النهار
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 03:29 صـ 29 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

اغتيال حسن نصر الله و6 من القادة.. هل ضحت إيران بحزب الله؟

منذ "الاثنين الدامي" وتمطر إسرائيل البلدات الحدودية مع لبنان وبيروت بالصواريخ الخارقة، مستهدفة قيادات حزب الله والأمين العام حسن نصر الله لتنتهي حقبة الأخير و6 معه من القادة في عمليات اغتيالات دقيقة بطائرات "أف 16 أي F-16 I".

السؤال الآن "هل ضحت إيران بحزب الله؟"، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها خلال حرب الإسناد مع غزة وتحولت بعدها لمواجهة مباشرة مع إسرائيل، كما أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمته بالأمم المتحدة أعلنها صراحة عدم رغبته في خوض أي حرب مع تل أبيب، في وقت تنقل صحيفة "أكسيوس الأميركية" أنباء عن استنجاد حزب الله بإيران لكن دون رد.

يرى د. أحمد لاشين أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس أن إيران لم تتخل عن حزب الله لأنه ذراع طهران الأساسي في مواجهة إسرائيل على الأقل في المرحلة الحالية.

وقال "لاشين" لـ "النهار" أن إيران تعيد صياغة سياستها الخارجية في عهد الإصلاحي بزشكيان، ومحاولته تحسين العلاقات مع الدول الغربية للتفاوض بشأن الملف النووي بتقديم حزب الله "ضحية لإسرائيل".

وأضاف أن النظام الإيراني لا يريد الدخول مع إسرائيل في صدامات مباشرة، فهي تدرك أن نتنياهو يريد جر المنطقة لصدام عسكري شامل، منتظرا فوز ترمب بالرئاسة الأمريكية.


وأكد أن طهران تمر بأزمة اقتصادية كبيرة، لذا تحاول رفع العقوبات الغربية عليها بتخفض حدة التصعيد مع إسرائيل، لكنه يشير إلى أن كل أسلحة حزب الله من إمداد إيران مثل الصواريخ والمسيرات، بالتالي لم يحدث التخلي الكامل عن حزب الله "هناك دعم عسكري قوي" لكنه غير معلن.

واعتقد أنه ستجري مصادمات عسكرية محدودة، فليس من مصلحة إيران وإسرائيل وحزب الله الانجرار إلى حرب شاملة، مشيرا إلى أن الهدنة مرتبطة بقرار تل أبيب.

واستبعدت نرمين سعيد، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات تخلي إيران عن حزب الله، قائلة إنها استمرت في دعمه ماليا وعسكريا ودبلوماسيا وسياسيا وامتنعت فقط عن التدخل العسكري المباشر.

وقالت "سعيد" لـ "النهار" إن طهران دولة "براجماتية" تحرص على مصالحها، ففضلت التفاوض حول ملفها النووي مع واشنطن عن دعم نصر الله والتورط في حرب مع إسرائيل وأميركا، مدللة بامتناعها عن التدخل للرد على اغتيال إسماعيل هنية بعتبره "ترشيد لرد الفعل".

وترى أن هناك مساحة لإنهاء الأزمة بخفض التوتر لما قبل سبتمبر 2024 حين بدأت تفجيرات البيجر واللاسلكي وتبعها اغتيال قيادات قوة الرضوان.

وتشير إلى أهمية دور باريس في التهدئة بلبنان، مشددة على أن المناوشات ستظل لكن سقف احترام "قواعد الاشتباك".