رئيس جامعة المنوفية يكشف عن أولويات المرحلة المقبلة وتفاصيل المدينة الطبية وتطوير البحث العلمى… حوار خاص
أجري "النهار" حوارا مع الدكتورأحمد فرج القاصد، رئيس جامعة المنوفية، أحد أهم الشخصيات العامة بمحافظة المنوفية، ورئيس إحدى أعرق الجامعات المصرية التى تحتل مكانة متميزة وسط الجامعات وصاحبة بصمة واضحة فى مجال التعليم فى مصر، حيث تم إنشاء الجامعة بموجب القرار الجمهورى رقم 1142 لسنة 1976 لتلبية الطلب على التعليم العالى بمحافظة المنوفية، والتى يشتهر أبناؤها بتقديرهم لقيمة العلم والدليل تصدرها نسب التعليم بين المحافظات.
بدأت الجامعة بأربع كليات فقط هي ( الزراعة – الهندسة – التربية –الهندسة الالكترونية) وكانت تضم 9500 طالب وطالبة فى المرحلة الجامعية الأولى (بكالوريس – ليسانس) و 214 عضو هيئة تدريس و372 عضو هيئة معاونة (معيد – مدرس مساعد)، وتضم الجامعة حاليا 23 كلية ومعهد وهم (الطب – التمريض – الهندسة –الهندسة الالكترونية – الزراعة – العلوم – الاقتصاد المنزلى – التربية النوعية - الآداب – التجارة – الحقوق – الحاسبات والمعلومات – العلوم الصحية – التربية الرياضية – الصيدلة – الطب البيطرى – التربية الطفولة – الاعلام – طب الأسنان – الذكاء الاصطناعى – المعهد الفنى للتمريض – معهد الكبد القومى) وتضم 26 برنامجا بمرحلة الدراسات العليا، كما وصل عدد طلاب جامعة المنوفية 88 ألفا فى المرحلة الجامعية الأولى و 6098 طالبا وطالبة فى مرحلة الدراسات العليا بالإضافة إلى 4500 من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة.
وأكد القاصد أن مصر دخلت عصر الجمهورية الثانية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي واجه تحديات خطيرة داخلياً وخارجياً فسطر تاريخاً فريداً من المبادرات الرائدة والمشروعات العملاقة تستوجب التوثيق، فنحن نرى بفخر على أرض الواقع إنجازات الأعوام الأخيرة في مصر تفوق إنجازات 20 سنة مضت، وأن هناك ما يوازي 50 سنة عمل يمكن إنجازهم في وقت قياسى، حيث أحرزت مصر تقدماً ملحوظاً فى مسيرة التنمية على كافة الأصعدة، وتطبيق برنامج جاد للإصلاح الإقتصادى يستهدف دعم دور القطاع الخاص فى التنمية، وتحفيز إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، فضلا عن المضي قدما في تحسين خدمات الإسكان ببناء المدن الجديدة الحديثة، والتعليم الجامعي وقبل الجامعي، والصحة، والنقل، وشبكات الحماية الإجتماعية.
كما أولت الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بتعزيز التعاون الدولى مع المؤسسات الدولية والتعاون الثنائى مع الدول الصديقة ما مكنها من المضى قدماً بخطوات متسارعة فى مسيرة التنمية، وماتحقق من إنجازات بجامعة المنوفية هو إنطلاق نحو الجمهورية الجديدة والعمل وفق استراتيجية الجامعة 2030 التى تتماشى وخطة الدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بداية.. ما هى الأولويات الأكثر إلحاحا فى الجامعة وماذا عملتم للوصول إليها؟
فى نظرى أهم أولويات الجامعة هو التوسع الأفقى وإنشاء كليات جديدة لتلبية متطلبات الدارسين وفتح مجالات جديدة للدراسة بالجامعة، ولذلك عملنا على ضم أراضى جديدة فكان الظهير الصحراوى بمدينة السادات الذى يمثل الرئتين للجامعة للتنفس وتتوسع، حيث تم تخصيص 200 فدان بالسادات للجامعة بناء على مخطط تم إعداده والعمل علية وتقديمه للجهات المسئولة وفق رؤية ممنهجة ما أسفر عن الموافقة على هذا التخصيص.
من المقرر أن يضم الظهير الصحراوى للجامعة 6 مراكز طبية متخصصة بمساحة 50 فدانا وهى مركز لعلاج الأمراض النفسية والادمان ومركز لعلاج وجراحة الأورام ومركز لأمراض الكلى والمسالك البولية وزراعة الأعضاء ومركز لطوارئ الحروق والسكتة الدماغية ومركز للروماتيزم والتأهيل وطب الصناعات ومركز لعلاج الخلايا الجذعية والجينات ومراكز أخرى مستجدة بالاضافة الى مبانى الخدمات، ويضم المخطط إنشاء جامعة المنوفية التكنولوجية على مساحة 40 فدانا وامتداد جامعة المنوفية الأهلية على مساحة 35 فدان كما يضم المخطط إنشاء كليات جديدة وفقا للخطة الاستراتيجية مثل الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والألسن وغيرها على مساحة 20 فدانا و مزارع بحثية تعليمية بمساحة 30 فدانا.
- ماهى رؤية الجامعة لتطوير البحث العلمى بالمنشآت الجامعية؟
البحث العلمى أهمية بالغة ما جعله محط اهتمام واسع حيث تم تخصيص مساحة 30 فدانا بالظهير الصحراوى للجامعة لعمل مزارع بحثية تعليمية لطلاب الجامعة للمساعدة فى عمل تلك الأبحاث وتوفير المناخ المناسب والامكانيات المطلوبة.
جامعة المنوفية الأهلية صرح عظيم يدعو للفخر على أرض المحافظة ماهى خطتكم للوصول إلى مكانة مميزة بين الجامعات الأهلية وماهى الرؤية المقررة للدراسة بالجامعة؟
منذ تولي رئاستى للجامعة فى 2018 وإرسال خطاب للوزارة لبحث إنشاء جامعة المنوفية الأهلية بوحدة بحوث طوخ طنبشا، وبدأت رحلة العمل لتحقيق هذا الإنجاز الهام الذى تحقق الآن لتبدأ الدراسة بها فى برنامجين هما: تخطيط وتشييد المدن الذكية بكلية الهندسة، وبرنامج إنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة بكلية الحاسوب والذكاء الاصطناعي، حتى يتم الانتهاء من كافة المنشآت والتجهيزات ليتوالى افتتاح باقى البرامج.
وأكد أن جامعة المنوفية الأهلية إعجاز تحقق بدعم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وانعكاس لاهتمام القيادة السياسية بالتوسع فى إنشاء الجامعات الأهلية لتقديم خدمة تعليمية متميزة غير هادفة للربح ولكن تتحمل الدولة العبء الأكبر من التكلفة لخدمة الطلاب من أجل مستقبل تعليمى أفضل لتأهيل خريج قادر على اقتحام سوق العمل من خلال البرامج التعليمية الجديدة فى مختلف المجالات العلمية والبحثية والإنسانية تأكيدا على التطوير الذى يشهده التعليم العالي فى ظل القيادة السياسية الحكيمة التى تولى التعليم اهتماما كبيرا وتدعمه بكافة السبل لصناعة مستقبل أفضل.
وحظت باهتمام كبير من إدارة الجامعة حيث يتم التعامل معها كوليد جديد ينعم بكافة الرعاية والاهتمام وهى جامعة تم إنشاؤها على مساحة 18 فدانا تقريبا وتعد أصغر الجامعات الأهلية مساحة ولذلك تم التوسع فى الإنشاءات بشكل رأسى وتضم قاعة احتفالات ومؤتمرات ومسرح وقاعة مجلس جامعة وجميع القاعات مجهزة بأحدث التقنيات الفنية والصورتية، بالإضافة الى مبانى ( العلوم الطبية – العلوم الهندسية – العلوم الإنسانية – ومبنى للمعامل) فضلا عن منطقة ترفيهية وكافتيريا، كل مبنى 4 أدوار جميعها مجهزة بأحدث الأجهزة، وستضم الجامعة 15 كلية ( الطب والجراحة – الطب وجراحة الأسنان – العلاج الطبيعى – الصيدلة – تكنولوجيا العلوم الصحية –التمريض – الهندسة – الذكاء الاصطناعى – العلوم الأساسية – العلوم الزراعية – الطب البيطرى – الغذاء والصناعات الغذائية – الفنون والتصميم – العلوم الانسانية والاجتماعية – الاقتصاد وإدارة الأعمال) بطاقة استيعابية 9500 طالب تقريبا، بإجمالى 20 برنامجا وسيتم تفعيل 2 برنامج بالعام الجامعة 2022- 2023 وهما برنامج الأشياء وتحليل البيانات الضخمة وبرنامج تخطيط وتشيد المدن الذكية على أن يضم تفعيل باقى البرامج تباعا.
- ماهى أهمية إنشاء المدينة الطبية فى الوقت الحالى وماهى الإجراءات التى تم اتخاذها لتحقيق هذا الصرح العظيم؟
لقد كان يشغلنى دوما موضوع تكدس المبانى بالمجمع الطبى واستحوذ ذلك على اهتمامى وتفكيرى كثيرا وبدأت فى التفكير لحل تلك المشكلة وخاصة مع زيادة عدد المترددين علي تلك المنشآت الطبية من المستفيدين من مختلف الفئات ولتحقيق عوامل الأمان وفقا للكود المصرى من أجل تقديم خدمة طبية متميزة داخل محافظة المنوفية، فكان التفكير فى التوسع الأفقى للمجمع الطبى من أجل إضافة مستشفيات ومراكز طبية متخصصة لتقديم كل الخدمات الطبية المطلوبة ومواكبة خدمة التأمين الصحى الشامل، وتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لنزع ملكية 5 أفدنة بجوار المجمع الطبى تحت مسمى المدينة الطبية على أن تسدد قيمة الأرض من الموارد الذاتية للجامعة وتم إسناد المشروع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجار إنشاء سور المدينة الطبية.
- ماذا عن الإنجازات التى وصلت إليها جامعة المنوفية خلال فترة توليكم للمنصب؟
ما تم من إنجازات فلم أتوانى للحظة كي تتبوأ جامعة المنوفية المكانة الرفيعة التي تستحقها وتسعى لها دائماً، ولم أكن وحيداً في سعيي هذا، بل كان معى الكثير من المخلصين المتفانين اللذين تكاتفوا معي جنباً بجنب وكتفاً بكتف طوال تلك السنوات حتى حققنا أهدافنا المرجوه وأحلامنا التي كانت تبدو بعيدة المنال.
وما زال الحلم قائم ومعي الأوفياء النابهين من أبناء الجامعة لتحقيق مزيد من الإنجازات وفق استراتيجية الجامعة ٣٠/٢٠ والتي وضعناها ونصب أعيننا إستراتيجية الدولة 2030 كي نكون قوة دافعة نحو تحقيق حلم الجمهورية الجديدة التي نصبو إليها جميعاً.
سعيت خلال الفترة الماضية إلى تطوير الجامعة لتظل فى صدارة الجامعات ويكفينى إنجازات تشكل علامة فى تاريخ الجامعة كجامعة المنوفية الأهلية أو المدينة الطبية أو توسعات الجامعة بالظهير الصحراوى، كما أشعر بفخر كبير لإنشاء كليات جديدة للجامعة فى عهدى ككلية الإعلام وطب الأسنان والذكاء الإصطناعى، كما يملأنى الرضا لتعاملى مع الطلاب كأبناء لى وأضع نفسى مكان ولى الأمر فأنا فى النهاية أب ولدى 4 أبناء بينهم طالبة فى المرحلة الجامعية وما أحب أن تحصل عليه ابنتى من مستوى تعليم وخدمات داخل كليتها أسعى بكل جهد لتقديمه لطلاب جامعة المنوفية، وسأظل أسعى لتقديم كافة الإمكانيات لطلاب الجامعة لتأهيلهم لسوق العمل لوضع قدمهم على بداية الطريق ومن هنا أتوجه بالشكر والتقدير لكل منسوبي جامعة المنوفية الذين وثقوا في قدراتنا وكانوا داعمين لمسيرتنا وما زالوا، وأتوجه بالإمتنان العظيم لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على دعمه اللامحدود لخططنا التنموية بالجامعة، ولفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم لكل إنجاز إستراتيجي نقوم به وتحيا مصرنا الحبيبة.