعدد الضربات التي كالها والاصابات التي أحدثها بالمجني عليها و التي اودت بوفاتها ( أنا ضربتها بايدي على وشها و ضربتها بحجر في رأسها و ضربتها كثير وضربتها بالحجر مرتين في رأسها من الناحية اليمنى و هي كانت نايمة في الأرض و أنا فوقها ونازل ضرب فيها وكان وشي في وشيا) تلك هي قالة المتهم بالتحقيقات صريحة وواضحة و القارئ المتفحص لها عن بصر وبصيرة يوقن مدى فظاعة الجرم و يدرك أن هذا المتهم لا يستحق الحياة جزاء وفاقاً على قتله تلك البريئة المسكينة الضعيفة المشردة التي لم تجد من ينتشلها من بين مخالب ذاكم الذئب المتوحش... ثم يأتي من عقب ذلك بيان للأدلة الفنية التي نؤسس عليها دعوانا: ثانياً و أما الأدلة الفنية
1- تقرير الصفة التشريحية: أتى ليؤكد بجلاء أن الجثة لأنثى في العقد الثاني من العمر وتبين أن الاصابات المشاهدة و الموصوفة بالرأس هي اصابات حيوية حديثة ذات طبيعة رضية حدثت من المصادمة الرضية بجسم صلب راض أياً كان نوعه وتبين بفحص العنق وجود إصابة حيوية حديثة مثلها ينشأ من الضغط بقوه على العنق بجسم صلب أياً كان نوعه، و انتهى التقرير الي وجود خلع بالعظم اللامي وتلونات داكنة و أن الوفاة تعزى إلي اسفكسيا الخنق الجنائي.
2 - و أما تقرير الأدلة الجنائية: فقد أبان أن البصمة الوراثية لآثار الدماء المرفوعة من على أرضية الطريق بجوار الجثة متطابقة مع البصمة الوراثية المستخلصة من آثار الدماء التي وجدت على الحذاء الأبيض المعثور عليه بجوار الجثمان.
ثالثاً: (الأدلة المادية):-
1 - المعاينة و المناظرة اللتان اجرتهما النيابة العامة و ما أسفر عنهما قد جانتا متطابقتين مع إقرارات المتهم بكيفية ارتكابه للواقعة و المكان الذي ارتكبه فيه جرمه الأثم والحالة التي كان عليها جثمان المجني عليها ونحيل إليهما في الأوراق.
2 - المعاينة التصويرية جاءت مؤيدة إقرار المتهم بجرمه إذ برع في تمثيل ماديات و أفعال جريمته.
و أخيراً "القرائن"
و هي متمثلة في تحريات جهة البحث الجنائي التي أجريت وشهادة مجري التحريات التي تطابقت مع وقائع الدعوى و جاءت على نحو مستقيم من غير نقصان و لا تحريف.
موضحا لهيئة المحكمة الموقرة .. حضرات السادة المستشارين... تلكم هي أدلة الإثبات في قضيتنا جاءت قاطعة جازمة لتثبت جرم المتهم فلا تأخذكم به شفقة أو تبحثون له عن رأفة و أحكموا عليه الخناق حتى لا يجد مخرجاً فيعيث في الأرض فساداً و يأتي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و يفعل الكبائر و يكرس نفسه الخبيثة للانتقام من الناس.
(رسالة إلي الأباء والأمهات)
وأشار يا سيادة الرئيس و الهيئة الموقرة.. و قبل ان نختتم مرافعاتنا نود أن تسمحوا لنا سيادتكم بأن نوجه حديثاً إلى المجتمع فمثل قضية اليوم لا تمر مرور الكرام إلا بعد أن يؤخذ منها العظة فحديثنا الي المجتمع نبدأه برسالة إلى الآباء والأمهات تقول لهم رزقكم الله الأبناء بنين وبنات ألا فلترعوا نشأكم الطيب و تجعلوهم نصب أعينكم و تحسنوا تربيتهم وتحرصوا على غرس التدين و التحلي بالخلق الحسن و التزام السلوك القويم و تحمل معاناة المعيشة و الكفاح من أجل لقمة العيش الحلال والبعد عن الحرام مهما سانت الأحوال و عليكم أيها الآباء والأمهات أن تحفظوا عليهم انفسهم من إتيان المنكرات من تعاطي المخدرات وخلافه من المفاسد و المهلكات حتى لا نجد فيهم المنحرف الضال.
مطالبنا من الهيئة الموقرة .. ليكن حكمكم رسالة حق و نبراس هداية و صيحة مدوية إن البشرية لن تعود يوماً لعصر الغاب ليكن في قصاصكم المثل و العبرة لتشفى قلوب قوم مؤمنين وليعلم الذين ظلموا أي منقلب منقلوبون وليعلم الكافة أن كذلك نفعل بالظاليمن قولوا في كلمة النهاية تلو ان كأن الدم حرام وأن القصا واجب و أن الدين برئ و أن القاتل مدان و أن هذا ظالم و أن لكل ظالم نهاية.
وأختتم مرافعته يا سيادة الرئيس .. يا حضرات السادة القضاة الأجلاء ندعوكم الي ان يطمئن وجدانكم... و تترسخ عقيدتكم .. فالحكم على المتهم بالإعدام هو العقاب المستحق فلا نطالب إلا بإحقاق الحق فأسدلوا الستار عن هذه الواقعة المؤلمة بهذا الحكم الرادع و اشفوا صدورنا وصدور كل من تأذى منها من بشاعة هذا الإجرام السافر... بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) صدق الله العظيم.. وفقكم الله و أرسى بحكمكم العدل.. و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.