تريزيجيه ”المظلوم”.. تاجر سعادة المصريين
محمود حسن تريزيجيه، مصري محترف لم تُسلط عليه الأضواء، لكن ما زال نجمه يسطع ولا يزال مقاتلًا ناجحًا داخل المستطيل الأخضر، لا يعطيه الإعلام حقه بالشكل الأمثل الذي يليق به، لكنه لامعًا حتى ولو لم تنصفه الأيام بما يستحقه.
وما زال يحقق نجاحًا تلو الآخر ويرفض الاستماع إلى أي انتقاد حيث أنه صال وجال، أبدع وأمتع و ساهم بالكثير داخل الساحرة المستديرة في كل الفرق التي احترف ضمن صفوفها بداية من الأهلي المصري ختامًا بطرابزون سبور التركي.
ويمتلك تريزيجيه تاريخا مشرفًا رفقة "الفراعنة" حيث خاض 69 مباراة دولية بقميص الفراعنة في أدغال القارة الإفريقية، والمحافل العالمية، وتمكن خلالها من تسجيل 16 هدف بجانب صناعة 9 أهداف آخرين، وعلى الرغم أن عمره 29 عاما، لكن كان هذا بسبب ضمه مبكرًا للمنتخب حين استدعاه شوقي غريب عام 2014.
ومنذ ذلك الحين وهو يتواجد بشكل أساسي مع جميع المدربين فى صفوف الفراعنة، مثل هيكتور كوبر، خافيير أجيري وكيروش وفيتوريا بجانب المصريين حسام البدري وإيهاب جلال، وأصبح تريزيجيه أحد الأعمدة الرئيسية للمنتخب الوطني، وأحد أهم اللاعبين في السنوات الماضية ودائمًا ما يكون عنصر أساسي ويشكل ثنائية مع نجم المنتخب وليفربول محمد صلاح.
وبات محمود تريزيجه أهم لاعب في تشكيل منتخب الفراعنة آخر 6 سنوات حيث أنه أصبح أهم من محمد صلاح قائد المنتخب برأي الكثير من الجماهير، التي أنصفته وأعطته حقه ولقبته بالأهم في تشكيل الفراعنة خلال الـ6 سنوات الماضية وذلك ليس لكثرة أهدافه رفقة المنتخب بل لأنها رأت أنه رجل المهام الصعبة والأوقات الحاسمة الخفي وأنه الأحق بشارة القيادة، ورأت أيضًا كيف يقاتل ويخاطر بنفسه حين يرتدي قميص منتخبنا الوطني.
فعلى سبيل المثال، كان تريزيجيه السبب في حصول منتخب مصر على ركلة جزاء أمام غانا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وبنفس السيناريو كانت مباراة مصر والكونغو والتي كانت المباراة الأخيرة التي ستحدد المنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2018 وبعدما كان التعادل هدف لهدف سيد المشهد حتي الدقيقة 93 من عمر المباراة، ظهر الحاسم "تريزيجيه" أعطي الأمل للمصريين بعدما تسبب في ركلة جزاء حاسمة تأهل بعدها الفراعنة لكأس العالم بعد غياب استمر 28 سنة، وكان أيضًا السبب في تأهل الفراعنة إلي نصف نهائي أمم إفريقيا 2021 على حساب المغرب بعدما أحرز الهدف الثاني في الدقيقة 101 من عمر المباراة.
ليعود "الحاسم تريزيجيه" من جديد في نسخة أمم إفريقيا الـ34 المقامة حاليًا في كوت ديفوار التي تشهد على تألقه رفقة الفراعنة كالمعتاد، حيث ظهر في 3 مباريات مع منتخب مصر في أمم أفريقيا حتى الآن، سجل خلالها هدفا، وصنع 2، وجاءت أرقام اللاعب أمام كاب فيردي الأخيرة مميزة، بعدما شارك على مدار 45 دقيقة، وتمكن من إحراز هدف أعاد الفراعنة إلى المباراة بعد تسديدة من داخل منطقة الجزاء وصناعة آخر لمصطفي محمد ولا أروع ساهم في تأهلنا لدور الـ16 في البطولة.
وبعد رحيل محمد صلاح عن معسكر المنتخب دون النظر للمصريين، حل من دكة البدلاء الفارس تريزيجيه لإنقاذ سفينة الفراعنة من الغرق وإحياء آمالهم الكبيرة بتحقيق لقب كُتِبَ باسم "ملوك القارة الإفريقية" لكن غاب 14 عامًا.