مندوب فلسطين بالجامعة العربية: حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة كشفت العالم بمعاييره المزدوجة وأسقطت قناع الإنسانية
أكد السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت العالم بمعاييره المزدوجة وارتهانه المفضوح للنظرة العنصرية الصهيونية التي تفرق بين الأطفال والنساء على أساس عرقي وقومي وإثني، مضيفا انه بعد أن أسقط العالم أخلاقه في فلسطين، سقط قناع الإنسانية، وسقط الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في يوبيله الماسي، وسقط القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة، و سقط السقوط، وبدأ أطفال غزة يكتبون أسماءهم على أشلائهم .
جاء ذلك في كلمته امام اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .
وقال العكلوك ان إسرائيل قد قصفت قطاع غزة بما يعادل ثلاث قنابل نووية من حجم تلك التي ألقيت على هيروشيما. وذلك في إطار مخطط تدمير إنتقامي ممنهج، مبني على أسس عقائدية مستوحاة من أساطير منسوبة للتوراة ظلماً وعدواناً. وقد مهد قادة الاحتلال لجريمة الإبادة الجماعية بتصريحات عنصرية لا مثيل لها في التاريخ، من قبيل وصف الشعب الفلسطيني بالحيوانات البشرية والنازيين الجدد، ووصف الحرب بأنها بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الحضار والحشية، بين الديمقراطية وشريعة الغاب.
و على مدار 48 يوم من العدوان، إسرائيل ارتكبت وما تزال، جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، على أسس قومية وعقائدية وعنصرية، وذلك من خلال قتل المدنيين بالآلاف، والتدمير الممنهج للمباني والبُنى التحتية، والتهجير القسري والتطهير العرقي، وإخضاع 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة لحصار قاتل، شمل قطع كل أشكال الحياة، من ماء وكهرباء ودواء وغذاء ووقود.
وقد أدت هذه المذبحة المستمرة حتى الآن إلى استشهاد 15000 من المدنيين الفلسطينين، بينهم 6150 طفل، 4000 امرأة، 1000 مُسن، و1400 مجزرة، و قصف عائلات بعضها استشهدت بالكامل: الأب والأم والأبناء والأحفاد، كل منهم له قصة وله عائلة وله أحباء، وكلهم قتلهم العدو الإسرائيلي، عدو الحياة والإنسانية والقيم والقانون والأخلاق، قوة الشر العنصرية الهمجية المنفلتة، نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وما يزال 7000 تحت الأنقاض، منهم 4700 طفل وامرأة.
كما أدى هذا التدمير الممنهج الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى تدمير 50 ألف بيت، تدميراً كلياً، و240 ألف جزئياً، وهو ما يعادل 60% من بيوت قطاع غزة.
واستهدفت إسرائيل تدمير 266 مدرسة هي الآن مأوى لعشرات آلاف النازحين قسراً، منها 67 مدرسة خرجت عن الخدمة.
واستهدف 174 مسجد و3 كنائس، 88 مسجداً تم تدميرها كلياً. و26 مستشفى و55 مركز صحي، خرج عن الخدمة.
واستهدفت اسرائيل في تدميرها المنهجي الجامعات والمراكز الثقافية ودمرت وحرقت المكتبات التي تحتوي على كتب ومخطوطات تاريخية يعودها عمرها إلى مئات السنين، وهو تكرار لتاريخ النكبة ١٩٤٨ حين خصصت فرق في العصابات الصهيونية لنهب وسرقة الكتب، هذه الجرائم التي تذكرنا بالمغول – التتار الذي حرقوا ودمروا مكتبة بغداد العظيمة تماماً مثل الغرباء الغزاة الذين ليس لهم تاريخ أو حضارة أو ثقافة.
وما تزال إسرائيل تسعى لتكرار سيناريو نكبة فلسطيني لعام 1948، من خلال التطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى من بلادهم، وقد أدى العدوان الإسرائيلي حتى الآن إلى تهجير 1.7 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، محذرا من نوايا ومخططات إسرائيل المستمرة للتهجير القسري أو النقل الجبري.
واضاف ان الحال في الضفة الغربية المحتلة ليس أفضل مما عليه الحال في قطاع غزة، فكل يوم يقتحم جيش الاحتلال ومستوطنيه بحملات إرهابية بشعة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ويقتل ويصيب ويعتقل المئات، ويهدم البنى التحتية ويحق الأشجار والممتلكات، ويزيد وتير الضم والاستيطان الاستعماري، ويعمق نظام الفصل العنصري الإجرامي.
وفي القدس تستمر حملات التهويد والتهجير والقمع والقتل الرهيبة بلا هوادة، ويستمر حصار المسجد الأقصى المبارك ومنع وصول المسلمين إليه ممن تقل أعمارهم عن 60 عاماً، ويستمر اقتحامه اليومي بمئات المستوطنين الإرهابيين، ومحاولات تقسيمه زمانية ومكانياً.
وقال العكلوك : نشكر كل الأشقاء العرب والأصدقاء حول العالم، كل الدول والشعوب، الذين سعوا لوقف العدوان وكسر الحصار، مؤكدا أن هذه التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني لن تذهب أدراج الرياح، بدعم أشقائنا وأصدقائنا حول العالم، وأن الشعب الفلسطيني العظيم سيحاصر حصاره في كل مرة، وسيكافح عدوه في كل مرة، وسنبقى نناضل كي ننال حقوقنا في الحياة، ونجسد استقلال دولة فلسطين.