منهم سيدات ..”النهار” تحاور المصريين المشردين في شوارع تركيا
الآف المصريين يفترشون الشوارع ويستبدلون ملابسهم في الطريق بسبب وهم العمل بالخارج
65 ألف جنيه..حصيلة شركات النصب من الضحية الواحدة
شباب: بعنا مانملك من أجل الغربة والنوم في الشارع
نائب رئيس البيت المصري التركي لــ"النهار": الوضع كارثي والإخوان يسيطرون على الجالية
شاهدت سيدات مصريات تفترش الشوارع ووزارة الهجرة غير موجودة تماما
الشرقاوي: أعداد الناس أصبحت كارثية والجالية تخدم الإخوان فقط
الأمين العام للجالية المصرية: من لم يملك أوراقا سليمة سيتم تعرضه للمساءلة القانونية
حنان سيدة أربعينية لم يحالفها النصيب في الزواج، فقررت تربية أخواتها البنات التى تكبرهم في السن ولكن عملها كان أجره محدود يكفي للمصروفات الشهرية واحتياجات المأكل والملبس، وفي يوم قابلها أحد الأشخاص ليعرض عليها فرصة سفر براتب كبير تستطيع أن تجهز أخواتها للزواج في غضون عام واحد فقط، ولكن للسفر متطلبات وتذاكر طيران تتكلف 60 ألف جنيها، وهنا قررت حنان أن تبيع ذهب والدتها التى تدخره للزمن لتأمين حياتها هى وأخوتها، وبالفعل باعت ذهب والدتها لتدفع لذلك الرجل المال وتحصل على تأشيرة السفر لتركيا وبمرورها للأراضي التركية انتابتها حالة من الفرح والأمل،ولكن بعد ساعات تصطدم بالواقع المرير (لايوجد عمل ولا سكن ولاشيئ) والآن تفترش السيدة المصرية شوارع أسطنبول وتنام معرضة لكافة المخاطر، ضاع حلم حنان وأخواتها وذهب والدتها في جيوب المحتالين الطامعين دون اكتراث بمصير مئات المصريين الضائعين والمشردين في شوارع تركيا .
حصلنا على شهادات الضحايا الذين سعوا للسفر بدون دراسة تبعات تلك الخطوة والجري وراء أحلام العمل بالخارج في ظل ارتفاع نسبة البطالة فقالوا وهم على أرصفة تركيا ، نحن هربنا من البطالة وقمنا ببيع مانملك من أجل حلم السفر وفي النهاية كانت تلك النتيجة هى التشرد والنوم على الأرصفة .
يقول أحد الشباب، دفعنا مبالغ كبيرة لأصحاب شركات إلحاق العمالة بالخارج، فمن هو فوق الــ 45 عاما دفع 40 ألفا ووعدونا بتوفير فرصة عمل في أسطنبول بالدولار وسكن ووجبات طعام وهذا وفقا لإعلان الشركات على صفحاتهم عبر الإنترنت وقمت بدفع 65 ألف جنيه وفي النهاية سكنت الشارع.
يضيف، أحدى السيدات دفعت 40 ألف جنيها اقترضتهم من البنك وتم النصب عليها وكان مصيرها المبيت بالشارع وعندما تحدثت معهم لإرجاعها إلى مصر قالوا لى "مالكش انت دعوة".
وأكد، أن هناك رجلا يبلغ من العمر 55 عاما قام ببيع سيارته ودفع 40 ألف جنيه ووعوده بإيجاد فرصة عمل وسكن وفي النهاية يجلس على الرصيف بلا عمل .
بالبحث في الصفحات المسئولة عن النصب على المصريين وجدنا إعلانات مغرية للساعين إلى فرصة للسفر منها شركة تحمل اسم سفريات الدلتا والخليج العربي برواتب 20 ألف ليرة شهريا بالإضافة للسكن والوجبات ،فيجتذبوا الشباب المصري عمره مابين 18 و20 وهو مالم يستكمل تعليمه ويكون غالبا من الريف فيقوم ببيع قطعة أرض أو قطعة ذهبية خاصة بوالدته ليدفع مقابل السفر للسمسار ويتراوح هذا المقابل مابين 45 إلى 85 ألف جنيه وفقا للسن وطبيعة العمل وعند المرور من مطار أسطنبول تنتابهم حالة من الفرح والسعادة فتقوم الشركة بتصوير مقطع فيديو لهم وهم يصلون للأراضي التركية، لكسب المصداقية وجذب المزيد من الضحايا.
هشام أبو الريس "محامي ومستثمر عقاري مقيم في تركيا" يقول، أنا ضد النصابين وليس الضحايا الغلابة، فالقضية كبيرة ومتشعبة بعد ظهور النصابين آكلي الحرام وأموال الناس بالباطل ويكون متزعمهم شخص عاش في تركيا بضع سنوات وعاد لمصر ليؤسس شركة سفريات ويجعل شركائهم المقيمين في تركيا وبالتحديد ميدان شرين إيفلر يتحدث مع الضحايا برقم دولي من أجل إقناعهم بالسفر ويتحصل على المبلغ المتفق عليه ويكون في استقباله بالمطار شخص تابع له ليصور له فيديو ترويجي ثم يختفي، ويتم شحن الضحية لعزبة المصريين وهى ميدان شرين إيفلر ويكون مصيره التشرد بالشارع لا سكن ولا عمل ويكون محرج أن يعود لمصر حتى لايتهم بالفشل.
محامي: نحن أمام قضية للإتجار بالبشر
ويضيف أبو الريس، في الحقيقة هو ليس فشلا بل عملية نصب ممنهجة يديرها مصريين ويعاونهم أتراك فقمنا بتوجيه تحذيرات للناس وأبلغنا الجهات المعنية في الدولة بسبب انتشار المنصوب عليهم والمصريين المشردين بالشوارع التركية حتى أنهم يقوموا بتغيير ملابسهم بالشارع.
ويؤكد أبو الريس،أن الجهات المعنية تم إبلاغها بما حدث وسيتم معاقبة ومحاسبة المخطئين سواء عن قصد أو بحسن نية وأقل عقاب سيكون السجن 8 سنوات في قضية الاتجار بالبشر.
وأتمنى من الشباب الصغير ألا ينساق وراء الإعلانات الوهمية لأن الوضع أصبح صعب للغاية ومناظر تجلب العار لكل المصريين .
الشرقاوي: أعداد الناس أصبحت كارثية والجالية تخدم الإخوان فقط
محمد الشرقاوي نائب رئيس البيت المصري التركى يقول، أنه لاتوجد إحصائية بعدد المصريين الذين تعرضوا للنصب بالسفر لتركيا ولكنهم يقدروا بالألوف ولكن صعب إحصاء المخالفين لأن ليس لهم قاعدة بيانات لأنهم قد يتعدوا فترة الشهر ويتهربوا للعمل دون عودة وآخرين قد يعودوا لمصر ومنهم من يسافر لأوروبا.
وأضاف الشرقاوي لــ"النهار"، وبالنسبة ماسيتم اتخاذه معهم فأولا نحن أمام مصيبة معهم فهناك عدة فهناك عدة إقامات ومنها السياحية وهى تم إلغاءها، أما إقامة العمل فتتم عن طريق السفارة فقط وليس عن طريق شركات كما حدث مع الحالات التى تحدثنا عنها لذلك فالترحيل هو المصير، ، فأعداد الناس أصبحت كارثية ومنهم سيدات مصريات تنام بالشوارع .
وأشار نائب رئيس البيت المصري التركي، أن الجالية المصرية لم يعد لها وجود منذ 2013 والموجود الآن هى عبارة عن جمعيات يسيطر عليها الإسلاميين وهى تراعي الجالية الإخوانية ومصالحهم فقط.
وأكد الشرقاوي، أن قيادات الجالية المصرية لها عداءات مع المواطن المصري ونحن نعيش معهم ولنا تجارب معهم، فهم يمارسوا العنصرية مع كل ماهو غير إخواني، فهم أشخاص يعتبرون غيرهم من غير الإخوان ليس لهم علاقة بالإسلام، ويعتبرون الشعب المصري السبب في الازمة الاقتصادية لإطاحته بالرئيس المعزول محمد مرسي.
أما وزارة الهجرة فهى تظهر في الفعاليات الرسمية فقط وليس لها وجود في مشاكل المصريين الموجودين بتركيا ولم نرى أحدا من السفارة يبحث مشاكل الذين تعرضوا للنصب، فتركيا دولة ليس لها وجود في وزارة الهجرة المصرية.
تواصلنا مع نادر فتوح الأمين العام للجالية المصرية بتركيا، إذ قال، أننا نقوم بحملات توعية للمصريين بجانب التأكيد على الأوراق الثبوتية ومن لم يملك أوراقا سليمة سيتم تعرضه للمساءلة القانونية.