النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:53 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل تندلع الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط بسبب إسرائيل؟

اللواء أركان حرب محمود رشاد العطار
اللواء أركان حرب محمود رشاد العطار

دخلت منطقة الشرق الأوسط في دوامة الصراع والنزاعات والحروب منذ عام 1948 عندما جاءت حركات الهجرة الصهيونية اليهودية إلي فلسطين الدولة العربية،وأعلن الصهاينة تنفيذا لمخطط تيدورهرتزل قيام دولة إسرائيل علي أنقاض الدولة الفلسطينية وارتكبروا جرائم حرب بالماضي مثل ذبح النساء والأطفال في قرية دير ياسين،وهي جريمة إبادة جماعية كما هو الحال في الصراع العربي الإسرائيلي بالوقت الحالي.

ونتيجة لرفض إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية،وامتلاكها رغبة استعمارية للتوسع في المنطقة،وسرقة ثروات الدول العربية وضربت مصر وسوريا والأردن وفلسطين عام 1967 لسرقة ثرواتهم،وعقب لجوء الدول العربية إلي مجلس الأمن الدولي صدر قرار رقم 242 بإنسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بقوة السلاح لكن دون تنفيذ،وجاء الرئيس المصري الراحل رحمه الله محمد أنور السادات،وفي 18 أكتوبر عام 1970.

ألقي خطابا تاريخيا أخبر فيه الكيان الصهيوني بإن القوات المسلحة المصرية سوف تعبر قناة السويس،وتستعيد سيناء وتقوم بمهامها،وكعادة المتغطرسين الصهاينة لم يصدقوا قول السادات،وظنوا بإن خط بارليف أقوي خط دفاعي في العالم،وإنه يحتاج قنبلة ذرية لتفجيره حتي تعبر القوات المسلحة المصرية.

وجاء يوم النصر العظيم يوم السادس من أكتوبر،وعبرت القوات المسلحة المصرية قناة سويس،ودمرت خط بارليف في 6ساعات فقط وحيدت الطائرات الإسرائيلية بواسطة حائط الصواريخ الذي بناه الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله،وكان لعنصر الحسم في المعركة الضربة الجوية المفاجئة التي كان قائدها الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك رحمه الله وعقب تذوق إسرائيل مرارة الهزيمة قبلت السلام مع مصر،وإنسحبت من سيناء.

لكن إلي يومنا هذا لاتزال إسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية والضفة الغربية وأجزاء من الأردن،وترفض جميع الحلول الدبلوماسية القانونية وقال سموتريتش وزير المالية المتطرف الإسرائيلي بإنه ستحتل إسرائيل لبنان والأردن كلها وفلسطين كلها عام 2022 ولذلك كانت حركة السابع من أكتوبر بواسطة المقاومة الفلسطينية لتحرير بلادهم،وتوسعت الأزمة حتي شارك حزب الله اللبناني عندما أبادت إسرائيل 40 ألف فلسطيني وتجرأت إسرائيل وإنخرطت في الصراع حتي إنتهاك سيادة الدولة الإيرانية باغتيال اسماعيل هنية رئيس حماس داخل طهران!

وقال اللواء أركان حرب محمد رشاد العطار في تصريحات خاصة للنهار المصرية عند سؤاله عن كيفية رؤيته لتأثير اغتيال حسن نصر الله علي قدرات حزب الله في مواجهة إسرائيل؟

قال:أولا اغتيال حسن نصر الله هو شئ متوقع منذ فترة في ظل الأحداث المحيطة بالمنطقة العربية كلها،وبات واضحا مدي اختراق الكيان الصهيوني هذا الحزب،وذلك من خلال تفجيره أجهزة البيجر،واختراقه لكل ما هو متصل بحزب الله،وبالتالي كان من السهل اغتيال امين عام الحزب أما عن تأثير الاغتيال علي قدرات حزب الله في مواجهة الكيان الصهيوني فتعجب اللواء متسائلا أين هذا التصدي الذي يقوم به حزب الله،وما يشبهه من جماعات تجر المنطقة إلي حرب إقليمية،وتؤدي إلي مزيدا من الشهداء الأبرياء.

وسألنا اللواء هل تعتقد بأن هاشم صفي الدين المرشح لقيادة حزب الله بإنه سيستخدم الدبلوماسية مع إسرائيل؟

قال: هاشم صفي الدين هو شخصية معروف عنها بنها ليست سياسيه بل هي شخصية أكثر شراسة من حسن نصر الله،وبتوليه الحزب اتوقع توسيع دائرة العنف.

وتابعنا بسؤال اللواء عن رؤيته العسكرية فيما اختلف المحللون حوله من ما يسمي بوحدة الساحات الفلسطينية عبر حزب الله في لبنان والحوثين في اليمن وحماس في فلسطين أفضل أم تكون كل ساحة منفصلة تواجه إسرائيل وحدها؟

قال: إن مايحدث ليست مواجهات بالمنطق العسكري،واعتقد هي هجمات صاروخية يتم التصدي لها بوسائل الدفاع الجوي أما كلمة المواجهة بمفهومها العربي التقليدي هي التصدي المباشر للامور المادية أو المعنوية أما مايحدث هي أمور لاترتقي منفرده أو مجمعة إلي المواجهة،وإنما هي أمور استفزازية غير مدروسة تؤدي إلي تفاقم الوضع الحالي،وجره إلي توسيع نطاق الحرب كاسيناريو موضوع مسبقا.

وعن تطور رد إيران العسكري علي إسرائيل بسبب اغتيال هنية وهل تتسب إسرائيل في إندلاع الحرب العالمية الثالثة بالشرق الأوسط؟

اسرائيل هي من تبدأ بالتصعيد دائما مع العرب،والمطلوب حرب عالمية ثالثة يزج فيها العرب لتحقيق أهداف إسرائيل وما ورائها وتابع أن تفاقم الأزمة الحالية بسبب تحرك أزرع إيران في لبنان من حزب الله والحوثيين في اليمن،وإن الحكومة اللبنانية بالطبع لاتريد الحرب،وأيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يُريد الحرب،وأضاف إن الهجمات الأخيرة علي إسرائيل لم تكن مواجهة عسكرية وسقط 100 ألف قتيل فلسطيني.

وأضاف إن مصر تُريد أن يكون الأمن مُستتب علي حدودها الشرقية،وغير راضية عن حرب إقليمية في المنطقة،ودعا اللواء إلي تحكيم العقل في التعامل مع الأزمة لتفويت الفرصة علي الصهاينة،ومن يعاونهم في إشعال الحرب،وأنهي اللواء حديثه بإن مصر تملك كل أساليب الردع ليفكر مليا،وكثيرا من يحاول أن يمس أمنها،وليعلم إن خسائره ستكون أكبر مما يتصور تحيا مصر.