«ست بميت راجل»..الأسطى”أم إياد ” حكاية نجاح وسط النقاشين
"ست ب١٠٠ راجل".. كلمات قد لا تصف كفاح الأسطى«أم أياد»، هذه السيدة المصرية المكافحة، التي إتخذت في حياتها شعار "الشغل مش عيب طالما كان عملًا شريفًا رزقه من حلال" ، دفعت السيدة الظروف ظروفها المعيشية للدخول في أعمال لإمتهان حرفة دهانات الشقق (النقاشة) ، هذه المهنة الشاقة التى تعد نوعًا ما حكرًا على الرجال لاحتياجها مجهود بدني كبير، رغم ذلك لم تلتفت "أم إياد" في بداية تجربتها إلى آراء المحبطين واجهت الصعوبات بالعزيمة والتحدى ، والأراء المحبطة بالإنجاز .
إعتادت "أم إياد "صاحبة ال26 عامًا، كل يوم على الإستيقاظ مبكرًا حتى تتمكن من إنهاء أعمالها المنزلية وتجهيز الطعام لأبنائها وزوجها ، بعدها تحمل حقيبة قديمة على كتفها بداخلها العدة (أدوات العمل)، قاصدًة مكان أكل عيشها وكسب الرزق الحلال ..تبدأ في أعمال النقاشة داخل الشقق حسب اتفاقها مع أصحاب الشغل على أجرها وفقًا لمراحل التأسيس والتصميم المطلوب .
تواصلت "النهار" مع "أم إياد"، التي صارت حديث السوشيال ميديا، وقالت إن الجميع يُثني عليها ويشجعها على إصرارها ومصابرتها، بعد امتهانها وتعلمها هذه المهنة الشاقة التي تتطلب مجهود شاق .
وأضافت أنها تبلغ من العمر 26 عامًا متزوجة وأم لثلاثة أطفال أكبرهم عمره 6سنوات ، تسكن في مدينة بدر بالقاهرة ، وتابعت : حبيت شغلانة النقاسة ..حرفة جميلة فيها فن وإبداع " .
سردت أم إياد تفاصيل دخولها معترك العمل في النقاشة قائلةً : زوجي يعمل نقاش، منذ سنوات بدأت اشتغل معاه لمساعده في الشغل وتوفير نفقات أولادنا وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة،حتى تعلمت الحرفة بشكل جيد، وأصبح يُعتمد عليّ في إنهاء وتفنيش الشغل بالشكل اللي عايزه العميل صاحب الشقة أو الوحدة اللي بنشتغلها .
وتابعت: بعد ما تعلمت النقاشة وعرفت شغل التأسيس بقيت "بريموا" في الشغلانة، بدأت أفكر في العمل لدى السيدات اللتي لديهن شغل نقاشة في بيوتهن وشققهن، سواء أن كانت هذه الوحدات جديدة أو تحتاج تجديد الدهانات والنقاشة القديمة بها، ربنا كرمني بشغل وقدرت بتعبي وشقايا أثبت نفسي لحد ما بدأت اتعرف .
واستكملت السيدة العشرينية حديثها ل"النهار": فكرتي وشغلي لقى قبول لدى الناس وخاصة عند السيدات اللاتي لا تفضلن دخول الصنايعية الرجالة منزلهن، كنت بعمل الشغل المطلوب، بقالي أكثر من ٤ سنوات في هذه الحرفة وبقيت معروفة في مدينة بدر والمناطق المجاورة .. الحمد لله ربنا بيراضيني ويكرمني برزقي الحلال لكي اساعد زوجي في تربية أبنائنا وتحمل أعباء الحياة.
عن ردود أفعال الناس والصنايعية تجاهها ، قالت "أم إياد ": أقدم عمل شريف وأتقاضى عليه أجرًا ..البعض كان يُبدي الغرابة من فكرة عمل المرأة كنقاشة وامتهانها هذه المهنة الشاقة، لكن بعد ذلك الكل تفهم مجال شغلي، وبقيت معروفة وبشيل شغل لوحدي .
أشارت الأسطى أم إياد،إلى أنها تستمد طاقتها وقدرتها على العمل من ردود الفعل الإيجابية من العديد من الناس الذين يبدون الفخر والاعتزاز بها وبكفاحها ويساندونها حتى بالكلمة الطيبة وتابعت : دايما بيقولولي"جدعة شاطرة..ست بميت راجل " ، وإنها لا تلتفت للآراء السلبية المحبطة .
أضافت "أم إياد"، أنها تواجهها بعض الصعوبات بحكم ضغط الشغل الشاق وحملها لأدوات الشغل (العدة) وصعود السلم ،ولكنها بالإصرار والعزيمة تتغلب على كل ذلك التحديات والصعوبات مقابل العمل والاجتهاد وكسب قوتها من حلال.
"أنا نقاشه في مدينه بدر بأسعار مناسبه للجميع "..هكذا كان عنوان بوست نشرته السيدة "أم إياد "على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لكي تروج من خلاله لعملها في النقاشة، ولقيت تشجيعًا وتفاعلات إيجابية كثيرة من جانب المتابعين ، الذين اثنوا على كفاحها وعدم الاستسلام أمام بعض سلبيات المجتمع والتشائم ،ووصفوها بأنها "ست ب١٠٠ رجال" ،.
وقالت :كلام الناس وتعليقاتهم الإيجابية خلتني مبسوطة ومتشجعة اني اجتهد في شغلي وأكل عيشي.
في ختام حديثها وجهت " أم إياد" رسالة للشباب والفتايات :خلوا عندكم عزيمة واشتغلوا واجتهدوا ..الشغل مش عيب أهم حاجة يكون شريف ومصدره حلال ..متلتفتوش للمحبطين متوقفوش حياتكم .. متخليش حاجة في الدنيا تكسرك مهما قابلتكم صعوبات هتتعدل وتتحل..أكيد ربنا مبيضيعش تعب حد..