أكاذيب السوشيال ميديا .. الوجه القبيح وسلاح «المخربين» لزعزعة الاستقرار
خبراء: مروجي الشائعات فئة حاقدة مشوهة نفسيًا .. المواجهة بـ«الوعي القوي»
في سبيل مواجهة الشائعات المغرضة التي تستهدف استقرار المجتمع، تجرى أجهزة الدولة جهوداً كبيرة، لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، حيث يقوم بعض المشوهين نفسيًا واجتماعيصا من قوى الشر، باستغلال منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، في بث وترويج الشائعات المسمومة والتخاريف بمعلومات مغلوطة حول مختلف قطاعات الدولة، وبالأخص الخدمية والحيوية، للتشكيك في الإنجازات، والتلاعب على مشاعر المواطنين وبث الفتنة.
تسعى قوى الشر والحاقدين لترويج الشائعات والأكاذيب، عبر مواقع التواصل، لاغتيال العقول الشابة والأجيال، من خلال طرق وأساليب ملتوية، فنجد يومياً عشرات الشائعات المثارة عبر السوشيال ميديا، على سبيل المثال لا الحصر (شائعات إلغاء الدعم، وهدم المناطق الآثرية، وإلغاء بعض المواد الدراسية، وشائعة فرض رسوم على طلاب الجامعات الحكومية، وشائعات إلغاء العلاج على نفقة الدولة بمختلف محافظات الجمهورية)، وأكاذيب وتخاريف آخرى تشكك في الجهود والتنمية، وأمام هذه الأساليب المزيفة، يؤدي المركز الإعلامي لمجلس الوزراء وكافة مؤسسات الدولة، أدوارًا هامة في رصد هذه الشائعات ودحرها وتنوير المواطنين، من خلال تقديم الحقائق وإتاحة الرد الفوري للرأي العام، والتصدى للكثير من الحملات الممنهجة التي تهدف لتشويه صورة الدولة المصرية ومؤسساتها.
خبراء: بث الشائعات من مكونات حروب الجيل الرابع مواجهتها تتم بتعميق وصناعة الوعي
أوضح عدد من الخبراء في تصريحات خاصة لـ "النهار"، أن الشائعات مكون رئيسي من مكونات حروب الجيل الرابع، ومن أهم العوامل التي تعتمد عليها؛ لذا وجب مواجهتها وتعميق صناعة الوعي، والوصول بالمواطن للوعي الكامل ليواجه بنفسه هذا التحريض، محذرين من خطورتها وتداعيتها.
قال المهندس محمد الحارثي- استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي - في تصريحات لـ "النهار"- ، إنه رغم الدور الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ،في تسليط الضوء علي بعض الموضوعات الهامة والخدمات والإنجازات، إلا أن بعض الكارهين والحاقدين يستغلونها استغلالاً سلبيًا، كمنصات تدار من خلالها حرب الشائعات، وخاصةً أن العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة في ظل التطور التكنولوجي، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة واسعة لترويج الشائعات والمعلومات والبيانات الخاطئة، لكسب التريند وهدم الثقافات والقيم.
نوه "الحارثي" إلى أن حروب الجيل الجديدة ، يتمحور صراعها حول كسر التماسك الاجتماعى، من خلال اختراق الأفكار والعقول وخلخلة الركائز الأساسية والمعتقدات والمفاهيم الراسخة في المجتمع المصري، مؤكداً أن خطورة هذه الحروب في نشر الشائعات المغرضة تهدف لتمزيق الدول.
شدد استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، على أن الشائعات المسمومة تهدد الأمن القومي، وتؤدي إلي إحداث البلبلة والإضرابات وعدم الاستقرار، فهي شئ سلبي يؤثر علي المجتمع وعلي حياة المواطنين، موضحًا أن الشائعات مجرمة بحكم القانون175 مكافحة الجرائم وتقنيه المعلومات.
أكد " الحارثي"، أن السلاح القوي لمواجهه الشائعات والتصدي لها، يتحقق بزياده وعي المواطنين ، وتسليط الضوء علي الأخبار الزائفة ونفي الشائعات من جانب الجهات الرسمية المتخصصة قبل انتشارها وتوضيح الحقائق للرأي العام .
ونوه إلى ضرورة بناء جسر رقمى للتواصل مع الشباب من خلال المنصات الموجودين عليها ،وخاصة في ظل التطور التكنولوجي.
وأشاد "الحارثي" بدور الدولة في التعامل السريع مع الشائعات ودحرها وتوضيح الحقائق ،وقال إن هناك طفرة من جانب مؤسسات الدولة في التصدي للشائعات والتعامل معها ، وطالب بتغليظ العقوبة ضد كل من يروج شائعات .
خبير علم نفس: مروجي الشائعات فئة سلبية حاقدة مشوهة نفسياً ولابد من توعية الأجيال
من جهته، وصف الدكتور "جمال فرويز" استشاري الطب النفسي، مروجي الشائعات بأنهم أشخاص ضعاف النفوس معدومي الضمير والمبادئ ، فهم فئة سلبية مشوهة نفسياً حاقدة كارهة للمجتمع ، يتعمدون نشر الشائعات والأكاذيب، بهدف انقسام المجتمع وإحداث البلبلة .
وأشار إلى أن السبب وراء إنتشار الشائعات، هو الغموض في المعلومات وقلة الوعي، والغرض منها هو تدمير نسيج المجتمع، وهو نوع من أنواع حروب الجيل الخامس، عن طريق إدخال معلومات خاطئة ومغلوطة إلى المجتمع، لإثاره الرأي العام، وتدمير العلاقة بين القيادة السياسية وبين الشعب، لحدوث فتنه مما يسهل التسلسل للعقول وخاصة النشء والشباب فهم الفئة المستهدفة.
أوضح "فرويز" أن نشر الثقافة لها دور كبير في تشكيل وعى المواطنين ، مقترحاً أن يتم تنظيم العديد من الفاعليات الدائمة التي تهدف لبناء الوعي والتثقف، من خلال تنظيم ندوات على مستوى قصور الثقافة ودار الأوبرا و المسرح والمدارس والجامعات ودور العبادات، لنشر وتعميق الوعي الكامل والثقافات والمفاهيم الصحيحة لدى المواطنين، ليكون قادر على مجابهة أي محاولات للإساءة للدولة.
أوصى خبير علم النفس المواطنين، بعدم الانسياق وراء الشائعات الزائفة ، وضرورة استقاء الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية فقط، وعدم نشر الأخبار والمعلومات إلا بعد التأكد من صحتها، وتابع :توافر المعلومات الصحيحة وتحرى الدقة والسؤال عن مصدر المعلومة من أهم الأسلحة القوية للتصدي ومواجهه الشائعات ومحاربتها.
خبير قانوني يوضح عقوبة ترويج الشائعات وينصح المواطنين
حول العقوبة القانونية لمروجي الشائعات تواصلت "النهار" مع إيمن محفوظ المحامي بالنقض، وقال: القانون واجه تلك الجرائم بعقوبات طبقا لنص المادة 102 و102 مكرر ، بأن إثارة الفتن أو نشر اشاعات كاذبة، يعاقب بالحبس والغرامة، إذا سبب تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.
وأضاف: مازالت أبواق إعلام أهل الشر تتعمد يوميًا إثارة اخبار كاذبه، لمحاوله تضليل وعي المواطنين، والتحريض على تكدير السلم المجتمعي ، ويتحدثون عن حقوق الإنسان وهم الأبعد عنها، وهي جرائم تحرض على تكدير السلم المجتمعي، للتحريض علي الدوله ونشر أخبار كاذبة، ويحكمها مواد قانون العقوبات بالمواد 88 و188، كما يمكن أن يكون نشر تلك المعلومات والشائعات الكاذبه هدفها تخطر من ذلك بل تتضمن سلوك معادي للدوله يمس سلامه البلاد ،فتعاقب الماده 77 من قانون العقوبات المصرى على أن "يعاقب بالإعدام كل من ارتكب عمداً فعلاً يؤدى إلى المساس بإستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها"، ومادة 77 د: "يعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة فى زمن سلم"، لمده سجن تصل الي 15 عام.
تابع محفوظ: نصوص قانون جرائم المعلومات وقانون الإرهاب، وتلك النصوص تحاكم ناشري الشائعات والأخبار الكاذبة وشركائهم على جرائمهم في حق الوطن.
وختم حديثه: علينا جمعيًا دور في توعيه وجدان المواطن للخطوره والحذر من تلك الأساليب القذرة في ترويج الشائعات، نوجه الشعب إلى إستخلاص المعلومات من مصادرها الرسميه ولا يستمع لتلك الأكاذيب التي هدفها هدم الثقه بين المواطن وقيادته ومؤسسات الدولة المختلفة.