السفير هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق
مصر تتحمل الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتي اليوم
استضافت لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل نقابة الصحفيين ورئيس تحرير مجلة علاء الدين السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق في لقاء اتسم بالحيوية والصراحة وتحليل وشرح واف لمجمل الاحداث الجارية في المنطقة واشتعال الحدود الشرقية مع غزة.
وقال السفير هريدي الحقيقة ان هناك محاولات مستمرة بداءت مبكرا جدا من جانب امربكا ضد مصر لتقزيم الدور المصري وحصرها داخل حدودها الجغرافية فقط وانه في عام 2003 شهد العدوان الامريكي علي العراق لتحطيم الجبهة الشرقية وعزلها عن الجبهة الغربية للعالم العربي وبعدها تم فرض عقوبات علي سوريا وتعمل امربكا علي استدامة الريادة المطلقة لأسرائيل واعادة تشكيل المنطقة بشكل كامل لأتاحة فرصة ريادة اسرائيل المطلقة في المنطقة.
واضاف هريدي ان الدور المصري في الشرق الاوسط لم يتغير وخاصة محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر رغم ان ما بحدث في غزة خطة لم تكن وليدة اليوم وان انهاء الصراع العربي الاسرائيلي من جانب الدول الغربية وهي غير جادة فيها لتأييدها المطلق لأسرائيل ومصر تحاول جاهدة من اجل انهاء الصراع بحل الدولتين وهو في الحقيقة غير قابل للتحقيق الان .
واضاف هريدي ان ما بحدث في غزة هو مرتبط بمرحلة تنفيذ المشروع الصهيوني الذي وضعته اسرائيل وهو ان حدودها من البحر المتوسط الي نهر الاردن وهي الخطة التي يعمل نيتنياهو علي تنفيذها الان وهي التي ستعمل امربكا علي فرضها علي الدول العربية وللأسف جزءا كبيرا من الضفة الغربية المحتلة سيضم الي اسرائيل واسرائيل هي من سمح لحماس بأحداث خلاف لضرب وحدة الصف الفلسطيني من الداخل .
وكشف السفير هريدي النقاب عن ان اسرائيل مصممة علي ان يكون لها تواجد في منطقة رفح وهو ما ترفضه مصر ومصر اليوم تقف بمفردها ضد العدوان الاسرائيلي دون ان يكون لها حليف استراتيجي والان مصر كل حدودها مشتعلة في جميع المحاور الاستراتيجة الاربع حتي جنوب البحر الاحمر وهل ما بجعل الامن القومي في خطورة الان
وتعمل مصر اليوم علي الحفاظ علي امنها القومي ليس فقط تأمين حدودها الجغرافية الاربع بل ان حدودها الاستراتيجية يجب تأمينها خاصة وان حدود امننا القومي يمتد الي بلاد الشام والي اقصي الغرب الليبي وجنوبا الي منابع النيل.
واضاف هريدي ان مصر عندما تتحرك يهتز الشرق بأكمله وللاسف ما بحدث مع مصر هو محاولات غربية لتحييد مصر داخل حدودها وان المشروع الجديد للشرق الاوسط هو ان تظل مصر متموضعة ومحصورة داخل حدودها الجغرافية الاربع علي الرغم من ان ما بحدث في هذة المناطق يمثل تهديدا مباشرا لامننا القومي والذي يحدث يتطلب اقصي درجات من الوعي بالامن القومي للبلاد ويتطلب ذلك وعيا من كافة طوائف الشعب بابعاد الحقيقة الاستراتيجة لما يدور في قطاع غزة خاصة وان ملامح التسوية في قطاع غزة هي احد بنود صفقة القرن المنسوبة للرئيس الامريكي السابق ترامب وادارة الرئيس بايدن لم تلغ اي قرار لصفقة القرن حتي الان باستثناء قرار وزير خارجية ترامب بومبو والذي اعترف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ونبه هريدي الي ان الرأي العام قد تم اختراقه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام في تزييف الحقائق والتاريخ ودفع الرأي العام المصري الي قبول المخطط الجديد للشرق الأوسط الجديد مضيفا الي ان مصر لا تستطيع ولا يمكنها ان تتنفس داخل حدودها فقط ولها حدود استراتيجية وحدود جغرافية.
وحذر هربدي من خطورة الطابور الخامس من مصر وله اذرع مالية واقتصادية ووسائل اعلام تتحدث بأسمها في مواجهة الرأي العام المصري وهو عامل هام جدا يجب ان نضعه في الاعتبار .
وشدد هريدي علي ان مصر تعمل بكل طاقتها لدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتي اليوم في اقامة مخيمات داخل قطاع غزة وكميات غير محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة ونعتبر ان غزة جزءا من امن مصر القومي واهتمام مصر بالقضية الفلسطينية ليس فقط لأنها قضية العرب والمسلمين المركزية فحسب بل لأنها قضية امننا القومي الاشمل والاعم.