بعد عرض ”دواعي السفر”.. أمير عيد بين النجاح الغنائي والرهان التمثيلي
أمير عيد هو حالة فنية متميزة أحبها الجمهور في مجال الغناء، وربما كان هذا دافعاً للمنتجين للمراهنة على شعبيته واستغلالها في التمثيل، تألق في مسلسل "ريفو" بجزئيه وتحقيقه للعديد من المشاهدات والإشادات، مما شجع السيناريست محمد ناير على تأليف وإخراج مسلسل "دواعي السفر"، ورغم أنه نال إشادات أيضًا إلا أنها لم تكن بنفس قدر "ريفو"، فرأى البعض أنه لم يخرج عن شخصيته الحقيقية في التمثيل، واعتقدوا أن "دواعي السفر" يجسد قصة حياته، وعلق آخرون أن شخصية "علي" تشبه إلى حد كبير شخصية "شادي"، فكلاهما يعاني من بعض المشاكل النفسية، ما طرح تساؤلات حول قدرة عيد على تقديم أدوار متنوعة، وما إذا كان المنتجون يراهنون على شعبيته وجمهوره في نجاح أعمالهم فيلجأوا لتصميم أدوار تناسب شخصيته.
قال الناقد كمال القاضي إن المطرب الذي يُسند إليه أدوار البطولة في الأفلام أو المسلسلات غالباً ما تكون هذه الأدوار مناسبة لشخصيته، ويُراعى ذلك بوضوح لأنه ليس كالممثل المحترف الذي يمكنه تجسيد أي شخصية.
وأوضح لـ "النهار" أن توظيف المطربين في الأعمال الفنية يهدف بشكل أساسي إلى استثمار شعبيتهم وليس لكونهم ممثلين متميزين، لافتًا إلى أن هذه التجارب تكررت مع بعض المطربين، نجح بعضهم واستمر بينما فشل آخرون وتوقفوا عن التمثيل.
وأشار القاضي إلى أن شركات الإنتاج تتعامل مع بعض الأصوات الغنائية بمنطق المراهنة دون ضمان حقيقي للنجاح، فالعملية بأكملها متروكة للمصادفة؛ إما أن ينجح المطرب أو يفشل، مؤكدًا أن أمير عيد مازال في طور التجربة، ويجب عليه استغلال الفرص المتاحة بحكمة ليحقق المزيد من النجاح.
وأيده الناقد سمير الجمل قائلاً إن استخدام المطربين في الأفلام والمسلسلات يُعد استثماراً في شعبيتهم، ويفضل المنتجون استقدام مطرب معروف بدلاً من ممثل جديد تماماً، إلا أنه عبر التاريخ الفني لم ينجح جميع المطربين في السينما أو الدراما، مشيرًا إلى أن نجاح المطرب في التمثيل ليس مضمونا، فقد يكون حاضراً ولكنه غير متألق، لأن التمثيل يتطلب مهارات خاصة تختلف عن الغناء.
وأضاف لـ "النهار" أنه في "دواعي السفر" تم الاعتماد على شخصية أمير عيد الأصلية في أدائه وطريقة كلامه وصوته، ليكون أقرب للواقع ودون تمثيل مبالغ فيه، ويُعتمد على شعبيته لجذب المشاهدين، خاصة بين الشباب الذين يحبونه، موضحًا أن عيد لم يحقق النجاح كممثل حتى الآن، فإذا وُضع في دور يتطلب احترافية وتميزاً خاصاً، قد لا يتمكن من تقديمه بالشكل المطلوب.